عدد رقم 3 لسنة 2014
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
لو كنت مكاني  
أهلاً بكم أعزائي الشباب مع عددٍ جديد من بابكم "لو كنت مكاني"
في هذا العدد سوف نناقش مشكلة وردتنا من صديق المجلة ( نادر) والذي كتب قائلاً:
"أنا اسمي نادر، سني20 سنة، وأدرس في السنة الثالثة بكلية الهندسة قسم اتصالات.  أنا أكبر إخوتي فلي أخٌ وأختان.  سمح الرب لي أن أنشأ نشأةً صعبة.  فأبي كان قاسيًا جدًا في تعامله معنا وحادًا جدًا في طباعه، ويعامل أمي معاملة خشنة ويبكيها دائمًا ولا يهتم بنا، وهذا كله اضطرني إلى العمل في الأجازات الصيفية وأثناء الدراسة لكي أنفق على نفسي وعلى إخوتي.  الحقيقة أنا لي علاقة بالرب يسوع منذ حوالي 5 سنوات، ولي أيضًا أشواقٌ لخدمته، لكنني كثيرًا ما أقول لنفسي: "ها تروح فين أنت وسط كل اللي بيخدموا؟"  فأنا لا أمتلك صوتًا جميلاً كالمرنم الفلاني، ولا أعرف عزف الموسيقى مثل (س)، ولا مفوه في خدمة الكلمة والخطابة أمام الجمهور كالخادم الفلاني، وإنما كل خبرتي هي في التكنولوجيا والإنترنت والكمبيوتر.  هذا بالإضافة إلى أن نشأتي الصعبة تلاحقني وتعوقني عن خدمة الرب إذ أقول لنفسي كل يوم: "لو كان الله عاوزني أخدمه كان سمحلي بنشاة وعيشة أحسن وأريح من كده".  
أرجوكم تساعدوني لأني مش عارف اللي أنا فيه ده صح ولا غلط؟

                                                                                      

وسوف نوجه حديثنا لنادر في هذا العدد في عدة نقاط وهي:

1-    ما هي النقاط الايجابية في رسالة نادر؟
2-    ما هو قصد الله من وراء الضيق وصعوبة النشأة والتربية؟
3-    ما هي المفاهيم المغلوطة عن خدمة الرب؟


أولاً: ما هي النقاط الايجابية في رسالة نادر؟
في البداية أريد أن أشكرك يا نادر لثقتك في المجلة ومشاركتك لنا بمشكلتك الشخصية، فمن الجيد أن تشارك أحدًا يكون موضع ثقة ويهتم بهمومك ومشاكلك، وأثق أن الرب يسوع المسيح هو أقرب لك مني ومن كل المحيطين بك، وبعمله الكهنوتي معك يستطيع أن يشعر بآلامك وأوجاعك وتنهداتك، ويقدر أيضًا أن يرثي لك ويعينك ويخلصك من ضيقاتك ( عبرانيين4: 15).

كما أنني، عزيزي نادر، أرى في رسالتك نقاطًا إيجابية تتفوق على سلبياتها، وهذه الإيجابيات هي:
•    وجودك في وسط عائلة من أب وأم وإخوة وأخوات.  حتى لو كان الأب قاسيًا، فالعائلة بركة وغيرك كثيرون محرمون منها.

•    تفوقك الدراسي رغم صعوبة النشأة، هذه أيضًا بركة من الرب يا باشمنهدس.

•    عملك أثناء دراستك إنما يصقل شخصيتك ويعمل منك رجلاً قادرًا على احتمال أعباء الحياة.  فالحياة المُرفهة والمُدللة ليست هي مصنع الرجال.

•    علاقتك بالرب، وأنا أعتبرها دُرَّة الإيجابيات، فالكتاب يعلمنا: "اذكر خالقك في أيام شبابك" (جامعة11: 1).  ووجود الرب في حياتك يعطي لحياتك قيمة عظيمة ويدفعك دفعًا للأمام في طريق النجاح.

•    رغبتك وأشواقك لخدمة الرب.  فحتى وإن كان هناك بعض المفاهيم المغلوطة عن الخدمة- والتي سنُصححها بمشيئة الرب – إلا أن أشواقك لخدمة الرب قيمة جدًا في ميزان الله.  

