عدد رقم 4 لسنة 2018
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
نقد التطور 3 - الطفرات  

بعد أن انتهينا في العدد السابق من استحالة نشأة ”خلية حية“ من ”مواد غير حية“ في العملية التي دعوها ”التولد التلقائي“، نستكمل الآن المراحل التالية، والتي أوصلت الخلية الواحدة -على حد زعمهم- إلى الإنسان، ولقد أسند أصحاب هذه النظرية هذه المرحلة إلى ”الطفرات“ كالعامل الأساسي في تغيير جينات الأميبا لتصبح إنسانًا.  حيث مرت بعدد هائل من الطفرات العشوائية التي غيرت من نوع الأميبا، فظهرت النباتات والأسماك والطيور والحيوانات وأخيرًا الإنسان.

وفي الواقع فإن الطفرات هي أكبر عدو للتطور وليست في صالحه على الإطلاق، فالتطور يحتاج إلى زيادة في حجم ونوع  المعلومات الوراثية (الجينات)، أي أن تطوير الأميبا لإنسان ذو وظائف وأعضاء غير موجودة بالأميبا، يتطلب إضافة معلومات وراثية للأميبا، (وبالطبع هذا كلام نظري غير موجود في الطبيعة بل على صفحات الكتب الداعمة للتطور فقط)، في حين أن الطفرات تتسبب في ضياع وإفساد المعلومات الوراثية، وليس في إثرائها كما هو مطلوب.  وكلما زاد عدد الطفرات كلما زادت الفوضى.  وهذا لا يحتاج إلى نظريات لإثباته إذ كل ما حولنا خير برهان.  فالطفرات التي تحدث لنا الآن تُسبب كلها إعاقات وظيفية، فهي المسؤولة عن الشيخوخة[1] والسرطان[2] والأمراض المعدية[3]. كما أن كل الطفرات التي حدثت في هيروشيما ونجازاكي نتيجة الإشاعات النووية من القنابل الذرية، تسببت جميعها في تشوهات هائلة بدون طفرة واحدة مفيدة، فمن الواضح للكل أن الطفرات تؤدي إلى تدهور وليس تطور! وإذا تعرض إنسان الآن إلى كم الطفرات المزعوم لأدى إلى دماره نهائيًا.

هذا غير المشكلة الحسابية للطفرات، فبدون دخول في تفاصيل كثيرة، يكفي ذكر أن الطفرات تحدث مرة واحدة في كل عشرة مليون عملية نسخ للحامض النووي، أي باحتمالية 1 إلى 107 وبالتالي يصبح احتمالية حدوث 4 طفرات ذات صلة، يساوي 1 إلى 128، أي واحد وأمامه 28 صفر، والكرة الأرضية نفسها لا تسع هذا الحجم من الكائنات لتتيح حدوث هذه العملية المستحيلة.  في حين أن 4 طفرات لا تكفي لتطور أي شيء على الإطلاق!!

ولقد شبه أحدهم احتمالية التطور نتيجة الطفرات، كاحتمالية ظهور طائرة نتيجة انفجار كبير دام لساعات طويلة في مقلب للزبالة!!

                                                                          قام بهذا البحث:

 

 



[1] Niedernhofer, L.J. et al., A new progeroid syndrome reveals that genotoxic stress suppresses the somatotroph axis, Nature 444:1038–1043, 2006.

Kudlow, B.A., Kennedy, B.K. and Monnat, R.J. Jr, Werner and Hutchinson–Gilford progeria syndromes: mechanistic basis of human progeroid diseases, Nature Reviews Molecular Cell Biology 8:394–404, 2007

[2] Eccleston, A. and Dhand, R., Signaling in cancer, Nature 441(7092):423, 2006

He, X.C. et al., PTEN-deficient intestinal stem cells initiate intestinal polyposis, Nature Genetics 39:189–198, 2007

[3] Casanova, J-L. and Abel, L., Human genetics of infectious diseases: a unified theory, The EMBO Journal 26:915–922, 2007

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com