عدد رقم 2 لسنة 2012
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الشبع بالمسيح  

«أشبع نفسًا مشتهية» (مز9:107)

   لا يجد الله سروره وشبعه إلا في المسيح، فهو من الأزل إلى الأبد ابن محبته وموضوع لذته، وقد شهد عنه في حياته على الأرض مرتين قائلاً: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت» (مت17:3؛ 5:17).  وهو يسر بأن يشركنا معه في التمتع والشبع بهذا النصيب ليملأ قلوبنا.  ولو فتشنا في كل العالم لن نجد ما يشبعنا سواه، فالكل باطل وقبض الريح.  أما إذا تذوق المؤمن حلاوة المسيح وما فيه من دسم، فلن يشبع من سواه أو يبحث عن سواه، ولن يعود يشتهي شيئًا من مباهج العالم وشهواته.

   إننا من الآن نمتلك ما سيجعلنا سعداء في السماء، وإذا أردت أن تعرف سر سعادة المؤمن في الحياة والممات فهو أن المسيح الذي له الآن، هو هو المسيح الذي سيكون له في السماء.  لقد وصل المؤمن إلى بيته شرعًا حيث يوجد فعلاً ذلك الشخص الذي أحبه هناك.
   والحقيقة أن قلب المؤمن أكبر بكثير من كل العالم، ولا يستطيع العالم أن يملأه، ولكن قلب المؤمن أصغر بكثير من المسيح الذي يملأ حضن الآب.  فإذا حل المسيح بالإيمان في قلب المؤمن، فهو سيملأه ويفيض.

   «كلمتكم بهذا لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم» (يو11:15).  لم يكن للرب فرح في هذا العالم، بل كان فرحه الكامل في الآب.  كان فرحه أن يعمل مشيئة الآب الذي أرسله ويتمم عمله.  وهو يريدنا أن نعيش نفس الحياة بنفس التوجه، وأن نأتي بثمر يمجد الآب ويفرحه.  إنه يريد أن يجعل فرحنا هنا على الأرض فرحًا كاملاً، فرحًا ليس من هذا العالم، بل من صنف فرحه هو.

   إن من لا يعرف المسيح لا يعرف الفرح الحقيقي، وسيلهث وراء شهوات العالم أو يذهب قلبه وراء المكسب والنجاح في العمل في محاولة لإشباع نفسه الجائعة.  أما إذا غمرت محبة المسيح قلبه فسوف يترفع ويحتقر المنظور، بل وتجري منه أنهار ماء حي وتفيض للآخرين.  ولنعلم أنه لا شهادة مؤثرة ولا كرازة ناجحة ولا تعليم مثمر، حتى لو كان صحيحًا، إلا إذا كانت نفوسنا شبعانة بالمسيح أولاً.  والعالم سيلحظ ويُميِّز إذا كان المسيح حقًا يملأ قلوبنا ويسيطر على مشاعرنا ويشغل أفكارنا أم أننا نمارس مجرد أنشطة بلا قلب.  وهذا سينعكس على النتيجة والتأثير في الآخرين.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com