(قراءة في أبْطَال داود)
(2صم23؛ 1أخ11، 12)
تحدثنا فيما سبق عن بعض الصفات والسمات الأدبية التي يتشارك فيها أبطال داود، وعن مقاييس البطولة الروحية الصحيحة، ونواصل في هذا العدد حديثنا عن:
رابع عشر: الأبطال الروحيون وحساب الربح والخسارة (1أخ12: 30):
ففي 1 أخبار 12: 30 نقرأ:
«وَمِنْ بَنِي أَفْرَايِمَ عِشْرُونَ أَلْفًا وَثَمَانُ مِئَةٍ، جَبَابِرَةُ بَأْسٍ وَذَوُو اسْمٍ فِي بُيُوتِ آبَائِهِمْ»
”أَفْرَايِم“ اسم عبري معناه ”الأثمار المضاعفة“، وهو الابن الثاني ليوسف (تك41: 52). وعندما بارك يعقوب ابني يوسف وتبناهما، وضع يده اليمني، التي تدل على العظمة والكرامة، على رأس أَفْرَايِم، مُشيرًا بذلك إلى أن السبط الذي يأتي من نسل أَفْرَايِم، سيكون أعظم من السبط الذي يأتي من نسل أخيه الأكبر منسي (تك48: 8-20). وقد تنبأ موسى، في بركته للأسباط، عن قوة أفرايم «وَلِيُوسُفَ قَال: ... بِكْرُ ثَوْرِهِ زِينَةٌ لهُ، وَقَرْنَاهُ قَرْنَا رِئْمٍ. بِهِمَا يَنْطَحُ الشُّعُوبَ مَعًا إِلى أَقَاصِي الأَرْضِ. هُمَا رَبَوَاتُ أَفْرَايِمَ وَأُلُوفُ مَنَسَّى» (تث33: 13-17). وعندما مات خَلَفَهُ، في قيادة إسرائيل، يشوع بن نون، الذي خرج من سبط أفرايم، والذي امتاز – هو وكَالِبُ بْنُ يَفُنَّةَ – عن باقي الجواسيس، بالإيمان والشجاعة.
وقد لعب أَفْرَايِم دورًا هامًا في تاريخ إسرائيل، وبخاصة في تاريخ الأسباط التي كانت تسكن في الشمال. وقد ساعد الأفرايميون دبورة وباراق في حربهما ضد الكنعانيين (قض5: 14)، وكانوا حساسيين جدًا من ناحية الكرامة، ولذلك تنازعوا مع جدعون ومع يفتاح، لأن هذين القاضيين لم يدعوهما في حربهما ضد أعداء إسرائيل (قض7: 24، 25؛ 8: 1-3؛ 12: 1-6).
وبما أن أفرايم اضطلع بدور القيادة بين الأسباط الشمالية، فكثيرًا ما يُستخدَم الاسم ”أَفْرَايِم“ للدلالة على المملكة الشمالية بعد انقسام إسرائيل (مثلاً إش7: 2؛ إر31: 18؛ هو4: 17).
وفي 1 أخبار 12: 30 نقرأ تعليق فريد بشأن هؤلاء الرجال الذين جاءوا - إلى داود - من أَفْرَايِم، فهؤلاء الرجال كانوا «جَبَابِرَةُ بَأْسٍ وَذَوُو اسْمٍ فِي بُيُوتِ آبَائِهِمْ»؛ وكانوا مرموقين في سبط يتميز بالتفاخر والغطرسة والكبرياء وكثرة العدد، لكنهم ضحوا بكل شيء، وتجمعوا حول داود.
وفي كثير من الأحوال فإن أمثال هؤلاء الأشخاص المرموقين، لا تكون لهم رغبة قوية نحو المسيح «فَانْظُرُوا دَعْوَتَكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ، أَنْ لَيْسَ كَثِيرُونَ حُكَمَاءَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لَيْسَ كَثِيرُونَ أَقْوِيَاءَ، لَيْسَ كَثِيرُونَ شُرَفَاءَ، بَلِ اخْتَارَ اللهُ جُهَّالَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الْحُكَمَاءَ. وَاخْتَارَ اللهُ ضُعَفَاءَ الْعَالَمِ لِيُخْزِيَ الأَقْوِيَاءَ، وَاخْتَارَ اللهُ أَدْنِيَاءَ الْعَالَمِ وَالْمُزْدَرَى وَغَيْرَ الْمَوْجُودِ لِيُبْطِلَ الْمَوْجُودَ، لِكَيْ لاَ يَفْتَخِرَ كُلُّ ذِي جَسَدٍ أَمَامَهُ ... حَتَّى كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: مَنِ افْتَخَرَ فَلْيَفْتَخِرْ بِالرَّبِّ» (1كو1: 26-31). ومع ذلك فإن البعض من أمثال هؤلاء قد اختبروا الخلاص. لقد كانت لهم فرصة لأن يكونوا أناسًا ”مشهورين في العالم“، ولكنهم فضَّلوا أن يكونوا خدامًا مُخلصين فاعلين وفعالين للرب، مثل «مَنَايِنُ الَّذِي تَرَبَّى مَعَ هِيرُودُسَ رَئِيسِ الرُّبْعِ» (أع13: 1)، ومثل «أَرَاسْتُسُ خَازِنُ الْمَدِينَةِ» (رو16: 23). وفي كورنثوس كان ”كِرِيسْبُسُ“ و”سُوسْتَانِيسَ“ من رؤساء المجمع (أع18: 8، 17)، وكان لوقا طبيبًا يحظى بالاحترام (لو4: 14). كل واحد من هؤلاء الرجال الذين نالوا سمعة مرموقة، قد وضعوا تميّزهم لأجل الرب.
