عدد رقم 5 لسنة 2014
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
آتي أيضًا وآخذكم إليَّ  


(يو14: 3)
   إن مجيئه سينهي رحلة البرية بمتاعبها، وسيجمع أبناء الله المتفرقين الآن في كل مكان، وسينهي الأحزان والآلام، وسيأخذنا من مشهد الموت والظلام إلى بيت الآب حيث النور والأمجاد، ومن مشهد العناء والبكاء إلى حيث الراحة والهناء.

   كل هذا وأكثر منه مؤكد وحقيقي، ولكن فوق كل شيء وأعظم من كل شيء، أنه بمجيئه سنكون معه على الدوام كقوله: «آتي أيضًا وآخذكم إليَّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا».  ماذا تكون السماء بدون المسيح؟  إنه لشيء عظيم أن نوجد في مكان لا يوجد فيه موت ولا حزن ولا بكاء، ولا أعداء ولا حروب ولا أتعاب، وحيث الكمال المطلق والقداسة المطلقة.  ولكن بدون المسيح لا يمكن للقلب أن يجد كفايته وراحته.  إن السعادة العظمى في مجيئه أن نكون معه للأبد.  لقد كان هو معنا هنا في رحلتنا في عالم الهول، حيث الجهاد والعنا ووحشة الليل، وسنكون نحن معه هناك في بيت الآب، حيث تسود المحبة ويعظم الهناء.

   إن هذا القصد الأعظم من مجيئه، يكشف لنا عن شوق قلبه الخفي، ورغبته العميقة في أن نكون معه في كل حين لشبع وفرح ومسرة قلبه.  إنه غرض إيماننا في السماء، ونحن غرض محبته على الأرض.  وإن كان كنزنا في السماء فإن كنزه على الأرض.  وإن كان المسيح قد مضى إلى السماء لكن قلبه ما زال هنا على الأرض، لأن عروسه ما زالت على الأرض، وبالتالي فهو ليس عنا ببعيد.

   ويا لها من تعزية أن لنا شخص المسيح في المجد هو موضوع إيماننا وثقة قلوبنا الدائمة، ولنا بيت الآب الرحيب والمجيد قد أُعِد لنا وينتظر قدومنا، ولنا إنسان هناك يشتاق إلينا وسيأتي عن قريب لاختطافنا.   

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com