عدد رقم 1 لسنة 2016
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
لو كنت مكاني  

  أهلاً بكم أعزائي الشباب مع عددٍ جديد من بابكم "لو كنت مكاني"

في  هذا العدد سوف نتعرف على رسالة وصلت إلينا من صديق المجلة ( ميلاد) والذي  كتب يقول:

"" الأخ عياد ظريف: بعد التحية "أعاني من مشكلة نفسية صعبة كلما أجد المهاترات والمشاحنات المنتشرة  من المؤمنين على الفيس بوك.  فكثيرًا ما أقرأ تعليق أحدهم يصف أخطاء وضعفات الآخرين، ثم يقوم هو بالتحليل وتوجيه التهم وطبعًا في كل هذا لا بد أن يظهر نفسه أنه الحكيم صاحب المبادئ فيلسوف زمانه والكل دونه قاصرين. أرجوكم قدموا نصيحة للمؤمنين اللي بيتعاتبوا وبيتشاحنوا وبيتخانقوا على الفيس بوك".  سامحوني لصراحتي بس ده اللي جواي بصراحة. 

                                                                               المتعثر ميلاد

أولاً: التكنولوجيا الحديثة مالها وماعليها.

    لا شك أخي ميلاد في أن العالم الذي نعيش فيه يشهد قفزات في التكنولوجيا ووسائل الاتصال، وكل شيء في هذ العالم إنما يسير بسرعة جنونية نحو نقطة النهاية.  لكن دورنا بنعمة الله وبمعونة الروح القدس هو أن نُخضع كل هذه الإمكانيات والوسائل المتاحة لمجد الرب ولبركة النفوس.

   فمن منا ينكر التأثير المذهل في خمسينيات القرن الماضي لأجهزة الراديو وما زال، وكيف أعطى الرب رؤيا لبعض المؤمنين لتكريس هذه الوسيلة لنشر كلمة الله فكان الحصاد وفيرًا عبر السنين.  ومن منا أيضًا ينسى تأثير التلفزيون والفضائيات، والتي كانت خطة إبليس من خلالها إلهاء الناس عن الله، لكن الأتقياء وأصحاب الرؤى سخَّروا وسائل الإعلام هذه لنشر الإنجيل وشرح الكتاب مما أتى بثمر كثير لمجد المسيح عبر السنين، ستكشف الأبدية فقط عن حجمه ونوعيته.

   وما يقال عن الراديو والفضائيات يقال أيضًا عن مواقع الإنترنت عامةً والفيسبوك خاصةً.  فكم من مواقع الإنترنت سُخرت لنشر الكلمة وبنيان النفوس، وكم من صفحات على الفيسبوك كانت منبرًا لتعريف النفوس بالمسيح، ولا سيما من ليست لديهم أي فرصة للاستماع لكلمة الله في بلاده لظروفٍ ما.

   ولكن الكارثة الكبرى عندما يتم استخدام ما يسمى بمواقع التواصل الاجتماعي في التمزيق الاجتماعي والتشهير الاجتماعي، مما يؤدي إلى الانفصال الاجتماعي وليس التواصل الاجتماعي.

ثانيًا: خطورة التعامل مع أخطاء الآخرين ؟

   كما قلنا منذ قليل إن إساءة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك مثلاً قد أدى إلى التفكك الاجتماعي، وأيضًا أدى إلى التقاتل الاجتماعي والخراب الاجتماعي.

   فكما تعلمون أن هذه المواقع على الإنترنت تقدم للبشر عالمًا افتراضيًا خياليًا وليس حقيقيًا، فما يجمعه صاحب أي صفحة على الفيسبوك من عدد اللايكات ( likes ) ومن عدد الاصدقاء (friends) ليس بالضرورة يعبر على أرض الواقع عن العدد الحقيقي للمعجبين أو للأصدقاء.  لكن أخطر استخدام للفيسبوك هو الإعجاب بالنفس وتلميع الذات مما يسقطنا في خطية الكبرياء أو نشر عيوب الآخرين والتشهير بأخطائهم مما يسقطنا في خطية الإدانة والمذمة.

