عدد رقم 5 لسنة 2013
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
سوف ينتهي العذاب  
   كم يحلو لنا أن نتذكر مواعيد سيدنا التي ترقى بنا إلى السماء حيث عريسنا الذي نشتاق إليه، حيث العروش التي تحيط به، حيث إيقاع القيثارات الذهبية، حيث الفرح المجيد والراحة العظمى.  إن سفينة حياتنا التي ظلت تصارع الأمواج حتى ذابت أنفسنا بالشقاء (مز26:107)، سترسو يومًا على شط الأمان، حيث تهدأ العواصف وتسكن الرياح، وعلى صدر الحبيب الرحيب سنلقي أنفسنا ونستريح، ونمكث جواره بلا نحيب.

   إن الله عندما يسمح باجتياز البسطاء في التجارب والأحزان فهو بذلك لا ينتقم منهم، إنه الإله العطوف الذي يحنو علينا كما يترأف الأب على البنين، لأنه يعرف جبلتنا ويذكر أننا تراب نحن (مز13:103، 14).  وعلينا أن نتذكر مراحم الماضي ومنها نستمد عونًا للمستقبل.  

   إن الضيقات التي تصادفك قد تكون من صنعك أنت كحصاد لزرعك (غل7:6)، ومن جهة أخرى قد يكون الله يُعدَّك لنجاح أكبر في عمله، فالعامل يحتاج إلى تدريب ليكون أكثر كفاءة، وقد تكون بدرجة ما محتاجًا أن تشعر باحتياج الآخرين من خلال اختبارك الشخصي.

   إذا ألقيت نظرة على السنين الماضية ستجد أن الآب الحكيم قد أجازك في أوقات شاقة وأحيانًا مريرة، ولكنه لم يهملك ولم يتركك، لكنه ترك بصماته الحلوة عليك، وما كنت ستصل إلى هذا النضوج بدون هذه الظروف الصعبة.

   «رجائي فيك هو»، يا ليتنا نمتحن قلوبنا المرتبطة بالأرض بهذا السؤال: ماذا انتظرت؟ هل أنا أنتظر تغيير الظروف أم أنتظر الابن من السماء؟ هل أستطيع أن أنظر إلى المسيح وأقول بقلب صادقك: «رجائي فيك هو»؟ إنه المركز الوحيد للأمان والسرور، وعند انتهاء المشهد الحاضر بكل ما فيه من ضجيج باطل وينابيع باطلة سنكون معه حيث هو لنرى مجده ونتمتع بضياء محياه ونتغير إلى صورته، ويا لعظم الهناء والسرور للكنيسة معه في المجد!   

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com