عدد رقم 5 لسنة 2016
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
لو كنت مكاني  

  أهلاً بكم أعزائي الشباب مع عددٍ جديد من بابكم "لو كنت مكاني"

في هذا العدد سوف نتعرف على رسالة وصلت إلينا من صديق المجلة ( شادي) الذي كتب قائلاً:

"أنا اسمى شادي، أحب الرب وأحرص دائمًا على تمجيده. لكن ما يؤرقني ويعكر صفاء حياتي دائمًا هو حياة الرخاوة الشديدة التي تجتاح المؤمنين، والانحراف عن المبادئ الكتابية التي تسلمناها وتعلمناها من كلمة الله ومن السابقين. أحيانًا كثيرة أجد نفسي مضطرًا إلى توبيخ الجميع من صغيرهم إلى كبيرهم، وأحيانًا أخرى يملأني شعور بالرغبة في ترك الجميع والانعزال والاكتفاء بشركتي مع الرب في المنزل، بعدما أصاب الجماعة التسيب والهزال. أرجوكم أفيدوني أي تصرف يجب عليَّ أن أفعله؟"   شادي  

وفور نشر رسالة صديقنا شادي على صفحتنا على Facebook  وردت إلينا عدة مشاركات من أصدقائنا سنورد بعضًا منها الآن:

مايكل عفت: " أنا أحييك علي أمانتك في هذه الأيام التي نعيش فيها والتى تماثل أيام القضاة حيث كل واحد يفعل ما يحسن في عينيه، وحابب أقولك إن الأمانة في هذه الأيام هي أمانة فردية.  لكنني لا أوافقك على فكرة الانعزال عن الاجتماع لئلا يضربك الشيطان وتظن أنك أنت الوحيد الأمين وكل الجماعة منحرفة كما ظن إيليا في يومه. أرجوك صلي  كثيرًا ولا تخشى على الكنيسة لأن رأسها المسيح في وسطها وهو ينقيها".

إيفا رمسيس: "أخي العزيز شادي.  لقد وضعك الرب مع مجموعة مؤمنين وبكل تأكيد لك دور، وإن كان إبليس نجح في هذه الأيام في إبعاد المؤمنين عن الحق فعلينا أن نطلب معونة الرب لتغييرنا وتغيير إخوتنا وليس التوبيخ أو الانعزال عنهم.  إنك في الصلاة سترى إخوتك في المسيح، وأنهم لا يزالون غاليين في عينيه".

ريمون جوزيف: عندي بعض المشاعر شعرت بها عند قراءة هذا الكلام ألخصها فى بعض النقاط:
أولاً: كلنا في الموازين إلى فوق بما فيهم أنت.
ثانيًا: الكتاب يقول: "لاحظ نفسك والتعليم".
ثالثًا: كان إيليا متوهمًا نفس التوهم أن جميع من حوله في حالة انحدار وخراب لكن رد الرب صدمه عندما قال: «أبقيت لنفسي سبعة آلاف رجل لم يحنوا ركبة لبعل».  الفكره مش مفيش أمناء الفكره إن عيني مش شايفه كل المشهد.
رابعًا: ليس كل خروج عن النمط الروحي الذي تتبعه يُعد انحرافًا، ليس كل إبداع بدعه.  فالنمط الروحى ليس وحيًا، وإن كان الحق الكتابي وحيًا لا يجوز الفصال فيه أو عليه.
خامسًا: العزلة ليست حلاً لأن العزلة عن جسد المسيح حتى لو الجسد هزيل وضعيف تُعد موتًا، كما أن فصل أحد أعضائي عمليًا، لأن باقي جسدي مريض، سيميت هذا العضو ويميت باقي الجسد.
سادسًا: الكتاب ينصحنا بالنظر إلى أنفسنا (ناظرًا إلى نفسك)، وينصحنا بالنظر إلى المسيح وتثبيت النظر عليه.
سابعًا: الشركة مع الرب تدفعني إلى الشركة مع المؤمنين، لأن علاقتي بالرأس تُترجم في علاقتي بباقي الأعضاء.

