عدد رقم 2 لسنة 2012
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
معه أنا في الضيق  

   «من سيفصلنا عن محبة المسيح؟ أشدة أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف؟ كما هو مكتوب: إننا من أجلك نُمات كل النهار» (رو35:8 ،36). 

   كان ”وليم“ شخصًا مسيحيًا يعيش في إحدى الدول الشيوعية، وبسبب إيمانه بالمسيح، وشهادته عنه تعرض لاضطهاد مُر وعومل بوحشية شديدة هو وزوجته وطفلاه.  كان يُضرَب ويُعذَّب لعدة ساعات لكي ينكر المسيح ويتخلَّى عن إيمانه به.  لكنه كان دائم الابتسامة حتى في شدة الألم والأحزان مما أثار دهشة مقاوميه ومُعذبيه.  وكان هناك ضابط شرس قال له: لن نعذبك أكثر من ذلك، لكننا سوف نرسلك إلى سيبيريا حيث لا يذوب الثلج ولا تشرق الشمس.  إنه مكان للمعاناة الحقيقية.  وبدلاً من أن يكتئب ”وليم“ قال للضابط: إن الأرض كلها يا سيدي ملك إلهي وحبيبي، وحيث ترسلني سأكون في أرض أبي السماوي.  غضب الضابط وقال له: سنأخذ كل ممتلكاتك وأموالك.  فقال ولا زالت الابتسامة على وجهه: تحتاج إلى سلم عالٍ جدًا يا سيدي لأن كنوزي وممتلكاتي محفوظة في السماء.  صاح الضابط غاضبًا:  سوف نقتل أولادك أمام عينيك.  تأثر لبرهة لكن الابتسامة الهادئة عادت لترتسم على وجهه وقال: سأقابلهم في السماء.  أجاب الضابط: سوف أطلق رصاصة بين عينيك.  فرد: إنك لو أخذت حياتي من هذا العالم فإن حياتي الحقيقية ستبقى في السماء.  إن الموت لا يرعبني فهو لي انتصار.  إنه القنطرة التي سأعبر عليها إلى شط الأبدية السعيدة حيث أرى حبيبي هناك. أمسك الضابط بقميص السجين ”وليم“ وصرخ في وجهه: سوف نحبسك انفراديًا في زنزانة ولن نسمح لأحد أن يراك.  قال ”وليم“: إن لي صديقًا يستطيع أن يدخل والأبواب مُغلقة ويصل إليَّ خلف القضبان، فلا أحد يفصلني عن محبته.

   صديقي.. بالرغم من أن المستقبل غير مضمون، لكننا نستطيع أن نتأكد من شيء واحد أن حبيبنا يسوع سيواجه هذا المستقبل بصعوباته معنا.  تذكر وعده: «إذا اجتزت في المياه فأنا معكن في الأنهار فلا تغمرك.  إذا مشيت في النار فلا تُلذع واللهيب لا يحرقك» (إش2:43).  إنه سيبقى لنا الصديق الوفي الذي لن يتركنا حتى لو هجرنا الأحباء وخزلنا الأصدقاء.  إنه في حكمته قد لا يسمح بإنقاذنا من الضيق، لكنه حتمًا سيكون معنا في الضيق ويخلصنا.  هذا ما حدث مع الفتية في أتون النار (دا3).

   فابتسم يا صديقي وأنت تعلم أنه يحبك، وأن ذراعه تحيط بك، وصدره يضمك، وشخصه يعتني بك.             

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com