عدد رقم 3 لسنة 2016
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
إنه وقت طي الشراع  


   في نهاية الرحلة يفك البحار حبال السفينة ويطوي قلاعها ويجهز مراسيها لأنه وصل إلى نهاية المطاف.  بهذا المعنى يكتب بولس للمؤمنين في كورنثوس قائلاً: «الوقت منذ الآن مقصر» (1كو7: 29).  والكلمة اليونانية التي تُرجمت «مقصر» هي نفس الكلمة التي تستعمل بمعنى ”طي القلاع“.  فالوقت يطوى كشيء يلف، وهو من لحظة إلى أخرى مقصر.

   إن نهاية رحلة الحياة تقترب.  ومهما طالت الحياة هي قصيرة وغير مضمونة، وشواطئ الأبدية تلوح من خلف الأفق القريب، ووقت طي الشراع قد اقترب.

   بالنسبة للخاطي الوقت مقصر، وفي زمان الحياة الحاضرة فقط يمكن له أن يحصل على الخلاص، «هوذا الآن وقت مقبول هوذا الآن يوم خلاص» (2كو6: 2).

   كذلك الوقت مقصر بالنسبة لربح النفوس.  وإن كان صحيحًا أن رابح النفوس حكيم (أم11: 30)، فإنه صحيح أيضًا أن الذي لا يربح النفوس هو غير حكيم.  وربما يكون اليوم هو يوم ختام الرحلة ويوم طي الشراع.  فالذي يريد أن يكون رابحًا للنفوس يجب أن يربحها الآن، لأنه ربما كان الغد ليس غدًا لنا أو لهم، وربما جاء الغد بعد أن نذهب نحن أو يذهبوا هم.  والوقت مقصر بالنسبة لعمل الرب.  هناك أشياء كثيرة ينبغي عملها لأجل الرب.  فالعالم من حولنا له أعواز كثيرة.  هناك شفاه تطلب كأس ماء بارد، وهناك أجساد تعاني من المرض أو الشيخوخة تترجى المساعدة.  وهناك نفوس في انحناء تحت وطئة التعب تحتاج كلمة تخفف الألم.  وهناك قلوب مكسورة تتضرع من أجل مواساتها وتضميد جراحاتها.  قال الرب يسوع: «ينبغي أن أعمل أعمال الذي أرسلني ما دام نهار.  يأتي ليل حين لا يستطيع أحد أن يعمل» (يو9: 4).  فإن كان الأمر كذلك أما ينبغي أن نعمل نحن؟ إننا لا نعمل لكي نحصل على الخلاص، لكننا نعمل لأننا خلصنا، ولأننا مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة علينا أن نسلك فيها ونتممها في طريقنا إلى السماء. 

   كذلك فإن وقت السهر وانتظار الرب مقصر، والغد سيكون بالنسبة لنا نهارًا أبديًا لا سهر فيه ولا انتظار.  قد يأتي الرب اليوم، إنه لا يبطئ.  وحقيقة أن وقت مجيئه يقترب بسرعة تجعلنا نتعايش مع الظروف المختلفة كم قال الرسول: «لكي يكون الذين لهم نساء كأن ليس لهم، والذين يبكون كأنهم لا يبكون، والذين يفرحون كأنهم لا يفرحون، والذين يشترون كأنهم لا يملكون، والذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه، لأن هيئة هذا العالم تزول».   

                                                                                    

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com