زكي حزقيال: "أخي شادي، لندرب أنفسنا بتثبيت النظر على الرب، ولنرفع عيوننا من على من هم من حولنا حتى من على أنفسنا.  ولنحرص على المواظبة على التلاقي مع الرب في الاجتماعات الروحية حيث سأجد هناك آخرين يدعون الرب من قلب نقي، وأيضًا سنجد الرب مهتمًا بجسده يقوته ويربيه".

سامية شحاتة: "أخي شادي، أود أن أحيي فيك محبتك للرب وحرصك على تمجيده.  نعم إن الحزن والانكسار على أمور الله لهو شيء مقدس فيه نشارك الرب شخصيًا مشاعره، ولكن احذر أخي من تقييمك أو حكمك لأننا جميعًا قاصرون ومعرضون للضعف والفشل والسقوط.  ثم من أعلمك بكل مايعانيه إخوتك حتى من صراع روحي وألم على حالتهم.  نحن لا نعرف أن نسبر أغوار قلوب الآخرين، ثم إذا كان حكمك صحيحًا لن يقودك الحزن الصحيح إلا إلى ما هو إيجابي، ألا وهو الصلاة والصوم وتشجيع الآخرين ووضع نفسك في مكانهم كأنك أنت المخطئ وليس هم.  لقد وصفت حالة إخوتك بالرخاوة، والرخاوة في حد ذاتها ليست شرًا بعينه ولكنها ضعف.  فأين أنت من تدعيم الهمم ورفع معنويات الآخرين روحيًا .. فأنت تحب سيدًا رائعًا، فهل جربت أن تنقله إليهم وعرفت النتيجة؟ أما الانحراف عن المبادئ الكتابية التي تسلمناها وتعلمناها من الله .. فأنت تحتاج للعودة إلي دراستها مع إخوتك ومناقشتها بتأني وهدوء وضمير صالح، وبالتالي سوف تكتشف أن إخوتك يحبون كلمة الله نظيرك وربما تجد فقط أن بعض المبادئ طبقت دون قصد بشكل جامد، نحن لا نريد أن نتخلى عنه وتقولبنا داخله.  وبالتأكيد أنك لست الوحيد الذي تريد أن تمجد الرب بل هناك العديد من الأتقياء الذين لا تراهم".

يوسف عبدالله: عندي لشادي ولمثله أربع نصائح من الرسالة الثانية لتيموثاوس (رسالة الأيام الأخيرة)
١- لاتفشل : ٢تي١: ٧ «لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ».
٢- استند علي نعمة الله : ٢تي٢: ١ «فَتَقَوَّ أَنْتَ يَا ابْنِي بِالنِّعْمَةِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ».
٣-اثبت : ٢تي٣: ١٤ «وَأَمَّا أَنْتَ فَاثْبُتْ عَلَى مَا تَعَلَّمْتَ وَأَيْقَنْتَ، عَارِفًا مِمَّنْ تَعَلَّمْتَ».
4-استمر في خدمتك: 2تي٤: ٢ «اكْرِزْ بِالْكَلِمَةِ. اعْكُفْ عَلَى ذلِكَ فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ. وَبِّخِ، انْتَهِرْ، عِظْ بِكُلِّ أَنَاةٍ وَتَعْلِيمٍ».

والآن أخي المحبوب شادي دعنى أهمس في أذنيك ببعض الكلمات التى أرجو أن تساعدك على تجاوز الأزمة هذه.  وسأوجز كلامي معك في ثلاث نقاط هامة وهي:

1-  اعلم     2- احذر     3- اذهب

أولاً: اعلم  

عليك أن تعلم يا صديقي شادي أن هناك شيئًا رائعًا كاملاً غاليًا على قلب الله، كلَّفه الكثير جدًا في تأسيسه ويستحوز على كل عواطفه ومشاعره وتقديره.  هذا الشيء هو الكنيسة، جسد المسيح.  "كَمَا اخْتَارَنَا فِيهِ قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، لِنَكُونَ قِدِّيسِينَ وَبِلاَ لَوْمٍ قُدَّامَهُ فِي الْمَحَبَّةِ" (أف1 : 4).  وهذا الكمال الذي تراه عين الله في الكنيسة جسد المسيح، مرتبط بالمقام والمركز الذي حصلته لها النعمة وحدها وضمنه لها شخص المسيح، الرأس في السماء، الذي هو مستودع كل بركات الله.  هذا المقام والمركز لا يتأثر بسقطات وإخفاقات وإهمال المؤمنين وهم سائرون في رحلة تغربهم في العالم، بل هو محفوظٌ بوجود المسيح هناك في يمين العظمة (عب9 : 24).

