عدد رقم 3 لسنة 2017
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
كنيسة فيلادلفيا (1) (رؤ3: 7 – 13)  

(القرن الثامن عشر والتاسع عشر)

ظهور حركة الإخوة والنهضة الكتابية

   ما زلنا نتحدث عن الكنيسة كمنارة مسؤولة عن الشهادة للمسيح أمام العالم الذي رفض المسيح، حيث تمر تاريخيًا ونبويًا بسبعة أدوار (رؤ2، 3).  وقد سبقت الإشارة إلى أن الأربع كنائس الأخيرة تظهر بالتتابع وتستمر معًا إلى مجيء الرب.  وقد رأينا أن ثياتيرا في الدور الرابع تمثل النظام الديني البابوي في العصور الوسطى المظلمة حتى فجر الإصلاح وتستمر للنهاية، وساردس في الدور الخامس تمثل النظام البروتستانتي في المسيحية بعد رحيل رجال الإصلاح الأتقياء، حيث توقف نشاط الروح القدس، واستُبدل بنظام شكلي أجوف يخلو من الحياة، وتستمر أيضًا للنهاية.  أما فيلادلفيا في الدور السادس فتمثل حالة أدبية يتسم بها أفراد، وليست نظامًا كنسيًا، ظهرت وتستمر إلى مجيء الرب.  وكذلك لاودكية في الدور السابع والأخير.  مع الفارق أن فيلادلفيا تمثل أعلى قمة وأسمى حالة روحية في السبع الكنائس حظيت بسرور الرب ومدحه، بينما تمثل لاودكية أحط وأدنى حالة وصلت إليها المسيحية، حيث أعلن الرب أنه مزمع أن يتقيأها من فمه. 

   بعد أن ساد الموت الروحي في ساردس، أقام الرب أشخاصًا أمناء عمل فيهم روح الله في القرن الثامن عشر، أشهرهم يوحنا وسلي وجورج هويتفيلد في إنجلترا، وكانوا مخلصين وأمناء وغيورين على العمل التبشيري، حتى في الهواء الطلق عندما أُغلقت في وجوههم أبواب الكنائس.  وكانت النفوس متعطشة لسماع كلمة الله، وقد وصل عدد الذين كانوا يحتشدون ليسمعوا البشارة إلى عشرين ألف شخص في بعض الأحيان، وكانت هذه بداية النهضة.  وتأسست كنائس الميثودست، وبعدها قامت النهضة المعمدانية في إنجلترا وأمريكا.  وقد رجع كثيرون إلى الرب وأحبوا الكلمة، وخرجت عدة إرساليات إلى أماكن كثيرة في العالم.  ولكن هذه الحركات لم تستمر بنفس القوة وكانت تحمل الطابع الطائفي، ولم تصل إلى كل الحق الخاص بكنيسة الله.

   وفي القرن التاسع عشر عمل روح الله نهضة عظيمة مباركة، كانت هي الألمع في تاريخ الكنيسة كله، إذ نبه أرواح عدد من الأشخاص الأتقياء، وأنار أذهانهم لمعرفة الحق الخاص بالكنيسة كما أعلنه الرسول بولس، واصطدموا بالأنظمة الكنسية التي كانوا يشغلون فيها مراكز عالية، والتي لم تقبل أي تغيير.  ودون علم أو اتفاق كان روح الله يعمل في هؤلاء الأفراد، كلٌّ على حِدة، ويقودهم شيئًا فشيئًا إلى مزيد من النور والفهم للحق، فإن سبيل الصديقين كنور مشرق يتزايد وينير إلى النهار الكامل.

   هذه البقية استشعرت الخراب الذي ملأ البيت الكبير (المسيحية ككل)، وشعروا أنه لا أمل في الإصلاح الكلي والرجوع إلى مبادئ كلمة الله، فلم يكن أمامهم سوى الانفصال إلى الرب كالمركز الوحيد، بعيدًا عن كل الأنظمة التي صنعها الناس، والعودة إلى ما كوَّنه الروح القدس في البداية، أي جسد واحد على الأرض يرتبط برأس واحد في المجد بواسطة الروح الواحد.  كذلك أنار الرب أذهانهم في فهم النبوات وتمييز التدابير والفرق بين إسرائيل والكنيسة، ورجاء مجيء الرب كالعريس للكنيسة، وأحداث ما بعد الاختطاف حتى الحالة البدية.  كل هذا النور وصل إلى هذه الجماعة القليلة التي فتح الرب لها أبوابًا في الكلمة والتعليم والتبشير والإرساليات، وانتشر الحق بشكل مذهل في ذلك العصر ليشمل كل أوربا وأمريكا وأفريقيا والشرق الأوسط وغيرها في كل العالم.

