فتاة صغيرة كانت تمشي يوميًا من
وإلى المدرسة. بالرغم من تقلب الطقس
وكثافة الغيوم في هذا الصباح، لكنها قامت برحلتها اليومية إلى المدرسة
الابتدائية. ومع تقدم الوقت إلى بعد
الظهر، هبّت الرياح إلى جانب البرق والرعد والمطر الغزير.
شعرت والدة الطفلة بالقلق على
ابنتها أثناء رجوعها للبيت من المدرسة، وخافت أن تؤذي العاصفة الرعدية صغيرتها.
وبينما الأم – بقلق شديد - تراقب
هدير البرق والرعد الذي يُشبه السيف المشتعل المتقلب الذي يشق السماء، أسرعت إلى
سيارتها، وقادتها في طريق مدرسة الطفلة. وفي
منتصف الطريق، رأت الأم طفلتها وهي تمشي جانبًا، ولاحظت أنه عند كل ومضة من البرق،
كانت الطفلة تقف ... وتنظر إلى أعلى ... وتبتسم ... ثم تواصل المسير في هدوء وثقة،
بخطوات ثابتة! تكرر البرق والأم تتبع
الطفلة، وهي في كل مرة تنظر إلى خط الضوء، وتبتسم.
قادت الأم السيارة بجانب الطفلة، وأنزلت
الزجاج ونادت عليها: ”ماذا تفعلين؟
لماذا تتوقفين؟“
أجابت الطفلة: ”أحاول أن أبدو
جميلة، فالله ما زال يلتقط صورًا لي“.
عزيزي: عندما تأتي العواصف في طريقك، ابتسم ... الصورة
تطلع حلوة.
*******
هذا ما حدث مع يوسف حرفيًا وهو يخدم في
بيت فوطيفار. فقد قيل عنه: «وكان يوسف حسن
الصورة وحسن المنظر» (تك39: 6). ليس
وهو مع أبيه مُتمتعًا بحضنه ومحبته، لابسًا القميص الملون (علامة الحُب والتميُّز)،
بل بعد أن تعرَّض لإعصار خطير، عصف به وحرمه من أبيه ومن أخيه الصغير بنيامين ومن
القميص الملون ومن البيت ومن الحرية. فقد
بيع يوسف عبدًا، آذوا بالقيد رجليه، وفي الحديد دخلت نفسه (مز105: 17، 18)، إذ أُنزل
إلى مصر، واشتراه فوطيفار، وكان يخدم في بيته.
لكنه بنفس راضية ووجهٍ بشوش، يعكس سلامًا داخليًا، تقبَّل الواقع الأليم
الذي سمحت به حكمة الله، واثقًا في صلاحه وأنه لا يُخطئ، ولم يفقد الثقة في
الأحلام والإعلان أنه سيملك ويتسلط. لقد
تعايش مع الحرمان وكان شاكرًا، ولم يحمل أية مرارة نحو الله.
بالمثل استفانوس وهو يواجه عداوة
وشراسة اليهود، كان وجهه كوجه ملاك (أع6: 15)، يعكس هدوءًا وسلامًا يفوق
الوصف والعقل، ذلك لأنه كان يرى السماوات مفتوحة، ويسوع قائم عن يمين الله. أما هم فحنقوا عليه وصروا بأسنانهم وهجموا عليه
بنفس واحدة ورجموه. أما هو فجثا على
ركبتيه وصرخ قائلاً: «يا رب لا تقم لهم هذه الخطية» (أع7: 54 – 60).
ليتنا نتقبل الإعصار بابتسام فهذا
سيكون مؤثرًا جدًا في حياة الآخرين.