ثانيًا: احذر

دعنا نعترف يا شادي أن الحالة العملية للمؤمنين، ولا سيما في الأيام الأخيرة متدنية جدًا، فهناك فارق كبير بين مركزهم الكامل كما تراه عين الله في المسيح، وما هم عليه سلوكيًا وعمليًا في هذا العالم.  يقول الكتاب في مثل العذارى: "نعسن جميعهن ونمن" (مت25: 5) حتى المؤمنين الحقيقيين، وهذا ما سبب لك الحيرة والعثرة.  لكن ما أريد أن أحذرك منه عزيزي شادي هو " العين الفريسية".  فعين التقي لا ترى المؤمنين إلا كما يراهم الله، كصفوف الله الحي، حتى وإن كانت حالتهم في ضعف وانهزام (1صم17: 26).  فإن رأيت في إخوتك جمالاً فعليك أن تعظم النعمة التي صنعت من تراب الأرض قديسين وأفاضل.  وإن رأيت فيهم عيوبًا لا تعزل نفسك عنهم بفريسية قائلاً: "أنا لست مثل باقي الناس" (لو18: 11).

ثالثًا: اذهب

أخي المحبوب شادي.  عليك أن تعلم أنك تملك زاوية رؤية واحدة صغيرة ولا ترى كل الصورة، فحتى لو كان تقييمك للوضع أن الكل في حالة خراب وتخلى عن التقوى وترك محضر الرب، ربما يكون رد الرب عليك أن هناك زاوية رؤية أخرى لا تراها أنت، أبقى الرب فيها ألاف الركب التى لم تتنجس بالسجود لغير الرب (1مل19: 18).  لذلك عليك بالذهاب إلى الرب لأجل إخوتك وبالذهاب إلى إخوتك لأجل الرب، كما كان يفعل موسى رجل الله.

فاذهب إلى الرب في المخدع باكيًا لأجل إخوتك، متحدًا نفسك معهم ومعترفًا بالحالة، طالبًا للمراحم رافعًا يديك لأجلهم دائمًا (دا9: 7).  ثم عليك بالذهاب إلى إخوتك لأجل الرب، أي لا يكون غرضك هو تغيير حالة إخوتك ليكونوا مثلك فليس عند الله نسخًا مكررة، ولا يكن ذهابك لإخوتك لتصفية حسابات شخصية بدوافع غير نقية، ولا يكن ذهابك إلى إخوتك لفرض الرأي عليهم لصناعة تابعين لفكرك، بل ليكن ذهابك إلى إخوتك لأجل الرب، للتوجيه وغسل الأرجل والتنقية لكى يؤهلوا للشركة مع الرب، ويعيشوا مكرسين له، ويعملوا دائمًا رضاه، ويبحثوا عن مشيئته، فيرى فيهم من تعب نفسه ويشبع.  وفي كل هذا لتكن ناظرًا إلى نفسك لئلا تُجرب أنت أيضًا (غل6 :1).

***

والآن اسمحوا لي أن أعرض عليكم رسالة أخرى وصلتنا من القارئة ( و. ر. د)

"الأخ الفاضل عياد ظريف

عندي مشكلة كبرى تنغص حياتي، أنا من إحدى قرى الصعيد، ما زلت أدرس في المرحلة الثانوية.  وأنا وكل أسرتي مؤمنين.  تقدم لي عريس يكبرني بحوالي 12 سنة ويعمل في إحدى الدول العربية، وتمت موافقة أهلي عليه، وأنا غير موافقة لأني لا أعرفه وغير متأكدة من إيمانه.  ماذا أعمل؟

      إذا كان لديكم مشاركة بخصوص رسالة " و. ر. د"  أو تساؤل أو استفسار في أي موضوع، يمكنكم مراسلتنا على البريد الإلكتروني:   ayad.zarif@gmail.com أو على صفحتنا  facebook/lawkontmakany       


 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com