عدد رقم 5 لسنة 2014
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
امتحنوا كل شيء وتمسكوا بالحسن  

   ربما تابع البعض بقلق وحزن مناقشات الشباب في الفترة السابقة حول بعض السلوكيات التي تمس شهادة الجماعة ككل أمام العالم الذي حولنا.  وإن كان ليس من العيب أن نخطئ مرة، وليس من العيب أن نجهل بعض الأمور، لكن العيب حقًا أننا وقد عرفنا حكم الكتاب، وقصد الله من جهتنا، واعتبارات مجده في وسط كنيسته، نُصر على الخطأ ونبرره ونستميت في الدفاع عنه، رافعين شعارات التمرد والعصيان.  فالكتاب يقول: إن التمرد كخطية العرافة، والعناد كالوثن والترافيم (1صم15: 23).  وقد أشار الرب يسوع إلى كيفية التعامل مع الأخ المخطئ قائلاً:

 إن سمع منك فقد ربحت أخاك، وإن لم يسمع فخذ معك واحدًا أو اثنين ... وإن لم يسمع منهم فقل للكنيسة، وإن لم يسمع من الكنيسة فليكن عندك كالوثني والعشار ... كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطًا في السماء، وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولاً في السماء (مت18: 15- 18). 

 إن الخضوع لسلطان الرب في كنيسته، والاتضاع والانكسار والتوبة هي طريق البركة للفرد والجماعة، أما الإصرار على الخطأ فيجلب القضاء.  وعلينا أن ندرك بعمق قداسة الله الذي إلى ملائكته ينسب حماقة، والسماء ليست بطاهرة أمام عينيه.  وأنه لايتهاون مع الشر مطلقًا، وهذا ما ظهر في الصليب، عندما أوقع كل الدينونة والغضب على الابن الحبيب، الذي رضي أن ينوب عن الخطاة ويأخذ مكانهم.  وفي العهد القديم والجديد نرى أنه في القريبين منه يتقدس (لا10: 3)، والوقت لابتداء القضاء هو من بيت الله (1بط4: 17)، وأنه ببيته تليق القداسة إلى طول الأيام (مز93: 5).      

   ودون الدخول في القضية التي أُثيرت ودافع عنها الكثيرون بحجة أنه لم يرد نص صريح يمنع ذلك، فقد رأيت أن أضع أمام الضمائر إطارًا عامًا لامتحان كل شيء، حتى يمكننا أن نتمسك بالحسن ونرفض ما لا يليق بقداسة الله.  فالرسول يقول: «كل الأشياء تحل لي، ولكن ليس كل الأشياء توافق» (1كو10: 23)، «كل الأشياء تحل لي، لكن لا يتسلط عليَّ شيء» (1كو6: 12)، «كل الأشياء تحل لي، ولكن ليس كل الأشياء تبني» (1كو10: 23). 

 والآن دعونا نفحص كل شيء في ضوء المعايير الآتية:

1. هل هي من العالم أم من الآب؟ فالرسول يوحنا يخبرنا أن ما في العالم هو شهوة الجسد، شهوة العيون وتعظم المعيشة.  هذه ليست من الآب بل من العالم.  ويحذر الأحداث من خطر محبة العالم والأشياء التي في العالم (1يو2: 15).  ويقول يعقوب في رسالته: إن «محبة العالم هي عداوة لله» (يع4: 4).  ولنتذكر أن العالم كنظام أسسه ويرأسه الشيطان بعد دخول الخطية ليحفظ الإنسان مفصولاً عن الله، وأن هذا النظام صلب ابن الله وأظهر كل عداوة له.

2. هل هي لمجد الله أم تهينه؟ فالرسول يقول: «كل ما عملتم بقول أو فعل فاعملوا الكل باسم الرب يسوع» (كو3: 17).  وأيضًا «إن كنتم تأكلون أو تشربون أوتفعلون شيئًا، فافعلوا كل شيء لمجد الله» (1كو10: 31).  لكن الخطية هي إهانة لله أمام العالم والملائكة والشيطان نفسه، فلنتحذر. 

3. هل هي عثرة أم بركة؟ يقول الرسول: «إن كان طعام يعثر أخي فلن آكل لحمًا إلى الأبد، لئلا أعثر أخي» (1كو8: 13).  وأيضًا «كونوا بلا عثرة لليهود ولليونانيين ولكنيسة الله، كما أنا أيضًا ... غير طالب ما يوافق نفسي، بل الكثيرين لكي يخلصوا» (1كو10: 32، 33).  

4. هل هي ثقل أم معونة؟ هل تؤدي إلى تقدم حياتك الروحية ونموك في النعمة وتكريسك للمسيح ونجاح شهادتك وتأثيرك على الآخرين لتقودهم نحو المسيح؟ أم أنها تؤدي إلى تراجعك وتأخرك وفتور حياتك ومحبتك للرب ولكلمته وخدمته؟

5. هل لها تأثير وسطوة أو تسلط على كيانك؟ وهل أنت مستعبد لها؟ وهل هي مضيعة للوقت دون فائدة؟

6. هل هي تبني أم تهدم؟ فيما يخص حياتك الروحية وما يخص الآخرين. 

7. هل هي جزء من السلوك بالروح القدس أم أنها سلوك بالجسد؟ فالرسول يقول: «اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد» (غل5: 16)، وأيضًا «الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات» (غل5: 24). وأيضًا «إن عشتم حسب الجسد فستموتون، ولكن إن كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون» (رو8: 13).

8. هل تستطيع أن تطلب بركة الرب عليها أم أنك تخجل من ذلك؟ وهل تستطيع أن تقول للرب اقبل واذهب معي لهذا المكان لأفعل هذا الشيء.

9. هل لها مظهر الشر أم جوها موافق ويناسب حضور الرب؟ فلتتذكر أن الرب في هذا المكان وأنه يراقب كل شيء.

10. هل هي تُشرِّف الشهادة الفردية والكنسية أم تجلب العار على الشهادة وعلى اسم المسيح الكريم؟ تذكر أن هناك شباب شهد عنهم أساتذتهم وزملاؤهم من غير المسيحيين، أنهم "خير مثال للكنيسة التي ينتمون إليها"، بسبب حياة البر التي رأوها فيهم. 

11. هل ترغب أنه عندما يأتي المسيح لاختطاف المؤمنين يجدك تفعل هكذا، ولك فخر في هذا؟ أم ستخجل في مجيئه؟

12. هل لو كان المسيح مكانك كان سيفعل ذلك؟  تذكر أنك هنا لكي تُمثل المسيح الذي مضى إلى السماء، وأنك تنقل صورة لمن حولك عن المسيح الذي لم يعرفوه، فأي مسيح تُقدم لهم؟ يقول الرسول: «أما أنتم فلم تتعلموا المسيح هكذا» (أف4: 20).                 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com