عدد رقم 3 لسنة 2017
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الدب القطبي  

ليس فقط أضخم وأطول فصائل الدببة، بل هو أضخم حيوان آكل للحوم على وجه الأرض، فطول الذكر البالغ يصل 3 متر عندما يقف على رجليه الخلفيتين، وقد يبلغ وزن الذكر 680 كجم، بينما تزن الأنثى نصف وزن الذكر.

على الرغم من لونه الأبيض، إلا أن جلده في الواقع أسود اللون، ليحتفظ بالحرارة، أما الفرو الخاص به فهو عبارة عن أنابيب مجوفة شفافة مليئة بالهواء، ولكن يظهر اللون الأبيض نتيجة انعكاس الضوء المرئي. يملك الدب طبقة من الدهن تبلغ 10 سم تحت جلده، مما تساعده على الاحتفاظ بحرارة جسمه، وتمثل احتياطي غذائي في حالة عدم توفر الغذاء، كما تساعده أيضًا على الطفو في المياه أثناء السباحة، حيث أنه يقضي معظم الوقت في المياه. يمكن للدب القطبي أن يسبح لمسافة 100 كم متواصلاً للبحث عن الطعام، حيث تمثل الفقمة (حيوان برمائي يشبه كلب البحر)غذاءه الأساسي، وتصل سرعته في الماء 10كم/ ساعة، بينما تصل سرعته على الأرض 40كم/ ساعة. يمتاز بحاسة شم قوية بحيث تمكنه من شم رائحة الفقمة على الثلج من على بعد 32 كم. حيث يصطاد فريسة ويأكلها كل 4 أو 5 أيام. يفضل الدب الراحة لمدة 20 ساعة يوميًا في الأيام التي لا يصطاد فيها.

تبدأ الأنثى في وضع الصغار عند سن من أربع لخمس سنوات، وفي الغالب تضع مولودين في المرة، تربيهما في كهف تحفره في الثلج، وفي حين أن الدببة القطبية لا تقوم بالبيات الشتوي، إلا أن الأم تظل في الكهف مع صغارها فترة الشتاء كله دون أن تأكل الأم أو تشرب أي شيء. يولد الرضيع صغيرًا للغاية في حجم الفأر، بلا فرو ولا يستطيع الرؤية، فيعتمد على الأم كلية في الدفئ والإطعام.  ويصل حجم الصغير لحجم الرجل البالغ في غضون عام واحد، إذا توفر له الغذاء المناسب.

على الرغم من عدم وجود أي أعداء طبيعية له، إلا أن العثور على الغذاء أصبح صعبًا بسبب التغيرات المناخية. وأصبح عدد الدببة القطبية حوالي 30 ألف فقط على مستوى العالم، مما دفع الولايات المتحدة في عام 2008 لإدراج الدببة القطبية ضمن قائمة الحيوانات المهددة بالانقراض.

والدببة شرسة بطبعها، ولكن تزيد شراستها بدرجة كبيرة في حال تعرض صغارها للأذى، مما يعطيها المرتبة الأولى في الشراسة على الحيوانات كافة في هذه الحالة.  ولقد ورددت الدببه دائمًا في الكتاب رمزًا للشراسة (1صم17: 34)، (دا7: 5)، إلا أن الحكيم في سفر الأمثال يستخدمها بطريقة مختلفة، إذ يفضلها في شراستها عن الجاهل، قائلاً: «لِيُصَادِفِ الإِنْسَانَ دُبَّةٌ ثَكُولٌ وَلاَ جَاهِلٌ فِي حَمَاقَتِهِ» (أم 17: 12). ليعطنا الرب حكمة لنتعلم كيف نتصرف من الكتاب، فينطبق علينا القول «اَلذَّكِيُّ يُبْصِرُ الشَّرَّ فَيَتَوَارَى، وَالْحَمْقَى يَعْبُرُونَ فَيُعَاقَبُونَ» (أم22: 3)

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com