عدد رقم 4 لسنة 2014
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
ليك الكلمة الأخيرة!  

   قال أيوب: «أما أنا فقد علمت أن وليِّي حي، والآخر على الأرض يقوم» (أي19: 25)، بمعنى أن الرب هو صاحب السلطان، وله الكلمة الأخيرة، وهو المتحكم في كل شيء.  وهذا الأمر يملأ قلوبنا بالفرح والتعزية عندما ندرك أن إلهنا هو «العلي المتسلط في مملكة الناس»، وأنه يمسك بزمام الأمور، وهو صاحب القول الفيصل مهما قال الناس من كلام، فهو الذي يقول ويفعل، يتكلم ويفي.  وهذا ما نقرأه في سفر المراثي «من ذا الذى يقول فيكون والرب لم يأمر؟!» (مرا3: 37).

 ولنا في كلمة الله بعض الأمثلة التي تؤكد هذا الأمر:

1- أراد إسحاق أن يبارك ابنه عيسو (تك27: 4)، فقال له اذهب واصنع لى أطعمة كما أحب وائتني بها لآكل حتى تباركك نفسي.  لكن البركة كانت مقررة من الرب ليعقوب، وهذا واضح في كلام الرب مع رفقة أمه عندما قال لها: «كبير يستعبد لصغير» (تك25:23).  لم يدرك إسحاق أنه كان سيرتكب خطأً كبيرًا ويخالف فكر الرب، ولكن في النهاية فإن كلام الرب وقصده هو الذى تم، وإسحاق بارك يعقوب، وثبَّت البركة له قائلاً: نعم ويكون مباركًا، وإن كان قد ارتعد ارتعادًا عظيمًا لأنه كان سيخطئ، ولكن الله تحكم فيه، وسيطر على الموقف، ليضمن البركة ليعقوب رغم التصرف المعيب الذي حدث منه ومن رفقة على السواء.  إنه بحق من له الكلمة الأخيرة.

2- أراد إخوة يوسف أن يقتلوه ليروا ماذا تكون أحلامه (تك37: 20).  لكن الرب أراد في خطته ليوسف أن يكون مُتسلطًا على كل أرض مصر والرجل الثاني لفرعون، وأن يخلص العالم من مجاعة، ويكون سبب بركة ونجاة لأبيه وإخوته، ففشلت كل محاولات إخوته، وحتى محاولة رأوبين ليرده إلى أبيه، والله سيطر على الأحداث لتسير طبقًا لما رسم، فأُنزل يوسف إلى مصر، وتم كلام الرب من جهته، ولم تسقط كلمة من كل كلامه الصالح، وتحققت الأحلام، وأصبح يوسف في الوقت المعين متسلطًا على كل أرض مصر، والكل يركع له.  لقد حوَّل الله الشر إلى خير واللعنة إلى بركة. 

3- أراد فرعون مرارًا كثيرة أن يمنع خروج شعب الرب من أرض مصر، وأراد إهلاكهم عند البحر الأحمر (خر14).  لكن الرب كان قد وعد آباءهم أن يخرجهم من أرض مصر في الجيل الرابع، وأن يرجعهم إلى أرض كنعان، وقد أكد ذلك لموسى وهو يرسله لفرعون.  ففشلت كل محاولات فرعون، وتعظم الرب في خروجهم بيد قوية وذراع قديرة عندما شق لهم البحر وأغرق فرعون وكل جنوده ومركباته. 

4- أراد بالاق ملك موآب بالاتفاق مع بلعام النبي الكذاب أن يلعن شعب الرب (عد22: 6)، وقد حاول بلعام ذلك عدة مرات، ومن مواضع مختلفة، لكن كل محاولاته فشلت، لأن الرب أراد البركة لشعبه وتكلم عنهم بالخير، فحوَّل اللعنة إلى بركة وجعله ينطق بأسمى الكلمات عن الشعب، وهو الذي له الكلمة الأخيرة.

5- أراد هامان الشرير أن يبيد شعب الرب، فكتب المرسوم وختمه بخاتم الملك (إس3: 12).  وأرسله بيد السعاة إلى كل بلدان الملك لإهلاك وقتل وإبادة جميع اليهود من الغلام إلى الشيخ والأطفال والنساء.  لكن كل محاولاته فشلت، لأن هذا الشعب لا يمكن أن يباد لأنه شعب الرب، ومنه سيأتى المسيا، فتدخل الرب وقال كلمته وأنقذ شعبه، وفى النهاية الذى أُبيد هو هامان وأولاده.

6- أراد اليهود بعد صلب المسيح أن لا تبقى الأجساد على الصليب ليوم السبت، لأن ذلك اليوم كان عظيمًا (يو31:19)، فسألوا بيلاطس أن يكسروا سيقانهم ويرفعوا، لكن الكلمة النبوية قالت: "عظمًا لا تكسروا منه" (خر12: 46)، فتم كلام الرب حرفيًا بعد 1500 سنة ولم يكسروا ساقي يسوع، مع أنهم كسروا ساقي اللصين.  لكن واحدًا من العسكر طعن جنبه بحربة، وللوقت خرج دم وماء، إتمامًا للنبوة: "سينظرون إلى الذي طعنوه" (زك10:12).

7- أراد اليهود أن يدفنوا جسد الرب يسوع مع الأشرار.  لكن النبوة قالت: "ومع غنى عند موته" (إش53: 9)، فأتى يوسف الرامي، الرجل الشريف، وطلب من بيلاطس أن يأخذ جسد يسوع، فأذن له.  فأخذ يوسف ونيقوديموس الجسد ولفَّاه بأكفان مع الأطياب كما لليهود عادة أن يكفنوا، ودفنوا الجسد في قبر يوسف الجديد، وهكذا تم كلام الرب الذي له الكلمة الأخيرة.

   ما أروع أن نتعلم هذا الدرس أن الرب هو صاحب السلطان وله الكلمة الأخيرة، فمهما قال الناس أو الأطباء أو الأعداء من كلام، تبقى له هو الكلمة الأخيرة، وعلينا أن ننتظره ونصبر له ولا نطرح ثقتنا فيه.   

                         الكلمة منك  مش  أوهام       والوعد قلته ومش  أحلام

                         الكلمة ثابتة ووعدك حق       وانت على وعدك سهران

                                                                

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com