عدد رقم 4 لسنة 2010
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
بهذا تضمن سعادة نفسك  

أيها الشاب المؤمن العزيز ... أريدك أن تُمسك قائمة حساب مع الله.
إذا حدث أنك وجدت نفسك عاثرًا أو أنك أخطأتَ في شيء فلا تستصغر الأمر.  إنه بالنسبة لك أمرٌ له أهميته وله خطره، لأنه يُعطل شركتك مع الله، وليس هناك ما يُعوِّض عن هذه الخسارة.  عليك في الحال أن تأخذ الأمر مأخذ الجد، واعترف بالخطإ لأبيك السماوي.  راجع نفسك وكُنْ ديَّانًا لها، مع الاعتراف القلبي لله.  واقبل منه غفرانًا موعودًا به للمؤمن النادم التائب (1يو 9:1).  وإن كان الخطأ في حق آخرين فلا تتباطأ عن الاعتراف لهم أيضًا، مهما كان الاعتراف مُذلاً ومُخجلاً، فإن هذا سيحفظ ضميرك صالحًا وتحت التدريب، ويؤول إلى تعمق شركتك وإلى زيادة أفراحك.  ولتكن هذه عادة مُتأصلة في كيانك، فهناك أشخاص لم يتعوَّدوا أن يعترفوا بأخطائهم، وصار الاعتراف أمرًا ثقيلاً بالنسبة لهم.

اقرأ كلمة الله، فإن واحدًا من أقوى أسباب الهزيمة في حياة الكثيرين من شعب الرب هو عدم قراءة كلمة الله أو القراءة السطحية لها.  كثيرون منهم يبدو أن شهيتهم ضعيفة جدًا لقراءة الكتاب.  إنهم يكتفون بالفُتات ويقنعون بالقليل من كلمة الله.  ولو أنهم فعلوا ذلك بالنسبة لأجسادهم الطبيعية وتناولوا مثل هذه الوجبات الخفيفة التافهة، سرعان ما تنهار صحتهم.  فالأمر الهام جدًا هو أن تُنمِّي الشهية لقراءة الكتاب.  اقرأ بقدر ما تستطيع، ومع القراءة صلِّ لأجل الاستنارة ولأجل القوة، واطلب نعمة من الرب لكي يظهر في حياتك مفعول هذا الغذاء الروحي فيتجدَّد ذهنك وتتغيَّر حياتك.  احمل معك نسخة جيب من الكتاب أو جزءًا منه، ولا تخجل أن تُرى قارئًا.  اجعل من هذه الكلمة أهل مشورتك، لأن هناك حكمةً بين سطورها، وهناك نورًا للنفس الحائرة في طيَّاتها.  هي صوت الله الذي يتكلَّم به الروح القدس في سكون إنسانك الباطن لإرشادك ونُصحك.

اقرأ وضع علامات وملاحظات، وافهم وتعلَّم، واهضم والهج فيما قرأت، مع الصلاة بلجاجة لتعرف ماذا يريد الرب أن يقول لك شخصيًا.  ولا تيأس إذا لم تفهم ولم تستفد في بعض الأحيان.  والأكيد أنك ستأخذ ما يكفي حاجتك، ودائمًا سوف تجد أن عندك الكثير لتُقدِّمه للآخرين إذا رغبت في ذلك.  «يوجد مَنْ يُفرِّق فيزداد أيضًا».  وهكذا كلما أعطيتَ، كلما أخذتَ أيضًا لتُعطي، وكلما ازداد سرورك بالعطاء.

صلِّ كثيرًا، فكل رجال الله هم رجال صلاة، يعيشون في جو الصلاة، وفي روح الصلاة.  ويجدون لذَّتهم في الانسحاب كلما سنحت الفرصة للاختلاء مع الله.  إن الصلاة هي تعبير المؤمن عن ثقته واتكاله على الله.  هي الضعف البشري مُستندًا ومُتعلقًا بقوة القدير، ومربوطًا إليها بمحبة الله العطوفة الأبدية.  أيها المؤمن، اتكئ كثيرًا على صدره، واستند بكل قوتك عليه.  تعامل مع الله كأبيك، وتعوَّد على ممارسة ثقة  غير محدودة فيه.  ولا تفتكر أن هناك أمرًا صغيرًا أو تافهًا يمر دون ملاحظته.  «مُلقين كلَّ همِّكم عليه، لأنه هو يعتني بكم».  ويا لها من كلمات مشجعة: «كل همكم» ... «هو يعتني» ... «بكم».  إنه الآب المحب والقدير.
ولا تهمل أيها العزيز صلاتك الفردية الخاصة.  وإذا شعرت أنك تهاونت في ذلك، فتأكَّد أن هناك خطأً من نوع ما يزحف على حياتك، وعليك أن تسحب نفسك في الحال وتفحص قلبك وتنقي الخميرة العتيقة وإلا فإن السقوط وشيك.  إن العدو يشدد الهجوم على هذه النقطة بالذات، أعني الخلوة الفردية، وقد يتركك تمارس أنشطة روحية تشعر فيها بالقيمة الذاتية.  لا تكن حياتك صورة أمام الناس بل عش أمام الله وتعود أن تتحدَّث معه أكثر من أي شخص آخر، وحتمًا ستجد لذَّة وسعادة في القرب منه والحديث معه.

ترقب إجابة صلواتك وعُدْ بالشكر لله على كل إجابة.  لا تنسَ أن تكون شكورًا دائمًا.  ولتكن هذه النصائح من سمات حياتك. 

بهذا تضمن سعادة نفسك
«والقادر أن يحفظكم غير عاثرين، ويوقفكم أمام مجده بلا عيبٍ في الابتهاج، الإله الحكيم الوحيد مُخلِّصنا، له المجد والعظمة والقدرة والسلطان، الآن وإلى كل الدُّهور. آمين».
(يه 24، 25).

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com