عدد رقم 1 لسنة 2015
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الدلافين  


هي حيوانات بالغة الذكاء، مرحة جدًّا، اجتماعية بشكل لا يصدق. كما أنها تعشق اللعب جدًّا. فهي تلعب بعضها مع بعض، كما أنها يمكنها أن تلعب مع حيوانات أخرى مثل الكلاب. وتمتاز الدلافين بالمحبة الشديدة للغير، ولهذا فهي معروفة بمساعدة البشر المصابين، برفعهم لسطح الماء لمساعدتهم على التنفس. ويمتد تعاطفهم أيضًا لحد مساعدتهم للحيتان. ليتنا نتعلم مساعدة الآخرين.

ولكن الدلافين لم تحصل على لقب ”أكثر الثدييات المائية المفضلة للبشر“ من فراغ، فبيئة المحيطات القاسية، تتطلب بعض المهارات الخطيرة. ونتيجة لذلك اكتسبت الدلافين بعض القدرات الفائقة، والتي لا تزال تدهش الباحثين حتى اليوم. وسوف نتناول القليل منها في إيجاز:

أولاً: عدم النوم

هي الكائنات الوحيدة التي يمكنها أن تظل مستيقظة دون أن يؤثر هذا على جهازها العصبي، فصغير الدولفين لا ينام في شهره الأول من الحياة، وهذا ما يفعله أبواه أيضًا. ويرجع السر في ذلك إلى قدرتهم على إيقاف نصف مخهم عن العمل بينما يظل النصف الآخر يعمل كل الوظائف، كأنهم يملكون مخين اثنين.  ليتنا نتعلم الصحو والسهر الروحي.

ثانيًا: الرؤية

تمتلك الدلافين أجهزة سونار، فهي تستخدم الموجات الصوتية لإدراك العالم من حولها، وهذا لا يعني أنها تحتاج إلى السونار لضعف البصر، ففي الواقع بصرهم أفضل من بصرنا بكثير، حيث أن لهم عينين، على جانبي الرأس تعطي لهم مدى رؤية بانورامية تشمل 300 درجة. ويمكنها أن ترى وراءها، بالإضافة إلى أن كل عين تتحرك بشكل مستقل عن الأخرى، حتى تنظر اتجاهين مختلفين في نفس الوقت. وهي تملك طبقة عاكسة من الخلايا وراء شبكية العين تسمى ”lucidem tapetem“، وهذا يساعدها على الرؤية بصورة جيدة في الإضاءة الخافتة. وترى الدلافين في الماء والهواء بنفس الكفاءة!!  ليت لنا العين البسيطة وبُعد النظر الروحي.

ثالثاً: التنفس

بما أن الدلافين من الثدييات، فهي تحتاج إلى الهواء لكي تتنفس، ولكن العجيب أنها تستطيع أن تمسك أنفاسها لمدة 12 دقيقة، حتى تغوص بعمق 550 متر تحت سطح الماء، ويرجع السبب في ذلك هو امتلاكهم رئتين عاليتين الكفاءة.

وهي تمتلك فتحة في أعلى الرأس للتنفس، فهي تأكل بفمها وتنفس من الفتحة العليا عندما تصبح على سطح الماء، وهذا يمنع دخول الماء إلى رئتين الدولفين أثناء الصيد، مما يحميها من خطر الغرق.

رابعًا: الجلد والجروح

بالرغم من أنه أسمك 20 مرة من جلد الإنسان، إلا أنه أكثر نعومة منه جدًا، وهو ينمو 9 مرات أسرع من جلدنا. ويتم استبدال طبقة كاملة من الجلد كل ساعتين. وهذا التجديد السريع للبشرة يساعد على إبقاء الدلافين ناعمة ونظيفة. كما أنها لا تشعر بألم حتى في الإصابات العميقة، وذلك بسبب إفرازها مسكنات تشبه المورفين التي تمكنها من ممارسة حياتها بشكل طبيعي.

والجدير بالذكر، أنه بالرغم من أن الدولفين هو صديق للإنسان، إلا أن الإنسان هو العدو الأول للدولفين. حتى أنه هو السبب الأول الذي يعرضه للانقراض. ويا له من شيء مؤسف أنه عندما نقارن بين الإنسان والحيوان، يظهر الحيوان أنبل بكثير من الإنسان. ولكن كم تظهر عظمة الله الذي استطاع أن يقابل حقارة الإنسان هذه، بل وكرهه الشديد له، بالحب غير المحدود، « لكن الله بيّن محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا» (رو5: 8).

                                  

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com