   ففي شتاء عام 1827، اجتمع أربعة إخوة في صباح الأحد ليكسروا خبزًا حسب كلمة الرب، وهم داربي وكرونن وبللت وهتشنسون، وعقدوا أول اجتماع لهم في منزل هتشنسون في مدينة دبلن، بعيدًا عن الكنائس النظامية، في بساطة الاجتماع إلى اسم الرب، معترفين بحضوره وسيادته وقيادة الروح القدس في وسطهم.  وقد انضم إليهم الكثيرون بعد ذلك من الذين اقتنعوا بالحق، وكانوا يبشرون بالإنجيل الكامل بوضوح وقوة.  وراحوا يقدمون الحق التعليمي العملي في صورة نبذ ومقالات وكتب على نطاق واسع.  ونتج عن تلك الحركة أن كثيرين أدركوا استحالة ممارسة الحق وتطبيقه في كنائسهم النظامية والتقليدية التي تتجاهل فصولاً كاملة من كلمة الله، وتفسر فصولاً أخرى تفسيرًا مخالفًا لفكر الله للحفاظ على النظام والعقيدة الطائفية.  فلجأوا إلى الانفصال عن هذه الطوائف والتحرر من قيودها ليجتمعوا إلى الرب كالمركز والرأس، للعبادة بحرية الروح الذي يقود ويستخدم من يشاء.  وهذا الحق واضح على صفحات الكتاب مثل: (2كو6: 14 - 18؛ رؤ18: 4؛ إش1: 16؛ إر15: 19).  نعم يقول الكتاب: «إذا أخرجت الثمين من المرذول فمثل فمي تكون.  هم يرجعون إليك وأنت لا ترجع إليهم».  وبناء على ذلك قرر الإخوة الأوائل أن ينفصلوا ويخضعوا لسلطان كلمة الرب وحدها وليس لسلطان الكنائس النظامية.  وكل من كان يحضر اجتماعات الإخوة التي انتشرت في كل ربوع المملكة المتحدة (إنجلترا، ويلز، أيرلندا، سكوتلاندا)، كان يندهش لرؤية مئات من الأشخاص يجتمعون معًا بدون قائد منظور أو خادم مرسوم، ومع ذلك فلا فوضى ولا ارتباك، بل كل شيء بلياقة وبحسب ترتيب.  لقد استشعروا بركة حضور الرب في الوسط وحلاوة قيادة الروح القدس للمجتمعين، والذي يقدم الطعام في حينه.

   وفي الفترة ما بين عامي 1828 – 1868 أذيعت كلمة الله بصورة عجيبة تشهد بعمل روح الله في النفوس.  فكانت تُذاع في الهواء الطلق وفي الخيام التبشيرية وفي القطارات وفي الصالات العامة وفي الكنائس وفي المسارح وفي الملاعب وحلقات السباق.  وقد انتشرت مطبوعات الإخوة في تلك الفترة لتمثل ثُلث مطبوعات أوربا في جميع التخصصات.  وقد استخدم الرب خادمه الأمين يوحنا نلسون داربي (1800 – 1882)، والذي كان عَلمًا من أعلام النهضة الفيلادلفية، في ترجمة الكتاب المقدس كله من العبرية واليونانية إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية، وتعتبر ترجماته هي أدق ترجمات في العالم.  بالإضافة إلى أنه شرح الحق الكتابي من التكوين إلى الرؤيا سواء من خلال عظاته التي جُمعتْ وطُبعتْ، أو في كتبه ومقالاته، وخطاباته، والمجلات الدورية التي أصدرها، في حوالي 57 مُجلد (تعليمي وتفسيري ونبوي وعملي وتبشيري وجدلي، وما يتضمن ملاحظات وتعليقات وأسئلة وأجوبة.  ثم ملخص أسفار الكتاب المقدس التي تمثل خلاصة فكره في آخر أيامه).  كذلك استخدم الرب آخرين معه مثل وليم كلي وبللت وجرانت وهوكنج وماكنتوش ودينيت وغيرهم من الأفاضل الذين عاصروا هذه النهضة المباركة.  