   هل تتذكرون أبناء نوح وكيف تعاملوا مع سقطة أبيهم بعدما سكر وتعرى؟ لقد أبصر حام عورة أبيه وأخبر إخوته، لكن سامًا وَيَافَث أخذا الرِّدَاءَ وَوَضَعَاهُ عَلَى أَكْتَافِهِمَا وَمَشَيَا إِلَى الْوَرَاءِ، وَسَتَرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا وَوَجْهَاهُمَا إِلَى الْوَرَاءِ.  فَلَمْ يُبْصِرَا عَوْرَةَ أَبِيهِمَا.  ولما عرف نوح بما حدث لعن كنعان بن حام ولكنه بارك سامًا ويافث قائلاً: «مُبَارَكٌ الرَّبُّ إِلهُ سَامٍ. وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدًا لَهُمْ.  لِيَفْتَحِ اللهُ لِيَافَثَ فَيَسْكُنَ فِي مَسَاكِنِ سَامٍ، وَلْيَكُنْ كَنْعَانُ عَبْدًا لَهُمْ» (تكوين9: 21- 22).

   وهذا بالتحديد ما يريدنا الرب أن نفعله في عصرنا الحالي، فليست مسرة الرب بالإشارة إلى عُري الآخرين والتشهير بهم وبعيوبهم، ولكن دورنا كأولاد الله أن نصلي لأجل إخوتنا وبالمحبة نستر عيوبهم. هذا بالطبع ليس معناه التستر على الشر، ولكن ستر إخوتنا بالصلاة والتوجيه والملاحظة وعدم التحدث عن أخطائهم، ناظرين إلى أنفسنا لئلا نُجرب نحن أيضًا (غلاطية6: 1).

·        ربما يقول لي أحدهم إنني فقط أنتقد سلوكيات الأشرار.  لكن دعني أقول لك، ومن أنت لكي تدين عبد غيرك؟

·        وربما تقول لي إنني فقط أشير إلى عيوبهم لردعهم ولتحذير الآخرين.  لكن هل قررت قبل أن تشير إلى عيوب أحدهم أن تعطي لنفسك دقيقة لتصلي لأجله، ثم بعدها تقوم بالتواصل معه بينك وبينه وحدكما بروح الوداعة راغبًا في إصلاحه لخيره ولمجد الرب؟

·        وربما يقول أحدهم إن من أخطأ أخطأ في حقي شخصيًا، دعني أقول لك، هل تسلك الطريق الكتابي الصحيح كما رسمه الرب شخصيًا في متى 18 عن ضرورة ذهابك لأخيك لمعاتبته وحدكما لتربحه، ثم إن لم يسمع تكرر الزيارة مع واحد أو إثنين، ثم إن لم يسمع تخبر الكنيسة؟

 حقاً ما أخطرها طرق تلك التي نتعامل بها مع عيوب الآخرين، لذلك اسمحوا لي أن أقول هاتين الكلمتين في آذانكم:

1.    فكروا مليون مرة قبل كتابة أي كلمة في حق أي إنسان، فالكلمة التي تخرج من الفم أو تنشر لا يمكن الرجوع عنها.

2.    المحبة لا تُقبح، أي لا تذكر قبائح الآخرين أو تشهر بهم، "فالمحبة تستر كثرة من الخطايا".  فإن وجدت ذنوبًا أو عيوبًا فعلاً، فوصية الكتاب أن يتم العلاج في أضيق الحدود وليس على الملأ.

3.    لا تتبعوا سياسة القطيع فهناك البعض يركب الموجة ويسير وراء كل ما يُقال ويتبنى آراء غيره مع أن غيره هذا قد يكون عنده خلفيات لما يقول أو دوافع لما يقول، راجع (أعمال19: 32).

4.    مشاركتكم وتفاعلكم مع آراء الآخرين الهدامة يشجع أصحابها على الاستمرار في تلك المهاترات والأفكار، فهناك البعض يسيرون بمبدأ خالف تُعرف بغض النظر عن مدى دقة رأيهم المُخالف.

5.    جو السلام وليس جو المشاحنات هو جو الإثمار لأن "ثمر البر يُزرع في السلام" فلا داعي لتكدير جو البركة على الآخرين.

