عدد رقم 5 لسنة 2016
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
حقوق الرب إذا كانت تعنينا  
    نستطيع أن نفهم حقوق الرب من سفري عزرا ونحميا.  فيُفتتح سفر عزرا بشعب الرب مسبيًا تحت حكم الفرس، ساكنين في أقطار خضعت قبلاً لملوك بابل، بينما مدينة أورشليم، التي وضع الله اسمه فيها كانت خرائب موحشة.  كان سور المدينة المقدسة منهدمًا، وحجارته الكريمة قد دُفنت تحت أنقاض المدينة.  في كل هذا نرى صورة لخضوع كنيسة الله في العهد الجديد للأنظمة البشرية التي تتسم بعدم تطبيق الحق الإلهي.  فلقرون طويلة ظل الحق الخاص بالاجتماع إلى اسم الرب (باعتباره رأس الجسد الكنيسة) مفقودًا، والمكان الذي وضع فيه اسمه، نظير أورشليم قديمًا، دمّرته وأخربته يد الأعداء.  أما الأسوار فهي تتكلم عن انفصال الأتقياء عن العالم، الأمر الذي كان يجب أن يجعل الكنيسة «جنة مُغلقة»، ولكنها صارت أسوارًا منهدمة، فعم الخراب بكل مظاهره، واندفن الحق تحت أنقاضه، حتى بدا وكأنه من المستحيل استرداده مرة أخرى.  وعندما يصير الحال هكذا فإن الانفصال إلى الرب يكون هو المبدأ الأساسي الذي عليه يقوم شعب الله.
   ولكن عين الله كانت تراقب من عليائه، وفي نعمته أقام شهادة لتلك الحقائق الثمينة التي طُرحت إلى الأرض.  والذي حدث في أيام عزرا كان ظلاً لتلك الحركة التي قادها الإيمان لأن تجعل حقوق الرب فوق كل شيء.  وهي عكس لاودكية التي تعني حقوق الشعب.
   عندما بنى نحميا السور ساء ذلك في أعين جيرانهم وأغضبهم.  وهذا هو بعينه ما يحدث في أيامنا وهو ذاتُه ما يُغري الكثيرين منا أن يتجنبوه حتى لا يوصفوا بالكبرياء والانغلاق والفريسية.  والرب يحتاج في هذه الأيام الأخيرة إلى أشخاص أمثال نحميا يواصلون جهادهم وموقفهم الثابت، مُستعدون لتحمّل الغضب والازدراء والتهديدات، فحقوق الرب عندهم هي فوق كل شيء.
  أقامت الحركة الفيلادلفية السور رغم مقاومة الآخرين، فكانت النتيجة أن جعل الرب أمامها بابًا مفتوحًا يتمثل في الحقائق الثمينة التي استعادوها من جهة ثبات مركز المؤمن وعدم هلاكه – وكشف النقاب عن سر اتحاد المسيح والكنيسة كرأس وجسد – والاجتماع إلى اسم الرب – وقيادة الروح القدس – وكهنوت جميع المؤمنين – وكسر الخبز بالمفهوم الكتابي الصحيح - والفرق بين إسرائيل والكنيسة – وتمييز التدابير المختلفة عن بعضها - والحق الخاص بمجيء الرب للاختطاف وتأثيره في تقديس القلب والحياة – وظهور المسيح بالمجد والقوة ليقيم ملكوته على الأرض.  لقد أقيمت الأسوار بواسطة الحقائق الكتابية، حقًا تلو الآخر، مصحوبة دائمًا بالتدريب العميق، وبمخاضٍ للنفس، في وسط مقاومات من الداخل ومن الخارج، فكانت هي أساسات السور الذي به تمجّد الله وبورك شعبه.

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com