عدد رقم 4 لسنة 2014
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
باقة الزهور في محفل النور  

«تدعو فأنا أجيبك، تشتاق إلى عمل يدك» (أي14: 15)

   من اقتلع هذه الزهرة؟ سؤال نطق به البستاني بنبرة من الحزن والضيق .. إنها زهرة متفتحة يانعة، بل هي فخر زهور البستان، وقد اقتُلعتْ من ساقها.  كان البستاني يراقبها منذ أن كانت برعمة صغيرة إلى أن صارت زهرة متفتحة .. ولكنها اختفت الآن .. من هو الذي تجاسر واقتلع هذه الزهرة؟ كانت الإجابة: إنه السيد .. نعم إنه المالك الحقيقي للبستان، وبينما هو يتجول في حديقته لاحظها وأُعجب بها، ولذلك مد يده واقتلعها .. إن تقديره وإعجابه بها جعله يقتنيها لمسرة نفسه.

   بسماع هذه الإجابة اقتنع البستاني وصمت .. إن السيد كان يراقب بسرور نتيجة عمله، ولقد قطف تلك الزهرة لاستخدامه!  

   إذا اقتطف السيد الرب إحدى الزهرات المختارة من بستان حياتنا، هل نتذمر ونحزن؟  إنها ملكه، وله الحق في قطفها، وها هو يستخدم هذا الحق.  قد يكون هذا المحبوب له زمان طويل معنا، ومن طول الزمان ظننا أن لنا الحق في امتلاكه.  ولكن في الواقع إنه ملكه .. ألا يؤكد الرسول بولس ذلك «وأنكم لستم لأنفسكم لأنكم قد اشتريتم بثمن» (1كو6: 19، 20).  أليست هذه الكلمات تذكرنا بتلك الحقيقة، إنه السيد ومعه سند الملكية.  إن كل ما نمتلكه هو لنا باعتبارنا وكلاء فقط.  وهذا ما عبر عنه أيوب: «الرب اعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركًا» (أي1: 21).

   ولكننا الآن لنا إدراك أعمق وأوسع من الذي كان لأيوب .. إننا نعرف نعمته المتفاضلة وأيضًا آلامه.  «فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح أنه من أجلكم افتقر وهو غني لكي تستغنوا أنتم بفقره» (2كو8: 9).  إنه باع كل ما له، بل أعطانا نفسه .. ألا نثق فيه وهو الذي يعمل كل شيء بمحبة ورقة، وحاشا أن يخطئ؟  

   إن الابن أو الأب أو الأم أو الأخت أو الزوجة أو الصديق الذي فقدناه، قد اختاره السيد لينضم إلى صُحبة الزهور السماوية.

   دعنا لا نتذمر .. إن السيد وهو في السماء معه ذلك المحبوب، يسعد به، ونحن هنا على الأرض معنا أيضًا نفس السيد .. إلى ذلك اليوم الذي تنضم فيه كل الزهور التي في السماء مع تلك التي ما زالت على الأرض، ليكونوا معًا باقة رائعة تبقى في محفل النور والمجد إلى الأبد

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com