إن الحافز الذي يدفعنا لانتظار الابن من السماء هو شخصه المجيد وحبه الشديد. فلن نجد شبعًا وسرورًا في غربتنا هنا حتى نراه ونكون معه ومثله للأبد. والرب يسوع لن يستريح أو يشبع بوجودنا هنا على الأرض، فهو يريدنا أن نكون معه في المجد. ونحن نتوقع أن نرى الابن آتيًا لأجلنا بفرح. فنحن عروسه التي تشتاق إليه عبر وادي الدموع، لتسعد بحبه هناك في تلك الربوع.
ولكن هناك شيء آخر، فالرسول يقول: «لأنه من هو رجاؤنا وإكليل افتخارنا؟ أم لستم أنتم أيضًا أمام ربنا يسوع المسيح في مجيئه؟» (1تس2: 11). فهو سيفرح إذ يرى الذين تعب وعمل بينهم يحيطون بالرب يسوع في مجيئه. ويتساءل المؤمنون أحيانًا: تُرى هل سيعرف أحدنا الآخر هناك؟ يقينًا نعم. وسيفرح القلب بأولئك الذين خدمهم وتعب معهم وهو على الأرض.
ومما يزيد من جلال الموقف المجيد إن واحدًا من خاصته لن يُنسى. فلن يتجاوز الرب عن واحد ممن آمنوا به. فرغم ارتباكات تلك الليلة المأثورة حينما خرج بنو إسرائيل من مصر، لم تُنسَ عظام يوسف. فكم بالحري سيجمع الرب كل قديسيه، سواء كانوا مدفونين في الصحراء، أو في قلب البحار، أو المناطق الحارة أو الباردة، فإن واحدًا منهم لن يُترك. ففي لحظة الاختطاف سوف تنطلق كلمة الرب، ويدوي صوت البوق، فيُقام الراقدون جميعهم، ومن كل الأماكن سوف يُخطفون لملاقاة الرب في الهواء.
فدعونا ننتظر حبيبنا بأشواق حارة وبقلوب متلهفة، وأكثر من المراقبين الصباح نعد ساعات الليل، ممجدين شخصه في أيام انتظارنا، إلى أن يجيء.