عدد رقم 1 لسنة 2014
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
المقدسات  

   المقدسات يُقصد بها كل ما يخص الله القدوس، وقد أودعه ليد الانسان لامتحان طاعته وسلوكه بمحاذاة طبيعة قداسته، ووفق مقتضياتها البارة والطاهرة، حتى أنه قد غدا المساس بها من جانب الإنسان شرًا يستوجب الإدانة من قبل الله.  وليس هذا فكرًا مرتبطًا بتدبير دون آخر ولكنه حق يتمشى في غاية الوفاق مع مقتضيات سياسة الله من جهة شعبه الذين ائتمنهم عليها. ومن أمثلة هذه المقدسات في تدبيرنا الحاضر: التقدير للاجتماع إلى اسم الرب، التصرف في كنيسة الله، والعبادة والسجود، مائدة الرب، والخدمة والشهادة للمسيح أمام العالم، وما إلى ذلك.

   ومن مطالعتنا لأسفار العهد القديم والجديد يمكننا معرفة هذا الحق وملاحظته بصورة لا ينقصها الدليل ولا يعوزها البرهان، لذا لزم الحرص ووجب التقدير من جانب القديسين في كل العصور لمقدسات الله، ووجب التحذير والتحريض بأكثر من صورة وأسلوب من جانب الله لنا حتى لا نتهاون بل نقدر خطورة التعامل مع إله قدوس. 

   وفي هذه السلسلة من المقالات سنتناول بنعمة إلهنا مجموعة من التحريضات الكتابية المسجلة على صفحات الوحي من جهة هذه الأمور، مع التطبيق علينا نحن الذين انتهت إلينا أواخر الدهور. 

   ولكن بداية دعونا نضع أيدينا على أصل الداء ومنبعه الذي يجعلنا نهوي ساقطين في هذه الهوة المخيفة والتي تجلب علينا التأديب الأبوي والقضاء الإلهي، إنه الجسد الفاسد والذي يمتلئ برغبة حب الظهور والرياء والبغضة والحسد والأنانية، حتى أنه لا يمانع أبدًا في أن يستغل أمور الله ومقدساته لتحقيق أهدافه، وسيتضح لنا ذلك جليًا من خلال ما سيأتي من تأملات في مواقف حقيقية مسجلة على صفحات الوحي كتبت لإنذارنا ولتعليمنا إذ تضع أمامنا الحقيقة عارية من أي مبالغة وزيف. 

   فيا عزيزي القارئ علينا أن لا نأتمن الجسد حين يفرض نفسه بميوله الرديئة ليجعل نفوسنا تتهاون وتستخف بمقدسات الله والتي يجب أن تكون موضع تقدير ووقار.  ليت قلوبنا تمتلئ استقامة ومهابة لله ولا تأخذنا الجرأة الزائدة لننطق بما لا يليق في حضرته أو نتسرع مندفعين نحو عمل شيء من استحساننا ونحن حول اسمه الكريم، كما لو كنا نظير عزة نسند التابوت، أو نظير شاول نقدم الذبيحة، بل ليعطنا الرب القوة لكبح جماح طبيعتنا معتمدين على قوة ومعونة الروح القدس، ومقدرين أموره حق قدرها لسرور قلب الله أبينا حتى نتمتع برضاه المستقر علينا في المسيح يسوع الذي له كل المجد.                                                        

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com