عدد رقم 1 لسنة 2017
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
اذهب إلى المسبيين  

   «وقال لي يا ابن آدم .. امض اذهب إلى المسبيين إلى بني شعبك وكلمهم ... فجئت إلى المسبيين عند تل أبيب الساكنين عند نهر خابور، وحيث سكنوا هناك، سكنت سبعة أيام متحيرًا في وسطهم» (حز3: 10-15).

   دعوة للذهاب: ألزم الرب عبده حزقيال بالذهاب إلى المسبيين الساكنين عند نهر خابور، لكي ينذرهم كرقيب للرجوع عن شرورهم، إن سمعوا أو امتنعوا، وهذه كانت مهمة شاقة بالنسبة لحزقيال لأنهم شعب متمرد! فكان لزامًا على حزقيال أن يتحد نفسه بهم، لأن كلمة خابور تأتي بمعنى" متحد- ارتباط"،  فجاء وسكن في وسطهم.

   فإن أردنا أن يستخدمنا الرب في رد المسبيين روحيًا خطاة كانوا أم مؤمنين، علينا أن نصل إليهم حيث هم، ونشترك معهم في ظروفهم، ونحمل أثقالهم.  وفي هذا قال بولس: «اذكروا المقيدين كأنكم مقيدون معهم والمذلين كأنكم أنتم أيضًا في الجسد» (عب13: 3).

   سُبي لوط إذ كان ساكنًا في سدوم وفقد أملاكه وسلامه وحريته.  لكننا نجد أبرام العبراني لما سمع بذلك جر غلمانه المتمرنين واسترجع لوطًا أخاه، فالمحبة التي كانت في قلب أبرام ألزمته بذلك (تك14).  ترى ما هو موقفنا تجاه مؤمن سباه العالم؟

   إن الرب يسوع هو النموذج الأمثل في هذا الأمر، فقد أعلن في عظته في الناصرة أنه مُسح لكي ينادي للمسبيين بالعتق (إش61: 1، لو4: 18 )، لهذا اتحد نفسه بهم، فنقرأ: «ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع نفسه أيضًا» (لو3: 21)، وفي خدمته اتحد نفسه بأذل الغنم والمساكين خاصة في الجليل المُحتقر، وفي نهاية حياته على الأرض مات فوق الصليب نائبًا وبديلاً عن البشر أجمعين!

   ولقد سلك بولس في ذات الدرب، فنسمعه يقول: «فصرت لليهود كيهودي .. وللذين تحت الناموس كأني تحت الناموس .. وللذين بلا ناموس كأني بلا ناموس .. صرت للضعفاء كضعيف .. صرت للكل كل شيء لأخلص على كل حال قومًا» (1كو9: 19-22)، لقد وصل بولس للجميع لكي يربح قومًا منهم للمسيح.

   إخوتي الأحباء، إن كثيرين لا يزالون في السبي الآن، فهل ذهبنا إليهم؟ لقد اشتاقت العروس إلى النزول إلى القرى رغم ما في القرى من مشقات في الخدمة،  لكنها تدعو حبيبها: «تعال يا حبيبي لنخرج إلى الحقل ولنبت في القرى» (نش7: 11).  لقد أدركت ضعفها تجاه الخدمة في هذه الأماكن، فرغبت في صحبة حبيبها معها، ليت شعارنا في كل خدمة نقوم بها: «اقبل واذهب مع عبيدك» (2مل6: 3).

     تشجيعات: كان حزقيال يحتاج إلى تدعيم إلهي- وكذلك نحن أيضًا - لكي يقوم بتلك المهمة، عندما أرسله الرب إلى المسبيين، لهذا يمكن أن نجد في الأصحاح الثالث من سفره عدة تشجيعات وهي كتبت لأجلنا أيضًا:

1- كلمة الرب: «كُلْ هذا الدرج .. اطعم بطنك واملأ جوفك .. وكلمهم بكلامي» (حز3: 1-4).  كان على حزقيال قبل تبليغ الآخرين بكلمة الله، أن يتغذى هو أولاً بها، أن تصبح جزءًا من كيانه، فيشعر المخدومون بقوتها وقدرتها على الإقناع.

   إن الكلمة الإلهية تزودنا بالقوة الروحية في خدمتنا، وتسندنا بالمواعيد العظمى والثمينة وتولد فينا أشواقًا روحية مقدسة، بل وغيرة صحيحة تجاه الذين سباهم الشيطان والعالم، ليتنا لا نكف عن اللهج في كلمته ليلاً ونهارًا.

2- روح الرب: «فحملني الروح وأخذني..» (ع14،24).  الروح القدس هو المرشد والقائد لنا في خدمتنا، فهل نخضع ذواتنا له؟

   إن ملاك الرب قد أمر فيلبس بالذهاب إلى البرية وهناك حثه الروح القدس: «تقدم ورافق هذه المركبة»، فأطاع، فكانت النتيجة خلاص الخصي الحبشي (أع8، قارن أيضًا أع16: 6، 7، 8).

3- مجد الرب: «فسمعت خلفي صوت رعد (زلزلة) عظيم مبارك مجد الرب في مكانه».  أظهر الرب مجده لحزقيال لكي يشجعه قبل الذهاب إلى الشعب المتمرد وكأنه يريد أن يقول له: لا تخف يا حزقيال، فإن لم يقبلوا كلمتي، فإني سوف أتمجد بطريقتي.

   لقد أبى فرعون أن يطلق الشعب في البداية، لكن هذا أدى إلى تمجيد الرب ليس في مصر فقط، بل سمعت كل شعوب الأراضي بقدرة الرب (خر15).  ليتنا نصلي دائمًا: «ليس لنا يا رب ليس لنا لكن لاسمك أعط مجدًا من أجل رحمتك من أجل أمانتك» (مز115: 1).

4- يد الرب: «ويد الرب كانت شديدة عليَّ» (ع14،22).  لقد احتاج حزقيال لتعضيد يد الرب له ونحن أيضًا نحتاج لذلك، وكأنه يقول: «لتكن يدك معي»، وهذا ما اختبره الرجال القبرسيون والقيروانيون الذين بشروا بالرب يسوع وكانت يد الرب معهم، فآمن عدد كثير ورجعوا إلى الرب (أعمال11: 19-21).

   أطاع حزقيال دعوة الرب وذهب إلى المسبيين، فماذا عني وعنك؟ هل لبينا الدعوة؟  ليتنا نذهب الآن قبل فوات الأوان.

كم أناسٍ يبحثــــون      

عن طريقٍ للنجاة!

من  شرورٍ   مُهلكاتٍ

ستُدمرُ    الحـياة

أفيك رغبـــــةٌ       

أن يلتقـوا  بـيَ؟

إليـك نعمتــــي     

(وأتِ بهم لـيَ)

 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com