وبالطبع فإن مُوسَى تفوَّق في هذا المضمار (عب11: 24-27). لقد استطاع أن يرفض الكثير من أمور النبلاء. فقد رفض في البداية شهرة مصر. كان ابن ابنة فرعون بالتبني، مما يضمن له بالتالي مكانة بين صفوة المجتمع، وربما أيضًا كخليفة لفرعون. وعندما بلغ سن الرشد، اتخذ قراره بعدم إخفاء جنسيته الحقيقية مقابل كسب بضعة سندات من الشهرة الأرضية. وهكذا نبذ تمتُّع مصر، وكان اتحاده المتواضع مع شعب الله المتألم يعني له أهمية أكثر من إشباع رغباته الوقتية. إن امتيازات مشاركته فيما كان يلحق بشعب الله من إجحاف، كانت مصدر سعادة له أكثر من حياة البذخ والرفاهية في بلاط فرعون. وهكذا أدار القفا لخزائن مصر. والإيمان أهّله لرؤية أن كنوز مصر الهائلة باتت بلا قيمة في ضوء الأبدية. وهكذا اختار أن يُكابد صنف العار نفسه الذي سيُعانيه المسيح فيما بعد. واستطاع أن يُقيّم كنوز مصر التقييم الصحيح، فوضعها في مرتبة أدني من «عَارَ الْمَسِيحِ». وإذا كانت كنوز مصر لا تُقارن بعَار المسيح، فماذا يكون وضعها إذا قورنت بأمجاد المسيح! لقد كان يُقدِّر الولاء لله، والمحبة لشعب الله، أكثر من كل غنى مصر. وكان يعلم أن هذه الأمور لا سواها هي التي ستبقى لها قيمتها بعد دقيقة واحدة من موته.
ولقد كان حساب الرسول بولس للربح والخسارة يدعو للإعجاب، وأثبت به مهارته في كسب الربح (في3: 4-11). فكل ربحه كان يُمكن تلخيصه في كلمة واحدة: «المسيح». لقد اعتبر المسيح هو الربح الأعظم الأبدي، وأن كل ما عداه فهو «نُفَايَةً». وتُعبّر كلماته المتلألئة «الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي» عن عمق وعبق تكريسه بالمقارنة مع «كُلَّ شَيْءٍ» الذي حَسِبَهُ خسارة. فالحَسَب والنَسَب، الجنسية والثقافة، الشهرة والدين، والإنجازات الشخصية والنجاحات، هذه جميعها تخلَّى عنها الرسول كمواد للافتخار. لقد حسبها «نُفَايَةً» أو ”قمامة (مهملات لا قيمة له)“ حتى يتسنى له أن يربح المسيح.
إخوتي الأحباء ... هل انفتحت عيوننا لترى عظمة الشخص الذي نخدمه؟ هل انتبهنا لنرى أنه لا شيء يليق به أقل من الأعلى والأغلى والأثمن والأعز؟ إننا في حاجة أن يفتح الرب عيوننا لنرى استحقاقه، فلا يكون هناك شيء عزيز أو ثمين نحجزه عنه، بل لا بد أن نأتي بأعظم ما لدينا من كنوز ونسكبها لأجله، فلأجله كل تضحية تهون.
فَيَا يَسُوعُ رَبِّي
لأَنَّكَ بِالصَّلْبِ
نَبَذْتُ مَا عَدَاكَ
اُمْلُكْ رَبِّي عَلَى قَلْبِي
|
|
نَفْسِي لَكَ وَقَفْتْ
حَيَاتَكَ وَهَبْتْ
فَلَيْسَ لِي سِوَاكْ
فَأَحْيَا فِي رِضَاكْ
|
خامس عشر: الأبطال الروحيون والمعرفة بالأوقات (1أخ12: 32):
ففي 1 أخبار 12: 32 نقرأ:
«وَمِنْ بَنِي يَسَّاكَرَ الْخَبِيرِينَ بِالأَوْقَاتِ لِمَعْرِفَةِ مَا يَعْمَلُ إِسْرَائِيلُ، رُؤُوسُهُمْ مِئَتَانِ وَكُلُّ إِخْوَتِهِمْ تَحْتَ أَمْرِهِمْ».
