عدد رقم 1 لسنة 2016
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
المحار  


ينتمي لعائلة الرخويات، وهو عبارة عن حيوان بحري يعيش داخل قوقعة. هذا الحيوان البحري له قلب ذو ثلاث غرف، ودم عديم اللون وزوج من الكلى، بالإضافة إلى ثلاثة أجهزة رئيسية: الجهاز التنفسي، التناسلي والهضمي.

جميع المحار لها جنس محدد، إما ذكر أو أنثى.  ومع ذلك، يمكن للمحار أن يتغير بين الجنسين.  فحوالي 90 % من جميع المحار دون السنة من العمر يكونون ذكورًا، ولكن نحو 80 % من المحار بعد أكثر من سنة واحدة من العمر يكونون من الإناث، ويمكن للمحار أن يعيش نحو 20 عامًا أو أكثر، حتى أنه قد يغير جنسه ذهابًا وإيابًا عدة مرات خلال حياته.  

تخرج إناث المحار ملايين من البيض في الماء، حيث يحدث الإخصاب خارجيًا من الذكور، ويتغذى المحار عن طريق فلترة الماء.

ويُعرف المحار بقيمته الغذائية العالية، بحيث يحتوي على البروتين والكربوهيدرات والدهون.  حتى أن المعهد القومي للقلب والرئة اقترح المحار باعتباره الغذاء المثالي لإدراجها في النظام الغذائي منخفض الكوليسترول.  وهو مصدر ممتاز للفيتامينات أ، (ب1 الثيامين)، (ب2 ريبوفلافين)، (ب3 النياسين)، ج (حمض الأسكوربيك) ودال (كالسيفرول).  حتى أن تناول أربعة أو خمسة من المحار متوسط الحجم يوميًا، يكفي لإمداد الجسم بكل احتياجه اليومي من الحديد والنحاس واليود والمغنسيوم والكالسيوم والزنك والمنجنيز والفوسفور.

كل المحار تقريبًا يمكنه أن يكوِّن اللؤلؤ، ولكن ليست كل اللآلئ ذات قيمة.  ومحار اللؤلؤ يأتي من عائلة مختلفة عن عائلة المحار الصالح للأكل.  ينتج المحار اللؤلؤ عندما تدخل حبات الرمل أو غيرها من الأجسام الغريبة التي تسبب تهيج لجسم المحار في الداخل، في عملية شديدة الألم، فيقوم المحار بتحويط وتغليف هذه المواد المهيجة بـطبقات عديدة من مادة تسمى "عرق اللؤلؤ"، وهي عبارة عن مزيج من الكالسيوم والبروتين.  إلى أن تتحول الأجسام الغريبة إلى اللؤلؤ المعروف.  وبين كل 10,000 محار، هناك محار واحد فقط يحتوي على اللؤلؤ، وتعد لؤلؤة: ‘Beauty of Ocean’ هي الأغلى في العالم، حيث تقدر ب 139 مليون دولار في وقتنا الحالي، وهي موجودة حاليًا في الصين.

اللآلئ هي الأحجار الكريمة الوحيدة في العالم التي يتم استخراجها من حيوانات حية، يموت معظمها بعد استخراج اللؤلؤ، ويزال البعض الأخر على قيد الحياة حتى بعد استخراج اللؤلؤ.

ولعل المحار يكشف لنا جانبًا من طرق معاملات الخالق، فهو يتقن استخدام الآلام في تكوين لآلئ فريدة غالية القيمة.  وإن كانت قيمة اللؤلؤ تقدر بثمن، فإن المدح والكرامة والمجد التي يحصل عليه المؤمن المُجرَّب، عند استعلان يسوع المسيح، لا يمكن أن يقدر بأي ثمن.   والكنيسة مشبهة بلؤلؤة واحدة كثيرة الثمن، وجدها تاجر يطلب لآلئ حسنة، فمضى وباع كل ما له واشتراها.  لقد تكونت الكنيسة من خلال آلام المسيح الشديدة حتى الموت، وقد ضحى بنفسه لأجلها، وعلى قدر الثمن الكبير على قدر قيمة اللؤلؤة.

 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com