عدد رقم 5 لسنة 2016
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الحياة الناجحة  

«إله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني» (نح20:2).

   لا يوجد شخص في هذا العالم لا يريد أن يحيا الحياة الناجحة، فكل إنسان سوي يسعى لأن يكون ناجحًا.  وهذا هو فكر الله من جهتنا.  يقول الرسول: «لأن الله لم يعطنا روح الفشل» (2تي7:1)، ولذلك يا عزيزي القارئ أضع أمامك بعض الأفكار البسيطة التى تساعدك على أن تحيا حياة النجاح ليس الزمني فقط بل الروحي أيضًا كما يقول الرسول يوحنا: «أروم في كل شيء أن تكون ناجحًا وصحيحًا كما أن نفسك ناجحة» (3يو: 2).

1- النجاح يتطلب إعطاء الأولوية للرب في حياتك:

كان نحميا ساقيًا للملك، وهو مركز رفيع، لكنه لم يسمح لهذا المركز أن يشغله عن الله وشعب الله، ولا استخدم مركزه في خدمة مصالحه الشخصية، ولم يُصب بالغرور أو ينغمس في الشرور التي توجد في القصر، بل عاش في القصر الملكي معطيًا الأولوية لله ولشعب الله في حياته وتفكيره واهتمامه، لذلك عاش حياةً ناجحة.

2- النجاح يتطلب الإيمان الواثق في الله:

يخبرنا الروح القدس في رسالة العبرانيين أن «الإيمان هو الثقة بما يُرجى والإيقان بأمورٍ لا تُرى» (عب1:11)، والإيمان يعني الثقة والتسليم الكامل للرب، ودائمًا يُمتحَن بالتجارب.  وُضع أبو المؤمنين إبراهيم في امتحانات عديدة ونجح وأظهر إيمانًا فائقًا.  وأمام أصعب امتحان عندما طلب منه الله أن يأخذ ابنه الوحيد الذي انتظره 25 سنة، وأحبه وتعلقت نفسه به جدًا، ويذهب به إلى جبل المريا، وهناك يقدمه محرقة على أحد الجبال، كان هذا الأمر في غاية الصعوبة على نفسه.  لكنه أطاع صوت الرب، واثقًا أن الله قادر على أن يقيمه من الأموات، طالما قال له: «بإسحاق يُدعى لك نسل».  فبكَّر صباحًا وأخذ إسحاق كما قال له الرب، وذهب إلى جبل المريا ووضع إسحاق على المذبح، وأخذ السكين ليذبحه، وهناك سمع صوت الرب يمدح ويشهد عن هذا الإيمان العظيم قائلاً: «إبراهيم إبراهيم ... لا تمد يدك إلى الغلام ولا تفعل به شيئًا، لأني الآن علمت أنك خائف الله فلم تُمسك ابنك وحيدك عني» (تك11:22- 12)، وهكذا نجح في هذا الامتحان.

3- النجاح يتطلب الاعتراف بالخطية وتركها:

قال سليمان: «من يكتم خطاياه لا ينجح، ومن يقر بها ويتركها يُرحم» (أم 13:28).  لقد فعل داود الخطية وكتمها وظن أن لا أحد رأى.  لكن الله كان يرى كل شيء، وما عمله كان قبيحًا في عيني الرب، والأسوأ أنه كتمها ولم يعترف بها حتى جاءه ناثان النبي (2صم12).  وكان الاعتراف والتوبة الصادقة هما طريق البركة والنجاح في حياته، حتى لو دفع ثمنًا غاليًا نتيجة هذه الخطية، فإن الذي يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضًا. 

4- النجاح يتطلب التواضع:

جاءت الأخبار إلى نحميا وهو في القصر عن حالة الشعب المحزنة أن الشعب «في شر عظيم وعار، وسور أورشليم منهدم وأبوابها محروقة بالنار» (نح 3:1).  لم يكن نحميا في هذه الحالة التي كان فيها الشعب، لكنه عندما  صلى لم يُصلِ لأجل خطايا إسرائيل وشرورهم التي أخطأوا بها، لكنه أتحد نفسه مع إخوته، فقال للرب: «لتكن أذنك مصغية وعيناك مفتوحتين لتسمع صلاة عبدك الذي يصلي إليك الآن نهارًا وليلاً لأجل بني إسرائيل عبيدك، ويعترف بخطايا بني إسرائيل التي أخطأنا بها إليك، فإني أنا وبيت أبي قد أخطأنا، لقد أفسدنا أمامك ولم نحفظ الوصايا والفرائض والأحكام التى أمرت بها موسى عبدك» (نح 6:1-7).

5- النجاح يتطلب طاعة لوصايا الرب:

أمر الرب يشوع أن يحفظ الشريعة، وكرر عليه القول: «لا تمل عنها يمينًا ولا يسارًا لكى تُفلح (تنجح) حيثما تذهب» (يش 7:1)، فالنجاح يتطلب الدخول في دائرة مشيئة الله وطاعته، والحياة وفقًا للتعاليم الإلهية والإرشادات السماوية.  فلا يوجد نجاح لأي شخص لا يتمم إرادة الله في حياته، وكل طريق نسلكه بعيدًا عن مشيئة الله هو طريق فاشل.

6- النجاح يتطلب الابتعاد عن الشر والاقتراب إلى الله:

يتحدث داود عن الرجل الناجح في (مز1) إذ يقول: «كل ما يصنعه ينجح».

هذا الرجل الناجح تتوفر فيه عدة أوصاف منها:

أ)  لم يسلك في مشورة الأشرار

ب) في طريق الخطاة لم يقف

ج) في مجلس المستهزئين لم يجلس

د) لكن في ناموس الرب مسرته، وفي ناموسه يلهج نهارًا وليلاً (مز1:1-3).

فالنجاح الحقيقي مرتبط بترك الشر والالتصاق بالرب والتلذذ بكلمته.

7- النجاح يتطلب الجد والاجتهاد:

قال نحميا للشعب وهو يشجعهم ويحثهم على العمل المتواصل: «إن إله السماء يعطينا النجاح ونحن عبيده نقوم ونبني» (نح 20:2)، ثم قال للأعداء: «أنا عامل عملاً عظيمًا فلا أقدر أن أنزل، لماذا يُبطل العمل بينما أتركه وأنزل إليكما» (نح 3:6).  لقد كان نحميا رجلاً ناجحًا بحق فلقد حاول الأعداء إخماد شعلة الحماس الروحي التي يمتلكها إذ هددوه بالقتل، لكنه قال لهم: «أرجلٌ مثلي يهرب» (نح 11:6)؟! إن عمل الرب يتطلب شجاعة وإقدامًا، كما قال الرب ليشوع: «أما أمرتك، تشدد وتشجع، لا ترهب ولا ترتعب، لأن الرب إلهك معك حيثما تذهب» (يش 9:1).  


© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com