عدد رقم 3 لسنة 2016
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
إلى أن يجيء  

هذه هي الكلمات التي يجب ألا تبرح من أذهاننا، بل ويمكن أن نسميها ”رسالة السماء للذين ينتظرونه“.  فإن كنا نرددها في قلوبنا سنجد أن الكل خير، وسنجد الفرح والسلام يملآن قلوبنا، وسنتمتع بشركة حقيقية معه.

«إلى أن يجيء» (1كو11: 26)، نحن نذكر محبته ونخبر بموته ونشهد عنه.  و«إلى أن يجيء»، نخدمه، ليس حسب استحساننا، ولكن حسب مشيئته وشعارنا: «يا رب ماذا تريد أن نفعل».  ويا للخدمة التي نؤديها في ضوء هذه الكلمات الثلاث: «إلى أن يجيء»!  أية غيرة مقدسة وإنكار للذات، أي اجتهاد وتكريس سيرافق خدمتنا له!

«إلى أن يجيء»، هذا الفكر يعيننا ويحفظنا في السلوك حسب الدعوة التي دعينا بها في حياة الاتضاع والقداسة كما سبق وسار قبلنا، وبمحض اختيارنا نتبعه، بل ونخرج إليه خارج المحلة حاملين عاره، وعند مجيئه لن نعود نخرج إلى خارج.

إن الجهاد نصيبنا ما دمنا في أجساد الضعف هذه لنحفظ أنفسنا بلا دنس، ولتكن ثيابنا في كل حين بيضاء، وأعداؤنا: الشيطان والعالم والجسد، ولكن الغلبة لنا.  فهو قد غلب ونحن فيه غالبون «إلى أن يجيء»، وعندئذ تنتهي الحرب ويُسحق الشيطان تحت أقدامنا، ولما تنتهي الحرب نُكلل.  وكم هو محفز لنا أن نحارب حروب الإيمان ونقاوم في اليوم الشرير «إلى أن يجيء».

أما عن التجارب والاضطرابات وأعباء الحياة فلنا السلام في قلوبنا، والصلاة هي ملجأنا والرب يحمل أحمالنا.  وفي وسط كل هذا يجب أن نتذكر رسالة السماء الخاصة: «إلى أن يجيء».  فإن أتى المسيح اليوم ماذا سيتبقى من همومك؟ ستُطرح كلها في الأعماق كما طُرحت خطاياك.

والدموع: دموع الألم، دموع الحزن، دموع الفراق.  هناك أحباء فارقونا، وآخرون مرضى يعانون، أو خطاة بعيدون نبكي عليهم، ولكن مبارك اسم الرب «عند المساء يبيت البكاء وفي الصباح ترنم» (مز30: 5).  كل هذا «إلى أن يجيء»، وعندما يجيء سيمسح الله كل دمعة من عيوننا.

في الصباح سوف ننظرُ الحبيب    وسحابةُ  المتاعبِ  تغيب

ودموعُ الحزنِ  تُنسَى  والنحيب    وبمجده  سنحظى أجمعين

 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com