عدد رقم 6 لسنة 2014
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الجراد  


هي حشرة من عائلة الجنادب، تزن حوالي 2جم، وتتميز بأرجل خلفية قوية، تمكنها من القفز لارتفاع 70 سم، في حين أن متوسط طول جسمها 8 سم، كما تتميز بوجود أسنان حادة وقرنين قصيرين متميزين للاستشعار، وهي تستطيع الطيران لمدة 15 ساعة، وذلك بسرعة 15كم/ساعة.

تضع إناث الجراد، جراب البويضات التي تحتوي على بضع عشرات من البيض، ويمكن للبيض أن يستغرق فترة تصل إلى 9 أشهر ليفقس، وبعدما يفقس، تعيش الجرادة لمدة 5 أو 6 شهور قبل أن تموت. 

الجراد عادة ما يكون منفردًا ويتجنب بعضه البعض، وفي هذه الحالة يبدو الجراد كحشرات متواضعة، إذ يمشون ببطء وهم يزحفون.  ولكن يضطرهم نقص الغذاء إلى ازدحامهم واقترابهم من بعض، وعندما يرون أحدهم الآخر ويشتمون رائحة بعضهم الآخر، يؤدي هذا إلى إفراز الـ “serotonin” في جسم الجراد، وعندئذ يتحول الجراد إلى ما يعرف بمرحلة ”القطيع“ الذي يخرج كله فرقًا فرقًا، وهو يتحرك في هذه المرحلة على نحو أسرع، وينجذب إلى بعضه البعض حتى يشكل أسراب الجراد الذي يمكنها تشويه السماء وتدمير المحاصيل. 

وأكبر سرب جراد عُرِف، كان يغطي مساحة 513000 كيلو متر مربع، يحتوي على 12.5 ترليون حشرة، ويزن حوالي 27.5 مليون طن. ولأن الجراد يأكل قدر وزنه من النباتات كل يوم، مما يعني أن سرب بهذا الحجم قد يأكل 27.5 مليون طن من النباتات في اليوم الواحد.

ولعلَّ هذا يجعلنا نتخيل حجم الدمار الذي أصاب مصر عندما لجأ الله لهذه الحشرة كوسيلة للدفاع عن شعبه وإظهار قوته، ويصف الكتاب هذه الضربة «فصعد الجراد على كل أرض مصر ... شيءٌ ثقيل جدًّا لم يكن قبله جراد هكذا مثله ولا يكون بعده كذلك ... وأكل جميع عشب الأرض وجميع ثمر الشجر ...  حتى لم يبقَ شيء أخضر في الشجر ولا في عشب الحقل في كل أرض مصر» (خر10: 14، 15)، حتى أن فرعون وصفه بـ ”الموت“، وأسرع باعترافه بخطئه في حق الرب وموسى (خر10: 16، 17).

ولكن ما يدعو للأسف أن يأتي يوم يستخدم الله فيه هذه الحشرة لتأديب شعبه وليس دفاعًا عنهم بسبب شرهم: «فضلة القمص أكلها الزحّاف، وفضلة الزحّاف أكلها الغوغاء، وفضلة الغوغاء أكلها الطيّار» (يوئيل 1: 4)، وهذا أيضًا يساعدنا على فهم قداسة الله مع شعبه، وحتمية القضاء الرهيب في حالة الاستهانة بالخطية (1بط1: 17؛ 4: 17).

ولكن شكرًا لله الذي يستطيع التعويض عن كل خسارة سببها الجراد، حتى ولو استمرت الضربة لمدة سنين، وهذا هو وعده: «وأعوِّض لكم عن السنين التي أكلها الجراد» (يوئيل2: 25). ولكن بشرط وجود توبة يراها الله أنها حقيقية، وهذا ما شرحه لنا: «ارجعوا إليّ بكل قلوبكم وبالصوم والبكاء والنوح، ومزقوا قلوبكم لا ثيابكم، وارجعوا إلى الرب الهكم، لأنه رؤوف رحيم بطيء الغضب وكثير الرأفة ويندم على الشر» (يوئيل2: 12، 13).  دعنا نختبر قلوبنا أمام إلهنا ونعيش هذه التوبة عمليًا، وهو قادر ليس على تعويض الخسارة فحسب، بل أن يفيض علينا ببركة حتى لا توسع!

                                                                            قام بهذا البحث: 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com