عدد رقم 6 لسنة 2014
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
أكثر من المراقبين الصبح  


   نحن نعبر طريقنا نحو السماء في رحلة ليلية، والليل يتكلم عن المخاوف والمتاعب والحيرة والمخاطر، والرب من فوق الجبل، رأى تلاميذه في السفينة، في وسط البحر الهائج، مُعذبين في الجذف لأن الريح كانت ضدهم، وفي الهزيع الرابع (إشراق شمس الصباح) أتاهم ماشيًا على البحر (مت14: 22).  

   وفي رحلة بولس إلى روما في السفينة (أع27)، والتي تمثل رحلة الكنيسة على الأرض، تعرضت لمخاطر ومتاعب كثيرة.  فلم تكن الشمس ولا النجوم تظهر أيامًا كثيرة، واشتد عليهم نوءٌ ليس بقليل، وانتزع أخيرًا كل رجاء في نجاتهم.  كانوا يُحملون تائهين في البحر، وكانوا يخافون أن يقعوا على مواضع صعبة، فرموا أربع مراسٍ، وكانوا يطلبون أن يصير النهار.  وأخيرًا انتهى المشهد بأن تكسرت السفينة والجميع نجوا إلى البر.

   والبقية التقية من اليهود، التي ستجتاز الضيقة العظيمة في المستقبل، ستظل ساهرة وسط الليل الحالك، ومنتظرة مجيء المسيح الذي سيخلصهم ويملك عليهم، أكثر من المراقبين الصبح (مز130: 5، 6)، وعيونهم نحو السماء إلى أن يفيح النهار وتنهزم الظلال (نش2: 17).  ونسمع صرخة الأتقياء قائلين: يا حارس، ما من الليل؟ فكان الجواب: يأتي صباح وأيضًا ليل (إش21: 11، 12).  نعم سيأتي ذلك الصباح المنتظر، وسيكون صباحٌ بهيج وضَّاء بلا غيوم، تسطع فيه شمس البر بكل أمجادها والشفاء في أجنحتها (ملا4: 2). 

   إن انتظارنا نحن كالعروس يختلف عن هذا الانتظار، فنحن ننتظر كوكب الصبح المنير الذي سيبزغ قبل إشراق شمس البر.  وما يعزينا أنه قد تناهى الليل وتقارب النهار، وسيأتي حبيبنا ويأخذنا معه لنستوطن الديار.  إننا من السماء ننتظر مخلصًا هو الرب يسوع المسيح الذي سيغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده (في3: 21).  ونحن نتوق إلى لحظة اللقاء مع عريسنا وحبيبنا ونترقب مجيئه أيضًا أكثر من المراقبين الصبح، ونقول مع الروح: آمين تعال أيها الرب يسوع

تاقتْ لك العروس .. حنَّتْ لك  النفوس .. طال اغترابُنا .. يا صادقَ الوعود

    

        


© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com