عدد رقم 4 لسنة 2018
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
تأنوا إلى مجيء الرب  

«فتأنوا أيها الإخوة إلى مجيء الرب ... فتأنوا أنتم وثبتوا قلوبكم لأن مجيء الرب قد اقترب»
 (يع5: 7، 8)

   كان مجيء المسيح الثاني رجاءً حاضرًا أمام المؤمنين منذ العصر الرسولي.  وكان فيه قوة وعزاء وتشجيع في كل الظروف.  وهنا يقول يعقوب للمؤمنين: «تأنوا إلى مجيء الرب».  هل خدعهم يعقوب بهذا الكلام، لأنهم لم يعيشوا إلى مجيء الرب؟ كلا.  ونحن نعيش وننتظر تحقيق الرجاء، لكننا قد ننطلق بالرقاد قبل مجيء الرب.  وهؤلاء الذين كتب إليهم يعقوب هذا الكلام مع أنهم ماتوا، ولكنهم لا بد أن يحصلوا على ثمار صبرهم عند مجيء الرب.  فهم لم يخسروا شيئًا، هم الآن متغربون عن الجسد ومستوطنون عند الرب، ولا بد أنهم عند مجيئه سيتمتعون بثمار احتمالهم تلك الآلام والمظالم التي صبروا فيها لأجل اسمه.  ولكن هذا التحريض يرينا بوضوح كيف كان هذا الرجاء حاضرًا ومؤثرًا أمام المؤمنين دائمًا، وداخلاً في كل خيط من نسيج حياتهم المسيحية.  لم يكن نظرية في الذهن ولا عقيدة آمنوا بها فقط ولا معرفة حصلوا عليها، بل كانوا فعلاً ينتظرون شخص الرب من السماء.  وكم كان ذلك تعزية للمساكين والمجربين.  وكم كان رادعًا للمنجذبين إلى العالم.  إن معرفة هذه الحقيقة أن الرب سيأتي سريعًا، وأن المتاعب والضيقات ستنتهي، وأننا سنكون إلى الأبد مع المسيح الذي أحبنا، فيه قوة عظيمة للانفصال عن العالم.  هناك فارق بين حقيقة مجيء المسيح كمعلومة وبين الانتظار الحقيقي لشخصه، لأن مجيئه سيفصلنا نهائيًا عن هذا العالم، والقلب ينتظر ذلك بشوق.  وفي عشاء الرب تعبير واضح عن حالة المؤمن الحقيقي.  فهو يمارسه بسجود وشكر متذكرًا موت الرب في مجيئه الأول، متغذيًا بمحبته إلى أن يجيء ليأخذنا لنكون معه كل حين.  وهذه هي المسيحية عينها.
قلوبُنا تصبوا إلى مَلقاك من أوجِ السما    تعالَ يا ربُ كما أعطيتنا هذا الرجا
حتى متى  يا ربنا  نبقى  هنا  بالانتظار   فيا دقائق اعبري وقرِّبي ذاك النهار

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com