عدد رقم 1 لسنة 2017
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الضفدع  

هو حيوان بر مائي، يعتبر من أعجب الكائنات لما يتمتع به من خصائص غريبة. هناك 5000 نوع تقريبًا من الضفادع، لكل منهم صوته المُميز، وبفضل الجيوب الصوتية التي يمتلكها الذكر أسفل فمه يمكن للصوت أن يسمع على بعد أكثر من كيلومتر! يتراوح وزن الضفدع من 50 جم إلى 4,5 كجم، ويتراوح عمره في المعتاد من 5 إلى 10 سنوات. له أربعة أرجل، الخلفيتان أطول من الأماميتان، إذ تمكنه رجلاه الخلفيتان من القفز 20 مرة طول جسمه، وهذا يشبه إنسانًا يقفز على ارتفاع الطابق الثاني عشر!

الضفدع يغير جلده أسبوعيًا. ويمتاز جلد الضفدع بخاصية نفاذ الماء والهواء خلاله، وهذا هو سبب بلل اليد عند مسك الضفدع. ولكن هذه الخاصية في الجلد تغنيه عن شرب الماء، فهو لا يشرب أبدًا الماء بفمه بل يأخذ ما يحتاجه من الماء والأكسجين من جلده. ولهذا لا يستطيع الضفدع  الحياة في مياه البحار المالحة أو المياه الملوثة. وعلى الرغم من قدرته على الحياة على الأرض، إلا أنه لا يستطيع الابتعاد عن المياه طويلاً لئلا يتعرض للجفاف. ويتميز الضفدع الزجاجي “Glass frog” عن غيره من الضفادع، إذ يمتلك جلدًا شفافًا تمامًا يبين الأعضاء الداخلية، حتى أنه يظهر بوضوح انقباضات القلب والمعدة.

يستطيع الضفدع أن يرى أمامه وجانبيه وأعلاه في نفس الوقت، ولكنه لا يميز الألوان.  ويلتصق لسانه العضلي اللزج بفمه من الأمام وليس الخلف، مما يعطيه طولاً أكبر يمكنه من اصطياد فريسته وجذبها لفمه. وخلف عينيه تقع أذنه التي تسمى ”طبلة“، فإذا كانت الطبلة أكبر من العينين فهذا يعني أن الضفدع ذكر، بينما إذا كانت أصغر فهذا معناه أنها أنثى.

وللضفادع طرق غريبة في الانجاب، فضفدع السورينام “Surinam toad” تضع 100 بيضة، وتوزعهم على ظهرها، وينتفخ الجلد حول البيض حتى ينغرز فيه. وبعد 12 إلى 20 أسبوع تبرز الضفادع الصغيرة مخترقة الغشاء الذي يغطي ظهر الأم. بينما يمتلك ضفدع داروين Darwin’s frog” طريقة أخرى، فبمجرد أن يفقس البيض، يقوم الذكر ببلع الصغار، ويحتفظ بهم لمدة 60 يوم في جيوبه الصوتية، ثم يقوم بعملية تشبه السعال، يخرج فيها صغار الضفادع بعد اكتمال نموهم.

يتكلم الكتاب المقدس عن الضفادع بطريقة سلبية وهي ترمز للنجاسة، فلم تذكر إلا في موقفي قضاء. الأول في الضربة الثانية على مصر(خر8: 2)، حيث دخلت الضفادع ”على السرير، وفي التنانير، والمعاجن وحتى مخادع الملوك“ (خر8: 3، مز105: 30). ولنا أن نتخيل حجم المأساة من هذا الكائن اللزج، حتى وصفها آساف «وَضَفَادِعَ فَأَفْسَدَتْهُمْ» (مز78: 45). وذكرت المرة الثانية والأخيرة في مشهد أبشع كثيرًا وذلك في الجام السادس (رؤ16: 13، 14). ويصفهم أنهم أرواح نجسة وأرواح شياطين تعمل عملها الرديء على كل المسكونة، فتقودهم للذبح والهلاك الحرفي. والجميل أن كلا الضربتين لم تصيبا شعب الله، فلنا نحن أن نطوب أنفسنا إذ لا ننتظر غضبًا أو هلاكًا، بل ننتظر عريسنا الحبيب الذي سينقذنا من الغضب الآتي (1تس1: 10).

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com