عدد رقم 1 لسنة 2014
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
الذين ينتظرونه  


«سيظهر ثانية بلا خطية للخلاص للذين ينتظرونه» (عب28:9)

«الذين ينتظرونه»، ما أجمل هذه العبارة! فنحن لا ننتظر الموت ولو أنه نصيب الناس المشترك.  فالمسيح قد أبطل الموت بالنسبة لنا ونزع شوكته.  والموت الآن بالنسبة للمؤمن «هو ربح»، ويُطلق عليه كلمة جديدة مختلفة هي «الراقدون بيسوع».  فإن دعانا الرب هذه الليلة أيها الأحباء، وإن وضع يده علينا وأنامنا هذا المساء، هل من رُعب في هذا الرقاد، هل من شوكة، وهل من خوف البتة؟ نحن على استعداد أن نذهب إلى سيدنا الآن وأن نضطجع بين ذراعيه في هدوء وسلام.

   ولكن ليس هذا هو الرجاء الموضوع أمامنا، لكننا ننتظره هو كالمخلص من السماء.  ننتظر استعلانه «للذين ينتظرونه»، سيظهر مرة ثانية، بلا خطية «للخلاص».

   لقد ظهر مرة في اتضاع كرجل الأوجاع، ولم يكن سوى الإيمان يستطيع أن يخترق حُجب ذلك الستار الخارجي ويرى الأمجاد المختبئة وراءه.  ظهر ليكون ذبيحة خطية، ليُبطل الخطية بذبيحة نفسه.  ونحن ننتظره لكي يظهر ثانية بمجده وقوته بلا خطية.  نعم، فلا علاقة له بالخطية الآن، بل سيظهر ليُخلص منتظريه.

   نعم، إننا الآن ننتظر ابنه من السماء! فليس هناك فرح، أو رجاء، أو نصرة للمؤمن يمكن مقارنتها بذلك الهتاف البهيج الذي سيدوي من كل قلب، ونحن نصعد إلى دوائر نوره ومجده العجيب لنكون كل حين معه.  عندئذ سيستكمل الخلاص معناه الكامل.  فهو ليس خلاص النفس الذي حصلنا عليه الآن، وليس الإنقاذ بنعمته من عبودية الخطية، وليس تعضيدنا في مختلف ظروفنا وتجاربنا في طريق غربتنا وسياحتنا هنا.  ولكن خلاصه الكامل عندما تتم مقاصد محبته من جهتنا إذ يأتي لاختطافنا، عندما يغير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده، بحسب عمل استطاعته أن يخضع لنفسه كل شيء (في21:3).

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com