عدد رقم 4 لسنة 2016
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
خواطر عن المجد  


   ما يهم ويخص المسيح يهمني أيًا كان.  إن كان قلبي متعلقًا بالشخص الذي له كل الأمجاد القادمة، فإن لم أجده هو شخصيًا في المجد، فالمجد يصبح لا شيء بالنسبة لي.  صحيح إني سأذهب إلى السماء، ولكن ما يجعل السماء سماءً بالنسبة لي، أن المسيح نفسه هناك.  هناك شخص أنا ذاهب إليه، الشخص الذي أحببته على الأرض، سأكون معه في السماء.

   «هوذا يأتي مع السحاب ... وينوح عليه جميع قبائل الأرض» (رؤ1: 7).  هذا ليس عن الكنيسة.  لن أنوح عندما أرى المسيح.  كم سيلمع وجهي حين ألمحه لأول مرة.  لو لم تكن أشواقنا صحيحة نحوه، فلا يمكن أن تكون فكرة اختطافنا إليه مصدر سعادة لنا.  وهنا أسأل: هل هناك شيء يجعلك تتمنى لو أن  مجيء الرب يتأجل؟ هل هناك أية مشاعر، ولو طبيعية، قد حولت العين والقلب بعيدًا؟

   ألا نتوق حتى لمجرد أن نخلص من العالم؟ ألم يقل الرب لنا: «أنا أمضي لأعد لكم مكانًا» (يو14: 2)؟ لقد كان يعني أن العالم ليس مكانًا مريحًا يصلح لكم.  لا أستطيع أن أبقى معكم هنا حيث كل شيء مطبوع بالخطية والحزن، ولكن حين أُعد المكان لكم سآتي وآخذكم إليَّ حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا.

   إن كانت فكرة مجيء الرب ليأخذنا للمجد حاضرة في أذهاننا دائمًا، كم ستختلف الأمور! كم من أمور ستختفي، كم من أمور نتمسك بها سنرخيها، وكم من أحزان وهموم ستبدو كلا شيء. 

   بينما الكنيسة على الأرض فهي مسؤولة عن مجد رأسها الغائب هنا.  ومسؤوليتها هي أن حياة المسيح رأسها الذي في السماء، تظهر بقوة هنا على الأرض.  فكان يجب أن العالم يرى عمليًا في الكنيسة البر والمحبة المُطلقين، لأننا أصبحنا شركاء في قداسة الله، ونحن موضوع محبته.

   الكنيسة لم تعرف المسيح في الجسد مطلقًا.  المسيح الذي عرفته الكنيسة هو المسيح المرفوض من العالم، والذي قبلته السماء، ورفَّعه الله.  فيجب أن الكنيسة تحيا في انفصال عن العالم لتظهر موقف رأسها من العالم.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com