عدد رقم 1 لسنة 2016
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
لأعرفه ... وشركة آلامه  


«لأعرفه وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهًا بموته» (في3: 10)

   كان الرسول مكرسًا لسيده لدرجة أنه اشتاق إلى الاشتراك مع سيده في كل شيء.  ومن فرط حبه له كان يتوق أن يعرفه المعرفة الاختبارية الشخصية، وأن يختبر في حياته قوة قيامته، وأن يشاركه في آلامه، وعنده رغبة شديدة أن يتشبه بموته.

   كثيرون منا يريدون مع بولس أن يعرفوا الرب في حلاوة الشركة يومًا بعد يوم، وفي اختبار قوة قيامته، والرغبة في أن نعرف فرحه وسلامه، ونتوق أن نكون مثمرين شاهدين لنعمته.  لكن أن تكون أمنية قلوبنا أن تكون لنا شركة (أو نصيب) مع الرب في الرفض من الناس والفقر والاحتقار والعار والحرمان والأحزان والمسكنة والظلم و... فهذا شيء آخر.  نريد أن نرى أنفسنا متشبهين بحياته، لكن من الصعب أن نشتهي أن نتشبه بموته.

   صحيح قد نرضى بهذا إذا كانت هذه مشيئة الرب من نحونا.  ربما نُسلِّم أنفسنا بالإيمان لمصير كهذا، وهذا خضوع منا ولكنه خضوع سلبي.  فليس في قلوبنا شعور يتقد صارخًا: إن شهوة قلبي أن أعرف المسيح وقوة قيامته وشركة آلامه متشبهًا بموته.

   إن مطمح الإنسان الطبيعي هو الإكليل بدون الصليب.  مرة طلب اثنان من تلاميذ المسيح وهما يعقوب ويوحنا، أن يجلس واحد منهما عن اليمين والآخر عن اليسار في ملكوته (مر10: 38 – 40).  ولما أشار الرب إلى الكأس التي كان ينبغي أن يشربها، قالا بكل جرأة إنهما يستطيعان أن يشربا منها، ولكن بعد أيام قليلة تركاه وهربا مع من ترك وهرب من التلاميذ.  لكن بعد القيامة لما رأيا المسيح المقام، تحقق خضوعهما وشربا من الكأس عندما مات يعقوب بسيف هيرودس (أع12: 1، 2)، ونُفي يوحنا إلى جزيرة بطمس من أجل كلمة الله ومن أجل شهادة يسوع المسيح (رؤ1: 9).

   وإذ نرجع إلى بولس نقول إن سر لذته في خضوعه الإيجابي نجده في نكرانه المطلق لذاته.  لقد حسب اتحاده بالمسيح أمرًا حقيقيًا عمليًا، وأقام الاعتبار لحقيقة أنه قد صُلب مع المسيح، وإذ قد اتحد بالمسيح في موته، أصبح المسيح المقام يحيا فيه (غل2: 20).

                                                                                  ويجرام     

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com