عدد رقم 5 لسنة 2015
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الجمل  


يُطلق عليه ”سفينة الصحراء“، ولعل السبب الرئيسي وراء تسميته بهذا الاسم هو مشيته المتمايلة المميَّزة، حيث أنه يقوم يتحريك رجله الخلفية والأمامية لنفس الجانب في وقت واحد، وهذه الحركة المتمايلة المنتظمة تُشبه حركة السفينة في البحر، حتى أن ركوب الجمل يصيب البعض بدوار البحر!

ولكن ليس هذا هو السبب الوحيد وراء هذه التسمية، فهو يعتبر سفينة معدة بإمكانيات مخصوصة لكي تناسب الصحراء، وسوف نعرض بعضًا منها:

·         يستطيع الجمل أن يسير لمدة 50 يوم دون أن يشرب ماء، فهو يستطيع تحمل فقد 25% من المياه، بعكس الحيوانات الأخرى التي تموت إذا فقدت 14% فقط من الماء. والسبب الرئيسي هو الشكل البيضاوي المميَّز لكرات الدم الحمراء الخاصة بالجمل، بحيث تستمر كرات الدم في التدفق والسريان في حالة الجفاف ولا تتكتَّل مثلما يحدث معنا.

 

·         عندما يجد الجمل ماء، فهو يشرب أكثر من 120 لتر في ربع ساعة فقط، دون أن يحدث له تسمم مياه – مثل الذي يحدث معنا. ويرجع السبب في هذا هو أيضًا كرات الدم الحمراء المميِّزة للجمل، فعندما تصل المياه للدورة الدموية، تنتفخ الكرات الحمراء ليصبح حجمها مرتين ونصف الحجم الطبيعي لها.

 

·         يملك الجمل وسادة واسعة من الدهون في أسفل قدميه، تعمل كعازل حراري لرمال الصحراء، كما أنها تمنع قدميه من الغرز في الرمال أثناء السير، بالإضافة إلى طبقة من الجلد السميك على الركبة والصدر تمكنه من النوم فوق الرمال الساخنة.

 

·         يوجد نوعان من الجمال، نوع به سنام واحد فوق ظهره وهو يوجد في إفريقيا ويمثل 90% من عدد الجمال، والنوع الآخر له سنامين وهو يوجد في آسيا ويمثل 10% فقط من عدد الجمال.  وسنام الجمل يقوم بتجميع وتخزين الدهون التي كان المفروض لها أن تكون منتشرة في الجسم كله، وهذا يقلل من العزل الحراري لجسم الجمل فلا يحتفظ طويلا بالحرارة العالية.

 

·         أما رأس الجمل فيُعد تحفة فنية، حيث تم تصميمها خصيصًا لحيوان يعيش في الصحراء، فلها حاجب كثيف سميك على عظام بارزة في الجبهة ليحمي العين من الشمس، كما أنها تحتوي على طبقة مزدوجة من الرموش الطويلة جدًا لحماية العين من الرمال والأتربة، بالإضافة لجفن ثالث يتحرك جانبيًا من الأمام للخلف، ويقوم بعمل ”مسَّاحة الزجاج“، إذ يقوم بتنظيف العين من الرمال، والغريب أن الجمل يستطيع الرؤية أثناء غلقه الجفن الثالث، مما يتيح له الاستمرار في السفر في العواصف الرملية الشديدة. بالإضافة إلى الشعر الكثيف الموجود في الأذن لحمايتها من الأتربة، وكذلك الموجود بفتحة الأنف للسبب ذاته بالإضافة إلى الاحتفاظ ببخار الماء أثناء عملية الزفير مما يقلل من فقده الماء.  بالإضافة إلى الطبقة الجلدية السميكة التي تبطن فمه، والتي تمكنه من مضغ النباتات الشوكية دون حدوث أي أذى له.

 

بعد هذه النظرة السريعة لبعض خصائص الجمل، لنا أن نعجب بهذا الإله الحكيم وحده، الذي يستطيع أن يبدع في كل ما تمتد له يديه، ونراه في رحمته يوفر للجمل كل ما يؤهله للحياة في هذه الظروف الصعبة، ألا نثق نحن في غناه الذي بحسبه يملأ كل احتياجنا لنعيش حياة ناجحة كما رسمها هو لنا؟!


© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com