في هذا العدد تُسلَّط الأضواء على سبط يَسَّاكَرَ، ولم يُخبرنا الوحي بعدد المُحاربين الذين جاءوا إلى داود منه، ولكن فقط أن مئتين من الرؤساء كانوا منهم (The Heads Of Them). وهؤلاء المئتان قادوا الجميع باحترامهم وطاعتهم «وَكُلُّ إِخْوَتِهِمْ تَحْتَ أَمْرِهِمْ»، ولم نسمع عن أي عصيان أو تمرد أو خلل في النظام بين صفوفهم. وهذا ما يجب أن يكون في اجتماع القديسين في العهد الجديد «أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا، لأَنَّهُمْ يَسْهَرُونَ لأَجْلِ نُفُوسِكُمْ» (عب13: 17). فلا يجوز أبدًا أن نتجاهل التوجيه والإرشاد من الشيوخ الأتقياء، لأنهم – في خوف الله وفي طاعة لكلمته – يُوَّجِهون الجماعة في مسالك الرب الصحيحة.
ونحن يجب أن تكون لنا هذه الخبرة لنُشير على إخوتنا بما ينبغي أن يفعلوه. ولكن الرب قد اختص من بيننا أفرادًا بحكمة خصوصية، وخبرة في الرعاية والإرشاد (2تي1: 7؛ 5: 17)، فما أحرانا أن نسترشد برأيهم في خضوع، كما كان إخوة يَسَّاكَر، لنفهم ما يناسب شعب الله اليوم، وما يجب علينا أن نعمله «أَطِيعُوا مُرْشِدِيكُمْ وَاخْضَعُوا» (عب13: 17).
وهذه الوظيفة لها قيمة عظيمة للغاية لشعب الله. أَلم يتبرهن أنه تنقصنا هذه الحكمة عندما نتعامل مع المشاكل في هذه الأيام الصعبة؟! فقد نجد من المؤمنين مَن لهم الاستعداد الأكثر وهم متميزون بالمحبة الأخوية، مثل نصف سبط منسى (ع31)، أو مَن تميزوا بالقوة مثل جبابرة البأس من جميع الأسباط، ولكن التعقل والنصح والتمييز الحكيم (2تي1: 7)، هو الاحتياج الغالب، ذلك لأننا كثيرًا ما نقترب من مواقف صعبة بدون تعقل وتمييز كافٍ.
ورِجَال يَسَّاكَر هؤلاء كانوا «الْخَبِيرِينَ بِالأَوْقَاتِ لِمَعْرِفَةِ مَا يَعْمَلُ إِسْرَائِيلُ». لقد تميَّز هؤلاء الأبطال بالإيمان والفهم الجيد، وعدم إضاعة الفرصة، كما بالتكريس والولاء لداود في زمان رفضه وآلامه. لقد أدركوا أن الأزمنة تتغير، وقد لا يُمكننا أن نعمل في المستقبل ما يمكن أن نعمله الآن. وها قد جاء الوقت الآن للاتحاد معًا والقيام بعمل مشترك لأجل مسيح الرب، والاجتماع إليه، والالتفاف حوله، واستبعاد أي شيء آخر. وأي عمل آخر بخلاف ذلك، مهما كان مقبولاً في ظاهره من الحكمة الإنسانية، فسوف تتبعه نتائج مرة وخيمة. إنه ليس الوقت لإقامة حرب لا تنتهي مع بيت شاول، كما فعل يوآب. لقد أتى الوقت للاعتراف بداود وحده قائدًا ومركزًا، ورأسًا ورئيسًا، ولم تعد هناك قيمة لأي اعتبارات أخرى، كاحترام الشرعية لشاول بن قيس ومَن معه، أو انتظار ما تأتي به الأحداث. إن المسألة المهمة والمطلب الجوهري هو داود وحقوقه. وها قد أتت اللحظة ليُرفرف عَلَمهُ منفردًا فوق الكل، ويبقى منفردًا أمام أعين الجميع. وبَنو يَسَّاكَر خبيرون بالأوقات ليُعطوا رأيهم، فإنهم أنفسهم يعملون بحسب مقاصد الله الحقيقية، لتوحيد الأسباط المُشتتة، لتتحد مع داود باعتباره المركز.