****

   نعود إلى خطاب الروح لملاك كنيسة فيلادلفيا.  ومع أن الخطاب موجه إلى ملاك الكنيسة من حيث المدح والوعد والتحريض، إلا أننا نرى أن حالة الجماعة متطابقة مع حالة الملاك.

   في البداية نجد الصفات التي يقدم بها الرب نفسه لهذه الكنيسة: «هذا يقوله القدوس الحق الذي له مفتاح داود، الذي يفتح ولا أحد يغلق، ويغلق ولا أحد يفتح» (رؤ3: 7).  هنا نجد الرب كما هو في ذاته من حيث الصفات الأدبية التي ينبغي أن تظهر في شعبه لينالوا رضاه ومديحه.  القدوس في مواجهة الشرور الأدبية، الحق في مواجهة الشرور التعليمية، الذي له مفتاح داود، أي الذي له سلطة الحكم والإدارة (إش22: 22)، في مواجهة الشر الكنسي والرئاسات البشرية التي لا تحترم رئاسة الرب ومركزه كالرأس للجسد.  قد يبدو بسبب كثرة التشويش وصمت السماء كأن الرب غير مبالٍ بما يحدث في الأوساط الكنسية والأنظمة البشرية التي استبعدته وما عادت تحترم كلمته.  لكنه في الحقيقة لا يتنازل عن حقه إطلاقًا، فهو لا يزال وحده «الذي له مفتاح داود، والذي يفتح ولا أحد يغلق، ويغلق ولا أحد يفتح».

   وفي حياتنا واختباراتنا العملية قد نظن أن الأمور متروكة في يد الإنسان، وهو الذي يتحكم في المصائر، فيفتح أو يغلق حسب استحسانه.  لكن هذا غير صحيح، فالله سيظل وحده مَن له الكلمة الأخيرة، وصاحب السلطان في السماء والأرض قائلاً: «رأيي يقوم وأفعل كل مسرتي» (إش46: 10)، ويا لها من تعزية!

   وحتى في مجالات الخدمة ليس على الخادم أن يفتح بابًا مغلقًا، وإذا كان الرب قد فتح الباب فهو يستريح بهدوء وسلام ويثق أنه لا يقدر أحد أن يغلقه.

   «أنا عارف أعمالك.  هنذا قد جعلت أمامك بابًا مفتوحًا ولا يستطيع أحد أن يغلقه.  لأن لك قوة يسيرة وقد حفظت كلمتي ولم تنكر اسمي» (رؤ3: 8).

   وهنا تبرز الصفات الأدبية التي تُميز هذه الجماعة أو الأفراد وسط الجماعة.  كلمة «أنا عارف أعمالك» تُذكرنا بأنه لا شيء يفلت من عينيه الفاحصتين، وهي حقيقة تملأ القلب بالخوف المُقدس.  وهنا في فيلادلفيا كما في نشيد الأنشاد قد أتى الرب إلى جنته ليأكل ثمره النفيس (نش4: 16).  وربما لأول وهلة لا تبدو هذه الصفات التي ذكرها الرب مُبهرة وجذابة، لكنها هي التي تُسر وتُبهج قلبه.  ولنتذكر أنه ليس ما يمدحه الناس هو المُزكى عند الله، وأن ما ينبغي أن نسعى إليه هو أن نحظى برضى الرب ومدحه، وليس أن نرضي الناس أو نرضي أنفسنا.  ويمكننا أن نرى ما الذي كان يسر الرب في هذه الجماعة على النحو التالي:

