عدد رقم 5 لسنة 2013
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
العين  

  هي التي تعطينا حاسة البصر، التي تُعدُّ أثمن الحواس الخمس: ”البصر، السمع، الشم، التذوق، اللمس“.  ونحن نعتمد على هذه الحاسة أكثر من أي شيء آخر، فنحن نستخدم أعيننا في كل شيء تقريبًا نقوم به.

هناك العديد من الأجزاء المختلفة في العين تعمل على تكوين الرؤية. فالضوء يمر من خلال ”القرنية“ وهي عبارة عن غشاء شفاف بارز على شكل قبة، وهو النسيج الوحيد في جسم الإنسان الذي لا يحتوي على أي أوعية دموية، وهو يغطي الجزء الأمامي من العين. وتعمل ”القرنية“ على تجميع أشعة الضوء الواردة إلى داخل ”حدقة العين“، بينما تعمل ”القزحية“ وهي عبارة عن الجزء الملون من العين على تنظيم حجم فتحة ”الحدقة“ كي ما تسيطر على كمية الضوء الداخل للعين. وتقع العدسة وراء الحدقة، وهي جزء شفاف في العين يعمل على تركيز مزيد من الضوء على شبكية العين. والعدسة هي التي تتيح لنا التركيز على الأشياء التي تقع على مسافات مختلفة، فهي ترتخي وتأخذ شكل مسطح مع الأشياء البعيدة، بينما تأخذ شكل محدب مع الأشياء القريبة.

 ”شبكية العين“ عبارة عن نسيج رقيق حساس للضوء، حيث يحتوي على 107 مليون خلية ”مبصرة“، التي تحول الضوء إلى إشارات كهربائية منها100 مليون خلية على شكل قضيب حساسة جدًا للضوء، ولكنها تميز الأخضر والأزرق فقط،  و7 مليون خلية مخروطية الشكل تميز الألوان والأشكال بدرجة عالية، ولهذا في الظلام تصبح الصور غير واضحة وغالبًا ما تظهر زرقاء وخضراء اللون.  و تتم معالجة هذه الإشارات الكهربائية وتنتقل من شبكية العين إلى المخ عبر العصب البصري، وهو عبارة عن حزمة تحتوي على حوالي مليون من الألياف العصبية. فنحن ”نرى“ بعقولنا؛ بينما تجمع عيوننا المعلومات البصرية، وتبدأ هذه العملية المعقدة.

ولأن عينينا تشاهدان الأشياء من زوايا مختلفة، فهما يرسلان معلومات مختلفة إلى المخ الذي يقوم بإدماج الصورتين، بحيث لا نرى صورة مزدوجة. ولكن الفرق بين الصورتين يساعد المخ على تحديد المسافة ومكان وجود الأجسام في الفراغ. وهذه هي الرؤية الثلاثية الأبعاد.
ومن العجيب أن الطفل عند ولادتة لا يستطيع تمييز الألوان (عمى ألوان)، ولكنه فيما بعد يمكنه تمييز 10 مليون لون.

ولأن العين لها الفضل في أكثر من 80 % من الأمور التي ندركها، فهي تأتي بمعلومات عن العمق، وبعد المسافة، والشكل واللون والحركة للأجسام المختلفة، لهذا نجد الرب يحذرنا من خطورة دور العين قائلاً: «سراج الجسد هو العين. فإن كانت عينك بسيطة فجسدك كله يكون نيرًا. وإن كانت عينك شريرة فجسدك كله يكون مظلمًا» (مت6: 22، 23)، ومما يزيد من الأمر خطورة، هو الحرب المستمرة على العين يوميًا بمغريات وشهوات العالم، ولهذا لخَّص الكتاب ما في العالم بقوله: «لأن كل ما في العالم: شهوة الجسد وشهوة العيون وتعظم المعيشة» (1يو2: 16)، ولعلَّ علَّة سقوط الإنسان (تك6:3)، ومأساة لوط (تك10:13)، وكارثة عخان (يش21:7)، وانحدار شمشون (قض14: 3)، وسقوط داود (2صم2:11) وفشل سليمان (جا10:2) كلها بدأت بالعين.  ليتنا نحكم بشدة على كل ما تراه عيوننا حتى ينعكس هذا لا على جسدنا فقط بل على كل حياتنا.
                                                                                                                                                                               قام بهذا البحث:

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com