عدد رقم 5 لسنة 2016
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الأخطبوط  

هو أعجب مخلوق بحري، وأذكى الكائنات اللافقاريات على وجه الأرض، ينتمي لشعبة الرخويات، يحتوي على جسم طري، بدون هيكل عظمي، وله أيضًا فك قوي يشبه المنقار، ولسان يحتوي على أسنان تُمكِّنه من اختراق قواقع فريسته، ليقوم بحقن السم بداخلها وشلها ليتغذى عليها دون مقاومة.

يتكون من رأس بها عينان، يتفرع منها 8 أطراف، كان يُعتقد أنها 8 أذرع، ولكن الدراسات الأخيرة أظهرت أنها عبارة عن ستة أذرع وطرفان يعملان عمل الأرجل تُمكِّنه من السير على أرضية البحار وتدفعه أثناء العوم. يحمل كل طرف 240 ماصة مرتبة على شكل صفان في السطح السفلي من الطرف، وتتميز بالحساسية الشديدة، وتتجمع معظم الأعصاب في الأطراف وليس في الرأس، بحيث تحتوي الأطراف على 2/3 الأعصاب بينما تحتوي الرأس على 1/3 فقط، حتى أن الأذرع يمكنها استكشاف القواقع وفتحها في الوقت الذي ينهمك فيه الأخطبوط بعمل آخر تمامًا مثل استكشاف الكهوف والبحث فيها.

يحتوي على 3 قلوب واحد كبير واثنان صغيران، بحيث يقع القلبان الصغيران بجانب الخياشيم، ويقومان بنقل الدم الغني بالأكسجين للقلب الكبير الذي يقوم بدوره بتوزيع الدم على كل الجسم.

يتميز الأخطبوط بالذكاء وسرعة التعلم سواء من اختباراته الشخصية أو من مشاهدة زملائه، ويستطيع استخدام الأدوات واللعب بها، كما يمكنه لف غطاء برطمان لفتحه، وكل أخطبوط له خبراته الخاصة، حتى اعتقد البعض أن له شخصيته المتميزة.

يتمتع بقدرة عجيبة على التخفي، فهو يملك شبكة من الخلايا الملونة، والعضلات الخاصة التي تمكنه من تغيير لونه في 3/10 من الثانية ليشبه لون الأشياء المحيطة به وحتى نفس الملمس، حتى أن القرش وباقي الأسماك تسبح دون أن تلاحظه.

كما أنه يملك خط دفاع آخر في حال فشل الأول، فعند ملاحظته يقوم بإفراز سائل أسود معتم، يحجب رؤية المهاجم وتضعف حاسة الشم لديه بصورة مؤقتة، في الوقت الذي يقوم فيه الأخطبوط بدفع الماء وضخه من خلف رأسه ليسبح بسرعة 40 كم/ساعة، كما يُمكِّنه جسمه المرن من الدخول في الفتحات الصغيرة، حتى أنه يستطيع الدخول والخروج بأكمله من فوهة زجاجة الماء! وإذا فشلت كل محاولات الهروب السابقة، يمكن للأخطبوط أن يضحي بإحدى أذرعه في سبيل هروبه من قبضة المفترس، بحيث يتجدد هذا الذراع المفقود دون أن يسبب عاهة مستديمة.

التزاوج هو النهاية للأخطبوط، إذ يموت الذكور بعد تخصيب الإناث مباشرة، التي تموت بدورها بعد وضع البيض الذي يبلغ عدده من 200 إلى 400 ألف. ويتراوح عمر الأخطبوط من ستة أشهر إلى عشرة أعوام.

ولنا أن نتعلم الكثير من الأخطبوط، لعل الأهم هو تجنبه الدائم للمشاكل، فهو على استعداد أن يخسر أحد أطرافه على أن يدخل في مشاجرة قد يخسر فيها المزيد، وهذا يذكرنا بكلام الحكيم: «اَلذَّكِيُّ يُبْصِرُ الشَّرَّ فَيَتَوَارَى، وَالْحَمْقَى يَعْبُرُونَ فَيُعَاقَبُونَ» (أم22: 3).  ليتنا نحب هذا الدرس، فنحيد عن الشر، ونطلب السلامة ونسعى وراءها (مز34: 14).

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com