لا يعتبر من الحشرات، فهو له 8 أرجل، بينما تملك الحشرات 6 فقط، فهو ينتمي لعائلة العناكب التي يشاركه فيها العقرب والعث. وهناك 38000 فصيلة مختلفة من العنكبوت تنتشر في جميع قارات العالم، وقد يزيد العدد إلى 3 ملايين في المناطق الإستوائية.  يختلف حجم العنكبوت كثيرًا، فأصغر واحد هو«Patu marplesi» بحيث يسع نهاية قلم رصاص لعشرة منه، بينما أكبر واحد يسمى «goliath جليات»، واسمه العلمي (Theraphosa blondi) ، يبلغ حجمه 28سم عرضًا. يعيش معظم العناكب داخل البيوت، إذ فرصتهم للحياة في الخارج ضعيفة جدًا. ومتوسط عمرها عام واحد، بينما يعيش البعض لأكثر من 20 عام.

تملك العناكب بين اثنين أوستة مغازل في الجزء الخلفي من البطن. كل واحد يشبه رأس دش صغيرة التي تحتوي على المئات من الثقوب، وهي المسئولة عن إنتاج خيوط العنكبوت. وتخرج هذه الخيوط في شكل سائل في  البداية، ولكنها تتصلب بمجرد اتصالها مع الهواء. هناك سبعة أنواع من الغدد الحريرية، تكون 7 أنواع مختلفة من الخيوط منها الناعم، اللزج، الجاف، والمرن. قوة خيط بيت العنكبوت تساوي خمسة أضعاف قوة خيط الفولاذ بنفس السمك، بحيث يمكن لشبكة مصنوعة من خيوط العنكبوت في سمك القلم الرصاص، أن توقف طائرة جامبو بيونغ 747 في الجو. ولا يستطيع العلماء حتى يومنا هذا في نسخ مادة بنفس قوة ومرونة خيوط العنكبوت، التي تعتبر أقوى مادة معروفة على سطح الأرض.

توفر شبكة العنكبوت الطعام له، فهي تصطاد الحشرات التي يتغذى عليها، ويمكن لبعض الأنواع اصطياد الطيور، وبهذا يلعب العنكبوت دورًا هام في توفير نظام بيئي صحي، إذ أن كمية الحشرات التي يأكلها العناكب تفوق تلك التي يأكلها الطيور والخفافيش جميعًا. على الرغم من هذا، فهي لا تملك أسنان، ولا تستطيع مضغ الطعام، ولهذا فهي تحقن عصارة هاضمة في أحشاء فريستها، ثم تقوم العنكبوت بمصها. هناك فصيلة تسمى female black widows ، يقوم فيها الإناث بأكل الذكور بعد عملية التزاوج.  وعلى الرغم من تهمة ”القرص“ الموجهة ضد العناكب، إلا أن معظم العناكب في الواقع لا تتغذى على دم الإنسان وليس لديهم سبب للدغ الإنسان إلا إذا شعروا بالتهديد.  ولكن هناك أنواع شرسة من العناكب تقوم بحقن السم أثناء اللدغ، مثل funnel web spider الذي يستطيع قتل إنسان بالغ في 15 دقيقة.

وعلى قدر انبهار العلماء بخيوط العنكبوت حتى أنهم في وزارة الدفاع الأمريكية يبحثون كيفية الاستفادة منها في السترات الواقية من الرصاص، إلا أن البعض الآخر حلم في صناعة سترة خطايا من هذه الخيوط «وَنَسَجُوا خُيُوطَ الْعَنْكَبُوتِ ... خُيُوطُهُمْ لاَ تَصِيرُ ثَوْبًا، وَلاَ يَكْتَسُونَ بِأَعْمَالِهِمْ» (إش59: 5، 6)، فهيهات أن يوجد أي ساتر للخطايا سوى دم المسيح، فمهما عظمت الأعمال أو خلافه تظل شفافة ضعيفة كخيوط العنكبوت في نظر الله القدوس العادل. ألا ترجع إلى الله عزيزي القاريء بتوبة حقيقة لتسمع التطويب المبارك: «طُوبَى لِلَّذِي غُفِرَ إِثْمُهُ وَسُتِرَتْ خَطِيَّتُهُ» (مز32: 1).