عدد رقم 4 لسنة 2018
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
افهم دورك – كزوج وكزوجة  
افهم دورك – كزوج وكزوجة في المشاكل والخلافات 
  أخي وأختي أعضاء العائلة المسيحية:
في هذا العدد سوف نتكلم عن كيفية التصرف عند حدوث مشكلة أو خلاف بين الزوج والزوجة وما هو دور كل طرف عند حدوث المشكلة.
قبل أن نبدأ حديثنا في هذا الموضوع الهام لنجاح أي بيت، دعونا نوضح بعض النقاط الهامة:

لا يخلو أي بيت أو أية علاقة زوجية من المشاكل، مهما كانت هذه العلاقة متينة وقوية ويسودها الحب والتفاهم.  فأحيانًا تظهر بعض المشاكل بين الزوجين نتيجة حدث معين أو موقف قد لا يعجب أحد الطرفين، لذلك فوجود القليل منها لا يُعد مؤشرًا على سوء العلاقة بل هي ظاهرة طبيعية ولا تدعو للقلق طالما أن الزوجين قادرين على حلها باتباع الطرق والأصول الصحيحة، دون أن تتوتر أو تتأزم العلاقة بينهما.  إذًا فالمهم هو كيفية التعامل معها.

من أكبر العوائق في الحياة الزوجية هو الاعتداد بالذات، فكل طرف يحاول أن يبرهن أنه على حق، وأن الطرف الآخر هو المخطئ.  وعلى النقيض من ذلك إذا افتكر كل من الزوجين في الجوانب الخاطئة التي بدرت منه واعتذر عنها واجتهد ألا تحدث مرة أخرى لساعد ذلك كثيرًا في حل المشاكل.

لاتوجد مشكلة بدون حل، فحاشا لله كلي القدرة، والذي له في الموت مخارج أن يكون عاجزًا أمام أي مشكلة مهما كان حجمها.  لقد قالها أيوب قديمًا بعد حياة حافلة بالمتاعب والمصاعب: "قد علمت أنك تستطيع كل شيء، ولايعسر عليك أمر" (أيوب42: 2).

على قدر عمق شركتي مع الرب، على قدر استطاعتي بنعمة الرب أن أحتوي المشاكل، وألتمس العذر للطرف الآخر وأحتمله في أوقات ضعفه، وهذا هو بداية الطريق الصحيح لحل المشاكل.

علي كل من الزوجين تفادي وتجنب وقوع المشاكل، وذلك يتم بفطنة، وما أقصده بالفطنة هو وعي كل طرف بما يسعد ويرضي الطرف الآخر، وأيضًا بما يثيره ويغضبه، والعمل بكل طاقة وإخلاص لإسعاده ولإرضائه.

أمور تساعد في حل المشكلات:
1. تجنب توجيه أصابع الاتهام إلى الطرف الآخر، فهذا لا يساعد مطلقًا في حل المشكلة بل بالعكس يزيدها تعقيدًا لأنه يجعل الطرف الآخر يوجه اتهاماته أيضًا.
2. فكر في الأسباب التي أدت إلى وقوع المشكلة لكي تتجنبها فيما بعد، وليس فقط في كيفية حلها.
3. على قدر الإمكان تجنب دخول أطراف خارجية في حل المشاكل بينكما، وفي حالة تعذر حلها يمكن الاستعانة بطرف خارجي روحي وحيادي غير منحاز لأحد الأطراف، كما يجب أن يكون الزوجان متفقان على اختياره لمساعدتهما.

1. بعض الأسباب التي تؤدي إلى الخلافات الزوجية
مفاهيم خاطئة عن الزواج مستقاة من المجتمع أو وسائل الإعلام، منها مثلاً: أن المرأة أقل من الرجل في القيمة، وأن رأيها لا يُعتد به، وأنه يجب استخدام القوة والقسوة البدنية في التعامل معها، وواضح طبعًا أن هذا مفهوم مدمر للبيوت التي تطبقه.
مفاهيم خاطئة عن الزواج مستقاة من بيوت آبائنا، فليس كل ما رأيناه في بيوت والدينا متفق مع تعاليم الكتاب المقدس، لذلك لا ينبغي أن تكون بيوتنا نسخًا متكررة من بيوت والدينا، فينبغي علينا كزوجين أن نؤسس بيوتنا بطريقة سليمة متوافقة مع كلمة الله.
وجود علاقات عميقة مع أصدقاء أو أقرباء تجعلهم في وضع أكثر قربًا لأحد الطرفين عن الطرف الآخر.  فالمفهوم الكتابي الصحيح هو أن العلاقات الطبيعية ستستمر لكن لن يكون لأي منها سمو وعمق يفوق العلاقة الزوجية.
عدم فهم وإدراك الاختلافات الطبيعية بين الرجل والمرأة، وقد تطرقنا إلى هذا الموضوع في مقالة سابقة يمكن الرجوع إليها لمزيد من التوضيح.
عدم إدراك الاحتياجات المختلفة للطرف الآخر، فعلى كل من الزوجين طلب فطنة وحكمة من الرب حتى يفتح الرب عينيه على احتياجات الطرف الآخر فيسرع لتسديدها.
تداخل الأهل أو الأقرباء أو الأصدقاء في شئون العائلة يجلب الكثير من المشاكل، وبهذه المناسبة نؤكد أنه ليس من الحكمة عند حدوث مشكلة الاستعانة بأي من الوالدين وذلك لصعوبة عدم تحيزه لأي من الطرفين كسبب رئيسي.
التعامل مع المال بطريقة غير سليمة، وهنا لا بد أن نوضح المبدأ الكتابي الواضح في هذا الأمر، فالكتاب يعلن مرات كثيرة عن الوحدة بين الزوجين، وهذه الوحدة لا بد أن تشمل المال أيضًا.
الفهم الخاطئ للعلاقة الجسدية واستغلال الطرف الآخر لحساب المتعة الشخصية دون الاهتمام باحتياجات الطرف الآخر.
عدم وجود وقت كافي لمعالجة المشاكل مع الطرف الآخر بسبب كثرة وقت العمل والإسراف في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والتي تؤثر بشكل مباشر على الوقت المخصص للأسرة.
عدم وجود غفران قلبي كامل للطرف الآخر وتراكم الإحساس بالمرارة تجاه الطرف الآخر الذي قد يؤدي إلى الانفجار في أي وقت وذلك بسبب عدم حل المشاكل الصغيرة أولاً بأول قبل أن تتفاقم وتتحول إلى مشاكل كبيرة.
عدم الاستعداد لسماع ما يدور في ذهن الطرف الآخر وعدم الإنصات الجيد له لتفهم احتياجاته.

عزيزي القارئ أصلي من كل قلبي لأجل أسرنا حتى يعطينا الرب حكمة من عنده ليسعى ويفكر كل منا زوج وزوجة في راحة وإسعاد الطرف الآخر والعمل بكل طاقتنا لحل مشاكل الطرف الآخر.

   إذا كان لديك أي استفسار أو سؤال يمكنك مراسلتنا على البريد الالكتروني: seldabaa@gmail.com

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com