عدد رقم 6 لسنة 2014
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
لو كنت مكاني  


  أهلاً بكم أعزائي الشباب مع عددٍ جديد من بابكم "لو كنت مكاني" 

كنا قد طرحنا في عدد سابق الرسالة التي وصلتنا من الأخ صديق المجلة (أندرو) والذي كتب يسال عن أفضل طريقة لدراسة الكتاب المقدس.  

   ولقد أشرنا في العدد السابق أنه لكي نتطرق إلى هذا الموضوع علينا الإشارة إلى نقطتين هامتين هما: 

 ما هو موقفنا تجاه كلمة الله وكيف نقرأها؟ 

 ثم كيف ندرس كلمة الله ؟

   وتناولنا في العدد السابق النقطة الأولى، وبنعمة الرب سنتناول في هذا العدد النقطة الثانية عن كيفية دراسة كلمة الله والاستفادة منها، وسنوجز كلامنا في النقاط التالية:

1- أهمية وضرورة دراسة الكتاب المقدس 

2- طرق دراسة الكتاب المقدس 

3- نتائج دراسة الكتاب المقدس

 

أولاً: أهمية دراسة الكتاب المقدس   

   يحتاجُ الكتابُ المقدس أن تدرسَه بعمق. يُقال عن المؤمنين في سفر أعمال الرسل أنهم " قبلوا الكلمة بكل نشاط فاحصين الكتب كلَ يوم.." (أع 11:17).

   إذا كنت متأكدًا من أن كلمةَ الله هي أعظمُ كنزٍ في حياتك، فلن يكون صعبًا عليك أن توليها أفضلَ أوقات يومِك.  لا تسمح لشمسِ مشغولياتك أن تحمى فيذوبُ منك هذا الوقت الثمين.  خصص وقتًا معينًا كل يوم لتدرس الكلمة.  لا تتصفح كما تقرأ الجريدة اليومية بل ادرسْه بتمعّن لتجني منه اللآلئَ الثمينة. 

   هنيئًا لمن تتملكه عادة دراسة الكتاب المقدس كلَ يوم إذ أنه لن يشعرَ بصعوبة في إيجادِ وقتٍ لهذه الدراسة. وسيجدُ قلبَه هائمًا في الكلمة، فيتمسك بكل وعدٍ في الكتاب ويقتدي بكل مثالٍ يلمع أمامه، ويجعل من الحق الإلهي العظيم معتقدَه الشخصي.  قال رجلُ الله داربي:"لا توجد كلمة واحدة في كل كتاب الله لا تحمل غذاءً لنفوسنا، فادرس الكتابَ المقدس بالصلاة وابحث فيه عن الرب، لا عن العلم ولا بد أنك ستجد العلمَ أيضًا، إنما اجعلْ غرضَك الرب، واعرف أن ما يجعلنا ندخل إلى أفكار الله ومقاصدِه في الكتاب ليس هو مجهود الإنسان بل تعليم الله نفسه.  ولست أقصد بذلك أن لا نعملَ مجهودًا في درس الكتاب بكثرة بل أن ندرسَه مع الله وفي حضرته".


ثانيًا: طرق دراسة الكتاب المقدس 

   هناك عدة أساليب لدراسة الكتاب المقدس، ولكننا في هذا العدد سنركز على ثلاث طرق فقط وهي:

1- دراسة موضوع مُعين مُحدد

2- دراسة الأسفار سفرًا سفرًا 

3- دراسة الشخصيات 

أولاً: هناك دراسة موضوعٍ معين.

   الهدف منها التركيز على موضوع معين باستخدام فقرات مختلفة ومنتقاة من الكلمة. قد يكون الموضوع مبنيًا على سفر معين أو على فقرات متباينة.  هناك تحليل للأفكار مع استخراج دروس عملية.  على وجه العموم يوجد اتجاهان لهذه الطريقة: هناك دراسة موضوع كبير بشكل عام، أو دراسة مغزى معين من الموضوع الرئيسي.  مثلاً: الموضوع العام هو "الصلاة" .. مغزى من الموضوع هو "الصلاة في الظروف الصعبة".  يمكنك تتبع موضوع الصلاة من أول الكتاب إلى آخره، فترى مثلاً رجال الصلاة، والوصايا الكتابية التي تحُثُّ على الصلاة وعن نتائجها وشروطها ومعطلاتها الخ.  والكتاب المقدس يحتوي على مئات المواضيع المفيدة التي يمكنك دراستها، وهنا يأتي دور فهرس الكتاب المقدس، الذي يحتوي على كل الآيات المتعلقة بالموضوع الذي تدرسه، وسأتكلم عن الكتب التي تحتاجها في دراستك للكتاب المقدس بعد قليل.

