عدد رقم 2 لسنة 2012
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
العودة إلى الديار  

«لا تضطرب قلوبكم»

إننا نجهل المستقبل على الأرض وما قد يكون في الغد، ولكننا نُوقن بالنهاية السعيدة في السماء عندما يتحقق الرجاء.  ونحن لا نحتاج أن نعرف المستقبل من جهة حياتنا هنا، فقط نحتاج أن لا تضطرب قلوبنا أثناء السفر والارتحال، حيث أننا راحلون إلى ديارنا ووطننا هناك.

فكم من ظلال خيَّمت على حياتنا، وكم من أحزان واجهتنا في سيرنا، وكم من اضطهاد لاقيناه لسبب أمانتنا لحبيبنا، وكم عثر الكثيرون فيما بيننا في الطريق.  ولكن شكرًا لذلك الشخص الفريد، القريب منا باستمرار، والذي بوسعنا أن نرى طلعته المُشرقة من خلال الليل الحالك، والريح العاتية، والأمواج المُزبدة (يو 18:6-22).

وطالما تثبتت عيوننا عليه، فإنه يمكننا السير على المياه الهائجة، ونحن نستمع لصوته الحاني الرقيق: «أنا هو. لا تخافوا!».

 ذلك الشخص الذي نراه ليس فقط يكلِّمنا بلطف شديد، ولكنه أيضًا ينتهر بشدة الرياح والبحر، فيصير هدوء عظيم، وهو يملأ قلوبنا الضعيفة والخائفة بسلام الله على طول الطريق.

يا له من رُبَّان ماهر يقود سفينة حياتنا ويُبحر معنا في رحلة الحياة إلى الأمام صوب الشاطئ الآخر، حيث وطننا وديارنا! حيث الآب ينتظرنا هناك، وحيث الابن المبارك سوف يحضرنا لنفسه لنسعد بمجده.  هناك عندما يفيح النهار وتعبر آخر سحابة من المتاعب تكدر صفو حياتنا إلى غير رجعة، وآخر شك، وآخر فكر من عدم الثقة والإيمان، وآخر فتور روحي، وآخر سقوط، وآخر خطوات متعثرة، وآخر ظُلم من العالم ... هذه كلها، مع كل المشاعر المتباينة ستُطوَى ويلفها النسيان، ويغيب الأعداء وتنتهي الآلام، والقلب يطيب في دار السلام.  هناك سنُسبح بألحان النصر وأفراح الخلود عندما يأتينا حبيبنا ليُنجز الوعود.
  
 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com