عدد رقم 2 لسنة 2012
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
إبراهيم والامتحان الأصعب  

دروس من تك 22


   «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ إِسْحَاقَ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ» (تك22: 2).

   منذ أن تعرََف إبراهيم على الله الحي الحقيقي وتنوعت امتحاناته، وكل امتحان يزداد صعوبة عن الذي يسبقه.  إلا أن ما طلبه الله من إبراهيم في (تك22) يمثل الامتحان الأصعب مطلقًا وذلك للأسباب التالية:

1- «خذ ابنك»: فالابن يحظى بغلاوة خاصة – حتى ولو كان متمردًا كأبشالوم.  فلتذكر عزيزي ما قاله داود لرجاله: «ترفقوا لي بالفتى أبشالوم» (2صم 18: 5).  فبالرغم من هول ما قاساه داود من أبشالوم ابنه، إلا أنه كان عزيزًا لديه لكونه ابنه.

2- «وحيدك»: للابن الوحيد مكانة أكبر، ويحظى باهتمام أوفر.  لم يكن عند إبراهيم اثنا عشر ولدًا كيعقوب، الذي عندما علم أن شمعون محجوز في مصر، وبنيامين مطلوب لينزل إلى مصر، صرخ قائلاً: «أعدمتموني الأولاد» (تك 42: 36)، مع أنه كان سيتبقى له تسعة آخرون.  أما إبراهيم فمطلوب منه ابنه الوحيد.

3- «الذي تحبه»: فإسحاق ليس هو الابن العاق، أو الابن الجاهل الذي يغم أباه، بل هو ابنه الحبيب الذي يجد فيه لذته.

4- «إسحاق»: والذي يعني ضحك أو فرحة.  فكان هو مصدر الفرحة لقلب أبيه.  وما زاد الامتحان صعوبةً، أن الله لم يطلب إسحاق وهو بعد طفلاً رضيعًا، بل بعد أن صار شابًا يافعًا.  

5- «أصعده»: لو كان الله أخذ إسحاق بطريقته الخاصة لكان الأمر أهون، فيوم أن سمح الله أن يُؤخذ من أيوب جميع بنيه وبناته – سبعة بنين وثلاث بنات -  قال أيوب: «الرب أعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركًا» (أي 1: 21).  لكن من الصعوبة بمكان أنه كان على إبراهيم أن يقدم ابنه بنفسه. 

6- «محرقة»: كانت شريعة المحرقة هي الأصعب، فكان على إبراهيم أن يقوم بالذبح ويضعه بتمامه على المذبح، ثم يشعل النار فيه، إلى أن يصبح إسحاق رمادًا!

7- «على أحد الجبال الذي أقول لك»: لم يطلب الله من إبراهيم أن يقدم ابنه في مكان قريب، بل في أرض المريا البعيدة التي تتطلب مسيرة ثلاثة أيام، بل وطلب منه أن يصعد جبلاً وهو شيخ طاعن في السن، ربما يصل عمره آنذاك إلى 120 سنة.

   وبالرغم من صعوبة الامتحان فإن إبراهيم نجح نجاحًا باهرًا، إذ قيل عنه: «بالإيمان قدَّم إبراهيم إسحاق وهو مجرب، قدَّم الذي قَبِلَ المواعيد وحيده» (عب 11: 17)، فليتنا نتمثل بإيمانه.  

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com