عندما تدرس موضوعًا معينًا صديقي، أنصحك بأن ترتبَ الأفكار المهمة التي ستتناولها في الدرس والتي جمعتها من الآيات، وحاول أن تكون منطقيًا ومتكاملاً. حدد الكلمات الرئيسية التي تخص الموضوع، اكتب ماذا يقول الكتاب، أعطِ أمثلة لشخصيات لها علاقة بالموضوع سلبًا أو إيجابًا، اذكر الحسنات والسيئات.

  اهتم دائمًا أن تنهي درسك بأسئلة استنتاجية تسألها لنفسك وخطوات عملية للتطبيق.  كذلك عزيزي القارئ، لا تنس أن تحفظ مجموعة من الآيات تتعلق بالموضوع لتغذي ذاكرتك من كلمة الله، وصدقني أن ذاكرتنا تتنقى وتصفو بفعل كلمة الله فيها، فلا تتردد في حفظ أكبر قدْرٍ من الآيات.

الطريقةُ الثانية هي دراسة سفر أو أسفار من الكتاب المقدس. 

الهدف منها أخذ فكرة متكاملة عن السفر مع ربط الأفكار ببعضها واستخراج الدروس العملية. هناك عدة زوايا نتطرق منها إلى السفر، إما دراسة شاملة للسفر أو دراسات  مختارة في السفر أو دراسة موضوعٍ ما داخلَ السفر.  قد تكون دراستك عامة دون الدخول في التفاصيل الدقيقة أو التعمّق، أو قد تكون دقيقة مُفصلة، تسبر فيها غور السفر بكل أبعادِه، آخذًا بعين الاعتبار كل الآيات بل كل كلمة في بعض الأحيان.  يُسمَّى النوع الأول بالدراسة التلسكوبية أو عين الطائر أي الدراسة من على بعد، والنوع الثاني يُسمَّى الدراسة الميكروسكوبية أو المجهرية، وكأننا نضع السفر تحت المجهر لندرسَه بتفاصيله الدقيقة.  

   في كل الحالات هناك أمور عامة يجب مراعاتها: اعمل مقدمة شاملة للسفر تتضمن تاريخ ومكان الكتابة، حياة الكاتب، الهدف من الكتابة، المغزى الرئيسي، الجهة المعنية الموجه إليها السفر، المميزات الرئيسية، الكلمات المفتاحية التي تدل على المغزى، أسلوب الكتابة، الخلفية التاريخية والجغرافية والثقافية، زمن كتابة السفر.  لربما تقول لي هذا كثير، ولكنه أساسي لفهم السفر.

 كما وأنصحك بعمل مخطط لتقسيم السفر حتى تستوضح الأفكار الأساسية وترسم الهيكل الذي ستبني عليه الدرس.

 لا تتردد في استخلاص معنى الآيات والكلمات المختلفة، ارجع الى اللغة الأصلية أحيانًا.  انظر إلى الاستخدامات اللغوية التي لها دلالات روحية.  قم بربط الأفكار مع مواضع أخرى في الكتاب لتعرف أين ترد التعاليم والأفكار المتشابهة.  تحقق من تكرار الكلمات والأفكار، فالتكرار دائمًا يبرز جانبًا معينًا أو يلقي نورًا إضافيًا على الفكرة.

الطريقة الثالثة هي دراسة حياة الأشخاص أو الشخصيات الكتابية.

  الهدف منها التأمل في حياة هذا الشخص من جميع نواحيها ومحاولة العيش معه لفهم ماذا يقول الكتاب عنه، مع استعراض الميزات والضعفات للشخصية والاستفادة منها في حياتنا العملية.  إنها من أسهل الطرق لاستخراج الدروس العملية وهي ممتعة للغاية.  تذكر أن الكتاب يحكي عن ثلاثة آلاف شخصية على الأقل، فهناك الكثير لنتعلمَه.

