عدد رقم 5 لسنة 2015
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الحالة الأبدية  


«وقال الجالس على العرش: ها أنا أصنع كل شيء جديدًا» (رؤ21: 4، 5)

   تُرى الكنيسة في الحالة الأبدية باعتبارها المدينة المقدسة، أورشليم الجديدة النازلة من السماء.  فكما كان المسيح يقول دائمًا عبارة: «نزلت من السماء» (يو6)، هكذا نحن أيضًا صرنا سماويين (1كو15: 48).  وتُرى الكنيسة أيضًا باعتبارها عروسًا.  وبهذا فإننا في سفر الرؤيا نجد ثلاث صور مختلفة للكنيسة: منارة، وعروس، ومدينة.

   ففي الوقت الحاضر؛ في يوم البشر: هي منارة، بالارتباط بالعالم الذي تشهد له.  وبعد الاختطاف؛ في يوم المسيح: هي عروس، في علاقتها بالمسيح العريس الذي تسعد معه.  وفي الحالة الأبدية؛ في يوم الله: هي المدينة المقدسة التي لها ذات مجد الله، والتي تعلن لكل الخليقة مجده. 

   وستظل الكنيسة عروسًا طوال الأبدية كقول الرسول: «يحضرها لنفسه كنيسة مجيدة لا دنس فيها ولا غضن ولا شيء من مثل ذلك» (أف5: 27).  وتعبير أورشليم الجديدة يعني أنها ستظل بلمعانها ونضارتها طول الأبدية.

   ثم يكتب الرائي وصفًا مقتضبًا للأبدية، وفيه يحدثنا عن الجانب السلبي منها، أي عما لن يكون فيها.  وهي تختلف تمامًا عما هو الآن.  وإن كان مجد سليمان الملكي قد بهر ملكة سبأ فلم يبق فيها روح بعد، بل قالت: «هوذا النصف لم أُخبَر به»؛ فهل نظن أن أمجاد الابن وأمجاد الأبدية تدخل ضمن ما يخطر على البال؟!  وإن كان بولس لما صعد إلى الفردوس ورجع قال: إن ما رآه وسمعه ليس ضمن تعبيرات اللغة البشرية، فهل نتوقع أنه يمكن التعبير عن بيت الآب؟ إن كل ما كتبه يوحنا من وصف سلبي للأبدية، يُعتبر تلخيصًا لما في الحياة الحاضرة، وهي كلها من أعمال إبليس، الذي أُظهر ابن الله لكي ينقضها (1يو3: 8)، وهذه الأمور هي: الدموع، والموت، والحزن، والصراخ، والوجع، وهي لا تتوافق مع فكر الجالس على العرش.  لذلك قال الجالس على العرش: «ها أنا أصنع كل شيء جديدًا».  ولقد قاربت اللحظات التي ترى فيها عيوننا هذه كلها في السماوات الجديدة والأرض الجديدة التي يسكن فيها البر.    

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com