«وَمِنْ بَنِي يَسَّاكَرَ الْخَبِيرِينَ بِالأَوْقَاتِ لِمَعْرِفَةِ مَا يَعْمَلُ إِسْرَائِيلُ» ... وترد عبارة مماثلة في سفر أستير 1: 13 بالارتباط مع الحُكَمَاء الذين في بلاط الملك ”أَحْشَوِيرُوشَ“ «الْعَارِفِينَ بِالأَزْمِنَةِ ... الْعَارِفِينَ بِالسُّنَّةِ وَالْقَضَاءِ». وقد نميل – في هذا السياق – أن ننسبهم إلى علم الفلك أو التنجيم أو أية موضوعات أخرى مماثلة، ولكن يبدو من القرينة أنهم يتصفون بالمعرفة «بِالسُّنَّةِ وَالْقَضَاءِ»، أو بعبارة أخرى أن لهم القدرة أن يشيروا بالطريق الصائب والكريم للتصرف في أية ظروف مُعطاة. ويبدو أن الحالة كهذه بالارتباط مع «مِنْ بَنِي يَسَّاكَرَ الْخَبِيرِينَ بِالأَوْقَاتِ لِمَعْرِفَةِ مَا يَعْمَلُ إِسْرَائِيلُ». فطالما أن ظروف الفوضى الأهلية هي التي سادت أثناء ملك داود في حبرون (2صم2، 3)، فإن رجال يَسَّاكَر قيّموا الوضع، وعلموا أن الطريق الوحيد الصائب والصحيح لإسرائيل هو أن يُنصبوا داود ملكًا، ولذلك ساندوا هذه القضية من كل القلب.
والمقدرة على قراءة المواقف، والتصرف بالطريقة الصائبة، هي موهبة عظيمة. فما أحرانا نحن أيضًا أن نكون كَبَنِي يَسَّاكَرَ الحقيقيين الذين يُخاطبهم الرسول بولس بالتحريض:
«هَذَا وَإِنَّكُمْ عَارِفُونَ الْوَقْتَ، أَنَّهَا الآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ النَّوْمِ، فَإِنَّ خَلاَصَنَا الآنَ أَقْرَبُ مِمَّا كَانَ حِينَ آمَنَّا. قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ وَتَقَارَبَ النَّهَارُ، فَلْنَخْلَعْ أَعْمَالَ الظُّلْمَةِ وَنَلْبَسْ أَسْلِحَةَ النُّورِ. لِنَسْلُكْ بِلِيَاقَةٍ كَمَا فِي النَّهَارِ: لاَ بِالْبَطَرِ وَالسُّكْرِ، لاَ بِالْمَضَاجِعِ وَالْعَهَرِ، لاَ بِالْخِصَامِ وَالْحَسَدِ. بَلِ الْبَسُوا الرَّبَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ، وَلاَ تَصْنَعُوا تَدْبِيرًا لِلْجَسَدِ لأَجْلِ الشَّهَوَاتِ» (رو13: 11-14).
إنه لتقدير صائب للظروف السائدة في أيامنا أن نعرف أننا في زمن ظلمة أخلاقية وروحية دامسة مع قرب مجيء الرب، إذ «قَدْ تَنَاهَى اللَّيْلُ» (رو13: 12). وهذا التقدير يتطلب مسلكًا حكيمًا للتصرف: التيقظ، وخلع أعمال الظلمة، والسلوك بلياقة وأمانة، وأن نلبس الرب يسوع. فيا ليتنا نُشابه رِجَال يَسَّاكَرَ الذين كانت لهم خبرة وفهم للأوقات، وأن نتصرف بما هو صائب.
أيها الأحباء ... إننا الآن في يوم الآلام والصبر، ولكن يوم انتصار داود الحقيقي قد اقترب، والليل يُفسح مكانه للنور، فلنستيقظ! وحالاً يلمع كوكب الصبح المُنير، الذي أشرق ولمع بالفعل في قلوبنا. فلنُصغي إلى بني يَسَّاكَر، لندرك أنه «وَقْتٌ لِطَلَبِ الرَّبِّ حَتَّى يَأْتِيَ وَيُعَلِّمَكُمُ الْبِرَّ» (هو10: 12)، وأنه «وَقْتُ عَمَلٍ لِلرَّبِّ» (مز119: 126)!
بَعْدَ قَلِيلٍ سيجيئُ
فَلْنَفْتَدِ الْوَقْتَ إِذًا
وَكَذَا حَسْبَ أَمْرِهِ
|
|
الرَّبُّ يَسُوعُ الأَمِينْ
مَا دُمْنَا هُنَا سَائِرِينْ
نَكُونُ دَوْمًا سَاهِرِينْ
|
(يتبع)