 الشكل الآخر الذي تأخذه هذه الدراسة أنك قد تدرس صفة معينة في الكتاب مبنية على حياة شخصية معينة دون التطرق إلى تفاصيل حياة هذه الشخصية.  ابحث عن المراجع الكتابية التي تحكي عن هذه الشخصية. 

اعمل مقدمة تحتوي على ما يلي:

 الهوية الشخصية، المنطقة الجغرافية التي عاش فيها وتنقل خلالها.  اذكر العلامات الفارقة لهذه الشخصية.

هناك عدة تقسيمات لدراسة الشخصية الكتابية.  يمكنك أن تبدأ بسيرة حياته منذ البداية وتستخرج الدروس حسب الترتيب الزمني، أو أن تتحدث فقط عن نقاط القوة والضعف أو عن المميزات الرئيسية لهذه الشخصية.  كما ويمكنك اختيار موقف معين من حياته والتأمل فيه. 

إليك بعض الأسئلة التي تساعدك على استخراج الدروس العملية من حياة الشخصية الكتابية:

 ماذا يظن الناس في الكتاب عن هذه الشخصية؟ ماذا يقول الله عنه؟ لماذا سمح الله بذكر هذه الشخصية في الكتاب؟ ما هي  أهداف الشخص ودوافعه، ردود أفعاله ومواقفه؟ كيف كانت علاقته مع الله منفردًا وأمام الناس؟ ما هي خلفيته والبيئة من حوله؟ هل من  أحداث هامة في حياته؟ كيف كانت علاقاته العامة، وكيف انتهت حياته؟ 

كانت هذه الطرق الثلاث هي بعض الطرق لدراسة الكتاب المقدس.  هناك طرقٌ أخرى لن أتطرق إليها كدراسة كلمات من الكتاب أو ثنائيات أو ثلاثيات ... الخ. 

   في ختامِ حديثي عن درس الكتاب المقدس، أحب أن أخبرَك قليلاً عن الأدوات التي يفضّل استخدامُها لدى دراسة الكتاب.  من المهم أن نرجعَ إلى كتب التفسير الوثيقة لنفهمَ الكتابَ المقدس بصورة أوضح.  كذلك هناك القواميس وفهارس الكتاب المقدس التي تسهل عليك إيجاد المعنى الغامض للكلمة ومعاني الأسماء وتزوّدك بمعلومات إضافية حول مختلف الاصطلاحات الكتابية.  أما الفهرس فهو يوفر عليك عناء البحث عن آية معينة، كما ويعطيك أماكن تواجد الآيات المماثلة في الكتاب المقدس مما يفتح أمامك متسعًا للبحث والتأمل. وأنا أشجعك على التزود بفهرس الموضوعات الكتابية الذي يعطيك الآيات مرتبة حسب الموضوع المعين. كذلك لا تنس أن تقتني ترجمات أخرى للكتاب المقدس فهي تساعدك على التمكّن من المعاني.

ثالثًا: نتائج دراسة كلمة الله 

قال بولس لتلميذه تيموثاوس: "وأما أنت فاثبت على ما تعلمتَ وأيقنتْ عارفًا ممن تعلمت. وأنك منذ الطفولية تعرف الكتبَ المقدسة القادرة أن تحكّمَك للخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع. كلُ الكتاب هو موحى به من الله ونافعٌ للتعليم والتوبيخ للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون إنسانُ الله كاملاً متأهباً لكل عملٍ صالح" (2تي 14:3-17).  من كلمات بولس هذه يمكنُنا أن نستخلصَ أربعةَ نتائج  رئيسية لدراسة الكتاب المقدس:

معرفة الرب يسوع معرفة شخصية حميمة وقبول الخلاص.

النمو في الحياة الروحية.  التهذيب والتأديب والتدريب في أعمال البر .

الدفاع عن الايمان ومقاومة الضلالات. 

الحصول على أكبر قدر ممكن من المعلومات الكتابية التي تشكل حياتنا.  

( المرجع : برنامج كل الكتاب الحلقات 6-7)


إذا كان لديكم مشكلة أو تساؤل أو استفسار في أي موضوع، يمكنكم مراسلتنا على البريد الالكتروني:   ayad.zarif@gmail.com        

                                                                        

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com