عدد رقم 1 لسنة 2015
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
آتي أيضًا وآخذكم إليَّ  

(يو14: 3)

   يا لها من تعزية قوية عزَّى بها الرب أحباءه قبل أن يتركهم ويمضي إلى بيت الآب عبر الصليب.  وقد ملأ الحزن قلوبهم عندما شعروا أنه سيفترق عنهم ولن يروه أيضًا بالجسد على الأرض.  لذلك بدأ حديثه بالقول: «لا تضطرب قلوبكم»، مؤكدًا أنه سيأتي أيضًا ويأخذهم إليه، حتى حيث يكون هو سيكونون هم أيضًا، ولن يفترقوا عنه مرة أخرى.  ويا لها من مقابلة بديعة بين ذهابه ومجيئه: «أنا أمضي .. وإن مضيت .. آتي أيضًا»، فالأولى أساس الثانية.  إنه حتمًا سيأتي ليجمع خاصته ومفدييه إلى أقرب مكان لشخصه.  والفعل «آخذكم إليَّ» يعني الأخذ إلى علاقة حبية وطيدة وحميمة كما يأخذ العريس عروسه لنفسه.  وهي نفس الكلمة التي وردت في متى 1: 20 حيث قال الملاك ليوسف: «لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك».  فالعبارة التي شجع بها الرب أحباءه تتضمن أسمى أشواق المحبة بين المحب والمحبوبين.  وأخذ الرب عروسه إليه سيكون باستخلاصهم وفرزهم من بين الأموات والأحياء عند مجيئه دون أن يُفقد منهم أحدٌ.  وهذا المجيء سيكون حرفيًا ومنظورًا للمؤمنين وليس فقط يدركه الإيمان، والمقابلة ستتم في الهواء، أما العالم فلن يراه في الاختطاف.  فالرب سوف ينزل من السماء بهتاف الفرح والنصرة، ومعه رئيس الملائكة، وبوق الله.  وعندما يدوي صوت البوق سيُقام الأموات عديمي فساد ونحن نتغيَّر، ونُخطف جميعًا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب.  سيستعرض الرب قوته في إقامة الراقدين عبر آلاف السنين، بأجساد ممجدة، وتغيير الأحياء على صورة جسد مجد المسيح بحسب عمل استطاعته أن يخضع لنفسه كل شيء.  وستُختزل المسافات وملايين السنين الضوئية إلى مجرد لحظة وطرفة عين، لتبدأ أفراح المجد والسعادة الأبدية مع المسيح في بيت الآب، في موطن الخلود، حيث لا الدمع يسيل، لا ولا الموت يسود.

فيا كوكب الصبح متى تلوح، ونورك ينهي المساء .. فأكثر ممن يرقب الصباح عيوننا نحو السماء.

آمين تعال أيها الرب يسوع

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com