1-  معنى اسم ”فيلادلفيا“ هو ”المحبة الأخوية“.  وكانت هذه الجماعة تتميز بمحبة صادقة عديمة الرياء، محبة إلهية سماوية المصدر والنوع، انسكبت فيهم بالروح القدس، محبة ربطت قلوبهم كأعضاء الجسد الواحد، محبة لا تتعلق بالمصالح والأغراض الجسدية، محبة تتعب وتضحي وتعطي بسرور ولا تطلب ما لنفسها، محبة تشعر باحتياجات الآخرين وتسرع للمشاركة فيها، محبة تصنع الخير للجميع، محبة تغفر ولا تعود تذكر، محبة لا تتفاخر ولا تنتفخ، محبة لا تظن السوء، محبة تصدق كل شيء وترجو كل شيء، تحتمل كل شيء وتصبر على كل شيء.  لكن أيضًا هذه المحبة مرتبطة بالبر.

2-  حياة القداسة العملية التي تناسب القدوس.

3-  التمسك بالحق والتعليم الصحيح والدفاع عنه.

4-  احترام رئاسة الرب وسلطانه في كنيسته.

5-  القوة اليسيرة.  هذه الجماعة لم يكن فيها ادعاء أو تظاهر بالقوة والأعمال الخارقة والآيات أو المواهب المعجزية.  لم تبحث عما كان في يوم الخمسين في عصر الكنيسة الأولى.  عرفت أن هذا العصر قد مضى منذ زمن طويل ولن يعود.  ليس لأن الله الذي عمل قديمًا قد تغير، بل لأن الوضع التدبيري هو الذي تغير.  وحتى في العهد القديم فإن مجد مملكة إسرائيل في بدايتها أيام داود وسليمان اختلف تمامًا عن أيام إسرائيل قبل السبي.  كذلك أيام موسى ويشوع اختلفت تمامًا عن أيام عزرا ونحميا.  والله قد أكد ذلك للبقية عندما قال: «لا بالقدرة ولا بالقوة (أي أن الله سيعمل ليس بالآيات والقوات المعجزية مثل أيام موسى ويشوع)، بل بروحي قال رب الجنود» (زك4: 6).  وأشار إلى أن يوم البقية هو يوم الأمور الصغيرة، ولكن «مَن ازدرى بيوم الأمور الصغيرة»؟! (زك4: 10).  كذلك قنع المؤمنون في عصر فيلادلفيا بأنهم بقية وسط المجموع الذي فسد.  فبالنظر إلى تواجدهم بالتزامن مع ثياتيرا وساردس كنظامين في المسيحية يمثلان الأغلبية، فهم بقية قليلة وضعيفة تتميز بالتقوى والطاعة والاتضاع.  إن الإنسان بالطبيعة، حتى في وسط المؤمنين، يميل إلى مظاهر القوة والأعداد الكبيرة والأنشطة المبهرة والأماكن الفخمة، ويرفض فكرة البقية التي تعيش وتخدم باستتار وليس لها اشتهار.  وبالأسف فإن ثقافة الميديا حولنا تثبت هذا الفكر.  هذه هي روح العالم في كل التاريخ.  ونحن نتذكر ما قاله إخوة الرب الذين لم يكونوا يؤمنون به: «اظهر نفسك للعالم» (يو7: 4).  لكن الرب قط لم يتجاوب مع هذا الفكر، وقط لم يبحث عن الشهرة ولم يطلب مجد نفسه، بل مجد الذي أرسله.  وعلينا أن نتعلم من هذا الخطاب لهذه الجماعة التي حظيت بسرور الرب ونالت المدح من فمه، ولم يوجه لها كلمة لوم واحدة، أنه في داخل هذه الحالة لا يمكن أن يوجد أكثر من «قوة يسيرة».

