عدد رقم 5 لسنة 2016
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
مجد الله في الكنيسة  

                           «له المجد في الكنيسة في المسيح يسوع إلى جميع أجيال دهر الدهور. آمين» (أف3: 21)

   إني أشكر الله من قلبي لأجل الذين يهتمون بالإتيان بالنفوس البعيدة، ولأجل كل فرصة ووسيلة تُستخدَم في خلاص النفوس، غير أن هنا أمر آخر أمامنا، وأعني به بيت الله الآن على الأرض.  «أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم» (1كو3: 16).  قد نجد غيرة على خلاص النفوس عند الكثيرين، ولكن قليلاً ما نجد من يهتمون بمجد المسيح في الكنيسة التي هي هيكل الله الآن.  وإن كانت النفوس غالية عند الله وعندنا، وبذل الجهد لرجوع النفوس إلى الله ضرورة كبيرة ومسؤولية خطيرة، إلا أن العمل في بناء هيكل الله، الذي هو كنيسة الله، لا يقل أهمية إن لم يزد أكثر، من خلاص النفوس في ذاته.  آه! مَن يُقدِّر في الزمان الحاضر مجد المسيح في الكنيسة؟ إنه أغلى شيء في نظر الله.  نحن لا نقصد أن يترك البعض اهتمامهم بخلاص النفوس ورجوعهم إلى الله، بل نقصد أن تكون لنا شركة مع جميع الذين يهتمون بمجد الرب أولاً فيما هم يعملون لأجل خلاص النفوس، أي الاهتمام بكنيسته.

   أيها الأحباء إن علينا مسؤولية خطيرة هي إظهار هذا الحق المختص بكنيسة الله، علينا أن نساعد كل مؤمن بالمسيح أن يعرف الأهمية العظمى التي يعطيها الله لمجد المسيح في كنيسته على الأرض، إذ أن هذا هو المكان الوحيد لسكنى الله بروحه وسط هذا العالم الحاضر الشرير.  ومهما كان الضعف والفشل الذي يعترينا، فإن مبدأ وجود بيت الله على الأرض هو موضوع اهتمامه البالغ، وهو يُسر بأن تخرج الشهادة العملية من هذا البيت، وفي هذا ما لا يقل سرورًا وفرحًا عنده عن رجوع الخطاة إليه، بل نقول إن كانت السماء تفرح بخاطئٍ واحدٍ يتوب، فإن الله نفسه ينظر بعين الرضى والسرور إلى عمل النعمة في قديسيه الذين يُقدِّرون الكنيسة على الأرض باعتبارها بيته.  كم يسر بأن يكون قديسوه سعداء.  وهذا الأمر لا يتأتى من مجرد التمتع بالخلاص وبركات الله والاكتفاء بها، ولكنه ينبع من افتخارنا بالله نفسه ومجده، ومن الشركة مع الآب ومع ابنه.  والشيء المؤكد أنه إذا كانت هذه هي حالتنا فإننا نهدف في سعينا هنا ليس فقط إلى أن يتمثل الناس بنا، بل أيضًا نسعى نحو إبراز الشهادة للآخرين فيما يختص بالله وبالمسيح في مجده في كنيسته. 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com