ثالثًا:  ماهي وصايا الكتاب عن طرق تعامل المؤمنين بعضهم مع بعض؟

بعد أن عرفنا من كلمة الله ومن الواقع العملي خطورة التعامل مع أخطاء الآخرين بالتشهير والمذمة، تعالوا لنتعرف معًا على بعض الوصايا الكتابية عن طريقة تعاملنا بعضنا مع بعض .

1.     ليكن لكم في أنفسكم ملح و سالموا بعضكم بعضًا (مر9: 50)

2.     هذه هي وصيتي أن تحبوا بعضكم بعضًا كما أحببتكم (يو15: 12)

3.     وادين بعضكم بعضًا بالمحبة الأخوية مقدمين بعضكم بعضًا في الكرامة (رو12: 10)

4.     لا تكونوا مديونين لأحد بشيء إلا بأن يحب بعضكم بعضًا، لأن من أحب غيره فقد أكمل الناموس (رو13: 8)

5.     لذلك اقبلوا بعضكم بعضًا كما أن المسيح أيضًا قبلنا لمجد الله (رو15: 7)

6.     أنتم مشحونون صلاحًا و مملوؤون كل علم قادرون أن ينذر بعضكم بعضًا (رو15: 14)

7.     لا تصيروا الحرية فرصة للجسد بل بالمحبة اخدموا بعضكم بعضًا (غل5: 13)

8.     فإذا كنتم تنهشون وتأكلون بعضكم بعضًا، فانظروا لئلا تفنوا بعضكم بعضًا (غل5: 15)

9.     بكل تواضع ووداعة وبطول أناة، محتملين بعضكم بعضًا في المحبة (أف4: 2)

10.                    محتملين بعضكم بعضًا و مسامحين بعضكم بعضًا، إن كان لأحدٍ على أحدٍ شكوى، كما غفر لكم المسيح هكذا أنتم أيضًا (كو3: 13)

11.                    لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى، وأنتم بكل حكمة معلمون ومنذرون بعضكم بعضًا بمزامير و تسابيح وأغاني روحية، بنعمة مترنمين في قلوبكم للرب (كو3: 16)

12.                    لذلك عزوا بعضكم بعضًا وابنوا أحدكم الآخر كما تفعلون أيضًا (1تس5: 11)

13.                    وأن تعتبروهم كثيرًا جدًا في المحبة من أجل عملهم، سالموا بعضكم بعضًا (1تس5: 13)

14.                    لا يذم بعضكم بعضًا أيها الإخوة، الذي يذم أخاه و يدين أخاه يذم الناموس ويدين الناموس (يع4: 11)

15.                    فأحبوا بعضكم بعضًا من قلب طاهر بشدة (1بط1: 22)

16.                    كونوا مضيفين بعضكم بعضًا بلا دمدمة (1بط4: 9)

17.                    ليكن كل واحد بحسب ما أخذ موهبة يخدم بها بعضكم بعضًا كوكلاء صالحين على نعمة الله المتنوعة (1بط4: 10).

***

والآن اسمحوا أن أشارككم برسالة الأخت مايفل والتي كتبت تقول:

عزيزي الأخ عياد، بعد التحية

"أنا شابة مؤمنة ومتزوجة منذ حوالي 4 سنوات وإلى الآن لم يعطني الرب زرع بشر، بالرغم من أن كل زميلاتي من تزوجن بعدي صرن أمهات. صليت كثيرًا وما زلت أصلي. لكن المشكلة أن أحد المشيرين الذين لجأت إليهم أخبرني أنني أرث لعنة من آبائي أو أجدادي وينبغي علي أن أقدم توبة عن فساد عائلتي السابق لعل الله يسمع صلاتي.  أرجوكم مساعدتي، هل هذا الكلام له جذور كتابية؟ وماذا أعمل لكي يستجيب الله صلاتي ؟

                                                                        المحرومة والمعذبة مايفل

إذا كان لديكم مشاركة بخصوص مشكلة مايفل أو تساؤل أو استفسار في أي موضوع، يمكنكم مراسلتنا على البريد الإلكتروني  :   ayad.zarif@gmail.comأو على صفحتنا facebook/lawkontmakany        

                                                                               النعمة معك 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com