كان أحد رجال الأعمال في غرب إنجلترا قد اضطر
بسبب عمله أن يقيم في مدينة صغيرة مخصصة لإقامة مصانع الحديد في جنوب ويلز. وفي تلك المدينة أقام رجل الأعمال هذا مصنعه،
لتشكيل الحديد بمطارق جبارة تعمل بالبخار. وتصل المطارق في وزنها إلى عدة أطنان، لتقطيع
الكتل الضخمة من الحديد المُحمَّى، والتي كانت من ثقلها تُزعزع الأرض تحتها كلما
نزلت المطارق على الحديد.
وأما سكان هذه المدينة الصغيرة، فقد اعتادوا
على الصوت المستمر لضجيج المصانع التي لا تتوقف عن العمل ليلاً ونهارًا. وبالرغم من الضربات الثقيلة لهذه المطارق، غير
أن الرجال والنساء والأطفال اعتادوا النوم في الليل دون ارتباك من هذه الأصوات. ولكن لم يكن الأمر كذلك بالنسبة لرجل الأعمال
المشار إليه.
فضجيج هذه المطارق الثقيلة انتزعت من جفونه أي
أمل في النوم. واضطر أن يرتب نفسه لينام
خارج هذه المدينة.
وذات ليلة حدث عطل مفاجئ في إحدى الماكينات
فتوقفت فجأة ضربات المطارق البخارية، فاستيقظت المدينة كلها تقريبًا.
إن هذا يذكرنا بحالة الجماهير من النفوس
الغالية في يومنا الحاضر. فبينما مطارق
الإنجيل مستمرة في العمل وتحذر الملايين من الدينونة العتيدة على كل من يرفض
المسيح ويحتقر محبته، فإن الآلاف تظل نائمة بالرغم من أصوات الإنجيل ونداءات
النعمة. ومهما نزلت تلك المطارق الثقيلة
فهم غافلون. «أليست هكذا كلمتي كنار، يقول
الرب، وكمطرقة تُحطم الصخر؟» (إر23: 29).
ولكن سوف يأتي الوقت عندما يُدعى العاملون في
الإنجيل للخروج من هذا العالم بحسب نداء سيدهم في لحظة الاختطاف، وستتوقف مطارق
إنجيل نعمة الله ومجده، ولن يُسمع صوتها بعد.
وعندئذ يستيقظ الغافلون الذين قسوا قلوبهم، وسيُسمع في طول البلاد وعرضها،
من المسيحيين بالاسم، هذه الصرخة المُرة: «يا سيد يا سيد افتح لنا» (مت 25:
11). ووأسفاه على هذا اليوم!
عزيزي .. تذكر أنه سيأتي اليوم الذي يستيقظ
فيه الجميع، فإن لم تستيقظ الآن، فإنك ستستيقظ حتمًا في يوم الدينونة الأبدية بعد
فوات الأوان. وبعد دينونة العرش العظيم
الأبيض ستُطرح في بحيرة النار. وهناك
ستتذكر كل أصوات مطارق الإنجيل التي كانت تتكلم إلى قلبك المتمرد، وكل رسائل
النعمة التي لاحقتك في زمان أناة الله وصبره.