عدد رقم 3 لسنة 2014
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
ها قد دنا وقت الرحيل  

«اللقلق في السماوات يعرف ميعاده، واليمامة والسنونة المزقزقة حفظتا وقت مجيئهما»
(إر8: 7)


   في أواخر السنة، عندما تبدأ أعاصير الشتاء أن تهب، تذهب السنونة ولا يبقى من نوعها واحدة في الأرض، ومتى دنا وقت ارتحالها تراها تتجمع مع بعضها وترتفع في الجو وتطير، ثم تمضي دون أن يشعر بها أحد، إلى الجهات الجنوبية حيث لا يصل إليها صقيع ولا ثلج ولا مطر ولا برد، بل تتمتع بأشعة الشمس الساطعة الدافئة.  وما أعجب غريزة تلك الطيور! أليس لنا درس في هذا؟  إنه لمنظر بهيج أن نلاحظ تلك الطيور كيف تتجمع وتنتظر بعضها بعضًا، ثم ترتفع كأنها تتهيأ للرحيل، وهكذا الروح القدس الذي يعلو بنا لنحلق فوق جو هذا العالم الفاسد.  نحن كالسنونة على وشك أن نغادر هذا المشهد، وعلامات قضاء الله على هذا العالم بدأت تلوح في جوه الخريفي الذي ينذر بعواصف الضيقة الآتية، وبالشتاء القارس عندما تغيب شمس النعمة، فيا ليت علامات التأهب للرحيل بعمل الروح القدس، ونحن نقترب بسرعة من النهاية، تظهر علينا، كما تظهر على السنونة بعمل غريزتها الطبيعية.  وكما هو الحال مع السنونة، هكذا الحال مع كنيسة الله كلها، فالروح القدس الذي يجمع المؤمنين حول المسيح قد أعلن لهم دعوتهم السماوية ورجاءهم السماوي، ولا يزال يرفع قلوبهم إلى أعلى، وعن قريب سينطلقون جميعهم في لحظة واحدة دون أن يشعر بهم العالم، ولا يتبقى منهم واحد، سنُخطف جميعًا ... لملاقاة الرب في الهواء، وهكذا نكون كل حين مع الرب (1تس4: 17).

   والآن أيها القارئ العزيز، بما أن شتاء العالم قد اقترب، اسمح لي أن أسألك: أين أنت؟ وإلى أين ذاهب؟ هل احتميت في دم الحمل؟ وهل أنت مستعد للرحيل لتهرب من الغضب الآتي، كالسنونة في الخريف؟ هل قبلت الرب يسوع مخلصًا، وهل هو سيد على حياتك؟ وهل تنتظر مجيئه من السماء؟ إننا لا نستطيع أن نقول إن غريزة الطير أصدق من كلمات السيد.  لذلك يجب علينا أن نتمسك بكلمات المسيح كلما رأينا الشتاء يدنو، عالمين أنه لا بد أن ينجز لنا ما وعد به.  وإن كنا لا نعلم أين تذهب السنونة، ولكننا نعلم باليقين أين سيذهب المؤمنون، لأن المسيح قال: «أنا أمضي لأعد لكم مكانًا، وإن مضيت وأعددت لكم مكانًا آتي أيضًا وآخذكم إليَّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا» (يو14: 2، 3).    


© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com