6-  «وقد حفظت كلمتي»: هذه هي الميزة البارزة التي دائمًا تُسر الرب.  فهذه الجماعة القليلة أحبت الكلمة وحفظتها ككنز ثمين، وابتهجت بها كمن وجد غنيمة وافرة (مز119: 162).  إنهم نظير إرميا في زمن الخراب الذي قال: «وجد كلامك فأكلته، فكان كلامك لي للفرح ولبهجة قلبي» (إر15: 16).  كانوا يقدرون الكلمة ويحفظونها في قلب جيد ويثمرون بالصبر.  عكفوا على دراستها وأحبوها، والرب فتح ذهنهم ليفهموا الكتب.  عاشوا بها وخضعوا لسلطانها فشكَّلت حياتهم.  الكلمة كانت بالنسبة لهم هي الغذاء والماء والدواء، والمرآة والنور والنار، والمطرقة والمنطقة والسيف، والتعزية والمشورة والتشجيع.  هذا ما ميزهم في ذلك العصر.  لقد قال الرب يسوع: «إن أحبني أحد يحفظ كلامي (كلمتي)، ويحبه أبي، وإليه نأتي وعنده نصنع منزلاً» (يو14: 23).  وتعبير «كلمتي» يعني خلاصة فكره ورغباته. 

7-  «ولم تنكر اسمي»:  الاسم هو التعبير عن شخص المسيح، ويتضمن كل الحق المرتبط به من جهة شخصه (لاهوته وناسوته) وعمله وسلطانه.  فهم كانوا يُقدرون هذا الاسم، ويجتمعون إليه كالمركز الوحيد.  لقد انجذبوا إليه وأحبوه، ولم يصنعوا لأنفسهم اسمًا، ولا ساروا وراء اسم آخر.  إن هذا الاسم الكريم قد ارتبط به: الخلاص (أع4: 12)، غفران الخطايا (1يو2: 12)، التبرير (1كو6: 11)، رفع الصلوات والطلبات (يو16: 23)، اجتماع الكنيسة (مت18: 20)، رد النفس (مز23: 3).  ونلاحظ أن الكلام يأتي هنا في صيغة سلبية «لم تنكر اسمي».  ولا شك أنه لم يكن أمرًا زهيدًا في عيني الرب أن يوجد في وسط الانحدار والتنازل عن الحق، وفي مشهد الارتداد والتحول إلى الأنظمة البشرية وتسلط الإكليروس، أولئك الذين كانوا كجماعة يحفظون كلمته ولا ينكرون اسمه.  إن البقية في إسرائيل في زمن أخآب قد وُصفت بذات الطريقة «لم يحنوا ركبة لبعل» (رو11: 4)، والبقية في أيام ملاخي كانوا يفكرون في اسمه (ملا3: 16).  إن كلمة ”مسيحي“ تعني أن الشخص ينتمي عمليًا للمسيح ويصبح تحت سيادته، أما الارتباط والانتساب إلى طائفة أو نظام بشري فهو إنكار لاسم المسيح واعتراف باسم الطائفة.  والكنيسة هي عروس المسيح وقد شرفها بأن تحمل اسمه وتعلن انتماءها إليه.  أما أن تطلق على نفسها أي اسم آخر فهو إنكار لاسمه المهيب، كما تفعل أي زوجة إذا اتخذت لنفسها اسم شخص آخر بدل زوجها وسمت نفسها به.  وهنا فيلادلفيا لم تعرف اسمًا آخر سوى اسم المسيح الذي ارتبطت به وتعيش وفية وأمينة له.

8-  «قد جعلت أمامك بابًا مفتوحًا ولا يستطيع أحد أن يغلقه»:  هذا يتضمن أنه حيثما وجدت هذه الحالة المسرة لقلب الرب، فإنه حتمًا سيفتح لهم بابًا للخدمة والشهادة الناجحة وربح النفوس، سيفتح أبوابًا لاكتشاف أعماق جديدة في الكلمة، سيفتح أبوابًا في الصلاة، وسيفتح أماكن لم يصلها نور الإنجيل.  وسيحفظ هذه الأبواب مفتوحة مهما حاولت المجهودات المعادية أن تغلقها.  هكذا كان الأمر في أثناء خدمة الرب الشخصية في وسط إسرائيل.  فظاهريًا لم تكن له سوى قوة يسيرة، وقد صُلب من ضعف، وقد عاش بكل كلمة تخرج من فم الله، وبالطبع لم ينكر اسم أبيه، وبالرغم من عداوة الإنسان وهياج الشيطان، فقد كان أمامه الباب المفتوح الذي فتحه له البواب (يو10).

وللحديث بقية إذا شاء الرب

                                                                                  

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com