ثانيًا: ما هو قصد الله من وراء الضيق وصعوبة النشأة والتربية.
ينبغي لك أن تعرف يا صديقي نادر أن الضيق دائمًا كان هو أداة الله لتدريب وصناعة رجاله الأبطال.  فتذكر داود ومطاردة شاول له قبل جلوسه على العرش، وتذكر دانيال ورفقاءه الثلاثة في سبي بابل، وتذكر يوسف ومدرسة الألم ونشأته الصعبة وحرمانه من حنان أمه، وتذكر غدر إخوته وافتراقه عن أبيه، وافتراء امرأة فوطيفار، ونسيان الساقي لجميله.  كل هذا كان ضيقًا ليوسف.  لكن اسمع ما قاله الكتاب عن هذا الضيق وقصد الله من ورائه: "22يُوسُفُ، غُصْنُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ، غُصْنُ شَجَرَةٍ مُثْمِرَةٍ عَلَى عَيْنٍ. أَغْصَانٌ قَدِ ارْتَفَعَتْ فَوْقَ حَائِطٍ. 23فَمَرَّرَتْهُ وَرَمَتْهُ وَاضْطَهَدَتْهُ أَرْبَابُ السِّهَامِ. 24وَلكِنْ ثَبَتَتْ بِمَتَانَةٍ قَوْسُهُ، وَتَشَدَّدَتْ سَوَاعِدُ يَدَيْهِ. مِنْ يَدَيْ عَزِيزِ يَعْقُوبَ، مِنْ هُنَاكَ، مِنَ الرَّاعِي صَخْرِ إِسْرَائِيلَ" (تكوين49: 22- 24).

إن الله لا يضيع وقتًا، بل يستخدم ظروفنا الصعبة مجالاً لتدريبنا وإعدادنا لأعمال بطولية في طريق خدمته.  وهذا ما سيفعله بك إن خضعت لتشكيله وجعلت نشأتك الصعبة قاعدة انطلاق نحو التقدم الروحي والوجداني.  وتذكر أن الضيق ينشئ صبرًا وصلابة (رومية5: 8).

وتذكر من التاريخ المعاصر المبشر المسيحي نيكولاس جيمس فيوتتش أو نيك فيوتتش (مواليد 4 ديسمبر 1982).  وهو مبشر مسيحى ومحاضر متنقّل ومؤسس منظمة الحياة بدون أطراف.  هو الابن الأكبر لعائلة صُربية الأصل، وُلد عام 1982 في بريزبن، أستراليا.  وُلد وهو مُشوَّه خَلقيًا وفاقدًا كلا الذراعين والرجلين بشكل كامل، باستثناء قدم صغيرة ظاهرة في أسفل جذعه.  مُنع نيك من الذهاب إلى المدرسة وذلك بسبب القانون الذي يمنع أصحاب الإعاقات من الالتحاق بالمدارس العامة، على الرغم من كونه سليمًا عقليًّا.  لاحقًا، تمكن نيك من الالتحاق بالمدرسة وأصبح من أوائل الأشخاص الذين طُبّق عليهم القانون الجديد بالسماح للمعوقين بالالتحاق بالمدرسة، وذلك حسب قانون الولاية.  وقد تعرض إلى حالات من الإحباط والاكتئاب والوحدة والخوف خلال فترة صغره حيث كان يطرح على نفسه الأسئلة التالية: لماذا هو مختلف عن بقية الأطفال؟  ولماذا خُلق دون أرجل وبلا أيدي؟  مما أدى به إلى التفكير في الانتحار وهو في سن الثامنة، وفي سن عشر سنوات حاول أن يغرق نفسه لكنه تراجع عن قراره.  لكن نقطة تحول جرت في حياته ليتحول من مجرد إنسان تعرض إلى الإعاقة إلى إنسان مُفعم بالنشاط والإيمان، بالقدرة البشرية التي تتحدى الإعاقة مهما كانت الصعاب، وكان سبب ذلك هو إيمانه بالرب يسوع ومساعدة عائلته وأصدقائه وكل من حوله.  بعد ذلك تخرج نيك من جامعة جريفيث وهو في عمر 21 عام، وبعد ذلك أصبح متكلمًا ليؤثر ويحفز الناس، كما أصبح يتنقل في دول العالم ليتبنى قضايا المُعاقين ويتحدث عنها، وقد حظي باهتمام ومتابعة 3 ملايين شخص في 24 دولة في 5 قارات حول العالم.

