عدد رقم 6 لسنة 2014
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
أمانة الله  


«إنه من إحسانات الرب أننا لم نَفْنَ. لأن مراحمهُ لا تزولُ. هي جديدةٌ في كل صباحٍ.  كثيرةٌ أمانتكَ» (مرا 22:3 و23)؛ «لأن الرب صالحٌ، إلى الأبد رحمته، وإلى دورٍ فدورٍ أمانتهُ» (مز 100: 5).

مضمونها: أمانة الله هي صِدقِهِ غير المُتغيِّر والتزامه بإيفاء مواعيده، مهما كانت حالة الإنسان.  وتظهر أمانة إلهنا وقت فشلنا وسقوطنا، وقت بُعدنا وتَيهاننا، وقت عدم أمانتنا وتغيرنا.  وهذا ما نراه في حياة يعقوب. 

مصدرها: نحن بحسب الطبيعة «أولادٌ لا أمانةَ فيهم» (تث32: 20)، أما الأمانة الحقيقية فمصدرها الحقيقي هو الله، ولا عجب فإلهنا «إله أمانةٍ لا جَوْرَ (ظُلم) فيهِ.  صِدِّيقٌ وعادلٌ هُوَ» (تث32: 4)!

والأمانة صفة من صفات إلهنا: «أمينٌ هو الله الذي به دُعِيتمْ» (1كو1: 9)، «أمينٌ هو الذي يدعوكمُ» (1تس5: 24).  فهو لا يندم ولا يتراجع ولا يغيِّر ما خرج من شفتيه.

سماتُها: وأمانةُ الله لها سِماتُها المُميَّزة، فهي: عظيمة (مرا 3: 23)، صادقة (مز89: 33)، غير محدودة (مز 36: 5)، ثابتة (رو3: 3)، محفوظة (مز31: 23)، دائمة وأبدية (مز92: 2، 100: 5، 117: 2).

مظاهرها: وأمانة الله لا يمكن أن يُبطلها عدم أمانة البشر أو عدم إيمانهم «فَمَاذَا إِنْ كَانَ قَوْمٌ لَمْ يَكُونُوا أُمَنَاءَ؟ أ َفَلَعَلَّ عَدَمَ أَمَانَتِهِمْ يُبْطِلُ أَمَانَةَ اللهِ؟ حَاشَا! بَلْ لِيَكُنِ اللهُ صَادِقًا وَكُلُّ إِنْسَانٍ كَاذِبًا» (رو 3:3 و4).  فالله سيبقى أمينًا بالرغم من عدم أمانة الناس، وذلك لأن أمانة الله مؤسَّسة على ذات طبيعته غير المُتغيِّرة «إِنْ كُنَّا غَيْرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِينًا، لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ» (2تي 2: 13).

ففي وسط اضطرابات الحياة وتقلباتها، يبقى ثبات الله وأمانته هما السند والضمان لنا.  فكلامه صادق، ووعوده أكيدة، وهو لن يكذب أو يخذل أو يتخلَّى عنَّا أبدًا!! فوعوده بالحماية والعناية والإرشاد والتعزية والسلام والغفران والقوة والتشجيع صادقة، ونحن ما علينا إلا أن نتمسَّك بها ونطالبه بها بالإيمان.

وأمانة إلهنا تظهر من خلال:

* مقاصده: «مقاصدُكَ منذ القديم أمانةٌ وصِدْقُ» (إش25: 1)، كانت مواعيد الله لبيت دواد «قال لا يُعْدَمُ لك رجلٌ عن كرسيِّ إسرائيل» (1مل2: 4)، وإن كان قد فشل سليمان وكل ملوك يهوذا في إتمام هذا الوعد، لكن سيأتي نسل داود الحقيقي، موضوع المشورات الإلهية، بل والمُتمِّم لكل مواعيد الله، ربنا يسوع المسيح.  كذلك تتضح أمانة الله من جهة إتمام مقاصده نحو الكنيسة وذلك من خلال المسيح أيضًا «لأن مهما كانت مواعيد الله فهو فيه النَّعَمْ وفيه الآمين، لمجد الله، بواسطتنا» (2كو1: 20).

* صدق مواعيده: «وقد أنجزتَ وعدكَ لأنك صادقٌ» (نح 9: 8).  لقد وعد الرب إبراهيم بنسل من سارة ولم يغير الرب وعده بل أتمه في وقته بالرغم من كون إبراهيم  قد صار مماتًا، فهو "تيقن أن ما وعد به هو قادر أن يفعله أيضًا" ( رو4: 21).  وموت مستودع سارة، لكنها بالإيمان "حسبت الذي وعد صادقًا"( عب11: 11)، ليتنا نكون "متمثلين بالذين بالإيمان والأناة يرثون المواعيد" ( عب6: 12).

* غفرانه للتائب: «إن اعترفنا بخطايانا فهو أمينٌ وعادلٌ، حتى يغفر لنا خطايانا ويُطهِّرنا من كل إثمٍ» (1يو1: 9). 

* مساندته لنا في ضيقاتنا وتجاربنا: «ولكن الله أمينٌ، الذي لا يدعكم تُجرَّبون فوق ما تستطيعون، بل سيجعل مع التجربة أيضًا المنفذ، لتستطيعوا أن تحتملوا» (1كو10: 13).    

موقفنا منها:

نُخبر بها: «تكلَّمتُ بأمانتكَ» (مز40: 10).

نتضرَّع لأجلها في الصلاة: «يا ربُّ، اسمع صلاتي، وأصغ إلى تضرعاتي.  بأمانتك استجبْ لي، بعدلك» (مز143: 1).

مادة للحمد والترنيم وباعث للثقة واليقين: «بمراحم الرب أُغنِّي إلى الدهر... أما رحمتي فلا أنزعها عنه، ولا أكذب من جهة أمانتي.  لا أنقض عهدي ولا أغير ما خرج من شفتي» (مز89: 1، 33، 34).

ومن الجوانب العملية التي يمكن أن تظهر فيها الأمانة في حياتنا:

نعبد بأمانة: «فالآن اخشوا الرب واعبدوهُ بكمالٍ وأمانةٍ ...» (يش24: 14)، (انظر أيضًا 1صم12: 24).

نسلك بأمانة: «... إذا حفظ بنوكَ طريقهمْ وسلكوا أمامي بالأمانة من كل قلوبهم وكل أنفسهم ...» (1مل2: 4).  «ثم يُسال في الوكلاء لكي يوجد الإنسان أمينًا» (1كو4: 2).  يجب أن نعرف أننا لسنا مالكين لأي شيء ولكننا وكلاء مؤتمنين على كل شيء وسنعطي حساب وكالتنا.

نخدم بأمانة: «والعبيد ... مقدِّمين كل أمانةٍ صالحةٍ» (تي2: 10).

الله أمينٌ، وهولا يمكنه إلا أن يكون أمينًا.  ونحن بدورنا علينا أن نتمثّل به في حياتنا لنحيا حياة الأمانة الشخصية والالتزام وتحمل المسؤولية.  

ليتنا نتمثّل به فنحيا أوفياء له كل أيام حياتنا.

                                                              

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com