عدد رقم 4 لسنة 2010
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
قارب النجاة  

«فكيف ننجو نحن إن أهملنا خلاصًا هذا مقداره؟»(عب 3:2)

لنفترض أن هناك سفينة في عرض البحر وهي متهالكة جدًا وغير مُحْكَمَة لدرجة أنها تمتلئ بالماء بسرعة، وفي طريقها إلى الغرق.  ولنفترض أنه قد جُهِّزت كل الترتيبات على الشاطئ وأقلع قاربٌ للنجاة يكفي لإنقاذ كل مَنْ في السفينة، واقترب القارب من السفينة وطلب قبطانه من الذين في السفينة مغادرتها، ولكنهم رفضوا الدعوة رفضًا باتًا .. وقال أحدهم: ’’إن هذه السفينة ليست سيئة جدًا ولكنها تحتاج إلى طلاء خارجي فقط‘‘.  وقال آخر: ’’ابتعد أنت بقاربك.  إن عندنا نجَّارًا خاصًا بنا ووظيفته هي إصلاح هذه السفينة‘‘.

وفي النهاية امتلأت السفينة بالماء وغرقت.  أخبرني الآن على مَنْ يقع اللوم في حالة غرق كل شخص غبي ومستهزئ على ظهر هذه السفينة؟ إن اللوم لا يقع إلا على أنفسهم. فلقد أُرسل إليهم قارب النجاة وهم الذين رفضوا.  إن الإنسان هو تلك السفينة الخربة.  فلقد أفسدته الخطية وهو يمتلئ كل يوم بالخطايا إلى أن يغوص بخطاياه في الهلاك الأبدي.  والرب يسوع المسيح هو قارب النجاة.  لقد أحب الله هذا العالم المسكين الخرب حتى أرسل إليه قارب النجاة «ابنه الوحيد» لكي لا يهلك كل مَنْ يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية.  ولكن هل صدَّق العالم الله؟ كلا.  لقد رفضوا محبته الشديدة وخلاصه العظيم.  لقد قتلوا ابن الله معلِّقين إيَّاه على خشبة.  ولقد كان المسيح بموته هو الذبيحة التي قدمها الله للتكفير عن الخطية، وبعد أن أقامه الله من الأموات، أصبح المسيح المُقام هو قارب النجاة لكل نفس تثق وتؤمن به، فتصل بأمان إلى شط السلام في الأبدية السعيدة.

أين أنت أيها القارئ العزيز؟
هل أنت في قارب النجاة أم في السفينة القديمة المشرفة على الغرق؟ هل أنت في المسيح أم ما زلت تتكل على بِرِّك الذاتي؟ ما أخطر أن ترفض المُخلِّص وتُهمل خلاصًا هذا مقداره قد أعده الله لإنقاذك وكانت كلفته هي حياة ابن الله.  

إن السفينة القديمة عندما امتلأت غرقت.  وهكذا أنت؛ فبعد آخر خطية تُكْمِل بها مكيال إثمك، فإنك ستغوص إلى الهلاك الأبدي وعندئذ ستتذكر على مَنْ يقع اللوم.
 إن كنت في المسيح فستكون في أمان تام وأكيد.  أرجوك أن تحسم الأمر الآن فهو جَدٌ خطير من أجل نفسك الخالدة، ولا تحتقر محبة الفادي.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com