بدأ نيك بنشر أعماله ومشاريعه بمساعدة الغير من خلال برامج التليفزيون ومن خلال الكتابة، كما نشر كتابه الأوّل "Life Without Limits" في عام 2010، كما سوَّق لأفلام وثائقية عن حياته الشخصية في المنزل في عام 2005، ومن ثم نشر الجزء الثاني للفيلم عن واحد من خطاباته المؤثرة في واحدة من الكنائس، ثم سوَّق لفيلم مُوجَّه للشباب باسم "بدون أرجل، بدون يدين، بدون قلق".
(المصدر نيك فيوتتش - ويكيبيديا، الموسوعة الحرة http://ar.wikipedia.org

ثالثًا: ما هي المفاهيم المغلوطة عن خدمة الرب؟

لقد ذكرت في رسالتك صديقي نادر أن لك أشواقًا لخدمة الرب، وهذا في حد ذاته من أروع الأشياء المُلذة لقلب الرب.  إن هذه الأشواق بكل تأكيد هي من نتاج الحياة الجديدة التي حصلنا عليها بالإيمان وكذلك هي نشاط الروح القدس الذي يخصص الكيان والجسد لخدمة الرب (1كورنثوس6: 19، 20).
لكن اختلافي معك صديقي نادر هو في طريقة نظرتك للخدمة.  فأنت اعتبرت أن من يخدمون الرب فقط هم أصحاب الأصوات العذبة من المرنمين أو العازفين، وأصحاب الكلمات الفصيحة من المتكلمين المفوهين.  كذلك اعتبرت أن نشأتك الصعبة هي من معوقات انطلاقك في خدمة الرب.

 يا صديقي نادر.  إن الخدمات الظاهرة الجهارية اللامعة من خدمة كلمة أو ترنيم ما هي إلا جزء صغير جدًا من مجالات الخدمة المتسعة.  ومجالات الخدمات المختفية أكثر كثيرًا من الخدمات الظاهرة.  فهناك من يخدمون في المخادع بصلواتهم لأجل الخطاة ولأجل المؤمنين ولأجل عمل الرب، وهناك من يشجعون إخوتهم بالاتصالات التليفونية، وهناك من يخدمون الرب بالعمل التبشيري والعمل الفردي.  ولقد ذكرت في رسالتك أن الشيء الوحيد الذي تعرفه هو التكنولوجيا واستخدام الإنترنت والكمبيوتر.  وهل هذا بالقليل يا باشمهندس؟!  ألست تعلم أنه يمكنك، إن سلمت إمكانياتك هذه للرب، أن تخدم الرب على نطاق أوسع وأكبر من خدام الكلمة والمرنمين.  ألا يحتاج نشر بشارة الإنجيل على الإنترنت إلى المتميزين مثلك؟  وألا يحتاج تسجيل الخدمات ونشرها وإذاعتها إلى الموهبين والمبدعين أمثالك؟  يا صديقي أنت تمتلك كنزًا ثمينًا وإمكانيات هائلة لخدمة الرب، فقط عليك باكتشافها ووضعها بين يدي الرب، ليضع عليها بصمته الإلهية فتكون نافعًا وخادمًا ومثمرًا. عزيزي نادر. إني فخورٌ بك وأصلي لأجلك.

***

والآن عزيزي القارئ أترك بين يديك هذه الرسالة التي وصلتنا من صديقة المجلة (س. ر)، والتي كتبت تقول:
أعزائي باب لو كنت مكاني:
 أنا اسمي (س. ر) من إحدى محافظات الوجه البحرى، لكني متزوجة من أخ مؤمن في إحدى محافظات الصعيد، وباخدم في سن شابات ثانوي.  أنا اتربيت على الحرية ومتأكدة أن ما حدش يفرض عليَّ شيء لا في الأفكار، ولا في طريقة اللبس ولا في اللي بشوفه أو بسمعه.  فبولس يقول: "كل الاشياء تحل لي"، واللي أنا مقتنعة بيه بس هو اللي أنا هاعمله حتى لو في نظر الناس أنه غلط.  لكن أحيانًا بحس أن الناس بتنظر لي وكأني متحررة بالزيادة أو ما عنديش مبادئ.
يا ترى أعمل أيه؟  هل علشان أرضي الناس أنكر قناعاتي الشخصية وأكون مُرائية؟  ولا لازم الناس هي اللي تتغير وتبقى زيي؟  أرجوكم تساعدوني.
                                                                         (س. ر)

 إن كان لديكم مشاركة أو رأي أو نصيحة لـ ( س. ر)، يمكنكم إرسالها إلينا، ونحن سنعرض في العدد القادم ما نراه مناسبًا لمساعدتها.
•    برجاء ألا تزيد المشاركة عن خمسة أسطر أو 80  كلمة.  أيضًا إذا كان لديكم مشكلة أو تساؤل أو استفسار في أي موضوع، يمكنكم مراسلتنا على:
•      البريد الالكتروني   ayad.zarif@gmail.com    
•    أو انضم إلى الجروب  lawkontmakany على الـ Facebook
•    أو أرسل لنا رسالة قصيرة SMS إلى 01006650876

                                                                           


© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com