«أنا آتي سريعًا» .. هذه آخر كلمات لربنا يسوع
نطق بها في السماء وسجلها الرسول يوحنا.
ونتذكر أنه كان «في الروح في يوم الرب» في منفاه في جزيرة بطمس، وكتب
قائلاً: «سمعت ورائي صوتًا عظيمًا كصوت بوق» (رؤ1: 10)، وكان هو صوت ابن الله،
كصوت مياه كثيرة، لطيفًا قويًا جليلاً.
ومرة أخرى في ذلك المنفى يسمع الرسول هذا
الصوت، وحينئذٍ يكتب قائلاً: «بعد هذا نظرت وإذا باب مفتوح في السماء، والصوت
الأول الذي سمعته كبوق يتكلم معي قائلاً: اصعد إلى هنا فأريك ما لا بد أن يصير بعد
هذا» (رؤ4: 1).
لقد انفتحت السماء وسمع الصوت يقول: «اصعد إلى
هنا». وهذا يُذكرنا بإعلان آخر من إعلانات
روح الله بواسطة الرسول بولس، حيث نجد هتافًا وصوت بوق يدويان معًا: «لأن الرب
نفسه بهتاف وصوت رئيس ملائكة وبوق الله، سوف ينزل من السماء، والأموات في المسيح
سيقومون أولاً. ثم نحن الأحياء الباقين
سنُخطف جميعًا معهم في السحب لملاقاة الرب في الهواء. وهكذا نكون كل حين مع الرب» (1تس4: 16، 17).
هذا هو الصوت الذي تتوق الكنيسة إلى سماعه: إنه
صوت حبيبها، الذي يدعوها إلى نفسه. هذا
الصوت سيرن مع صوت رئيس الملائكة وصوت بوق الله كأنشودة موسيقية من أناشيد النعمة
”اصعدوا إلى هنا ... تعالوا معي حيث أنا ... انظروا مجدي“. هذا هو الصوت المرتقَب.
إنه الصوت الذي تُشتَهى نغمته أكثر من أي نغمة
أخرى بواسطة ربوات القديسين، صوت ذاك الذي وعد قائلاً: «أنا آتي سريعًا». وسينطلق ذلك الصوت قريبًا مدويًا حاملاً
الرسالة الحلوة الجذابة: ”اصعدوا إلى هنا“.
آمين،
أسرع أيها الرب يسوع وعجِّل بذلك اليوم السعيد.