عدد رقم 6 لسنة 2013
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
لو كنت مكاني  


أهلاً بكم أعزائي الشباب مع عددٍ جديٍد من بابكم "لو كنت مكاني" 
   
     كنا قد طرحنا في عدد سابق رسالة وصلتنا من صديقة المجلة (ريهام) تستغيث فيها بسبب كتاب يوزع يطعن في التعاليم المسيحية الأساسية المتعلقة بصحة الكتاب المقدس، والثالوث والوحدانية، ولاهوت المسيح والكفارة.  وأكثر ما أزعجها أن ترى حالة الذعر على وجوه الشباب مما يدل على ضحالة التعليم التي يعاني منها عموم المسيحيين من جهة الحقائق الأساسية موضوع هجوم المشككين.

ما سبق 
   كنا قد أجبنا في العدد السابق على السؤال القديم الحديث الذي يتهم الكتاب المقدس بوجود ثلاثة آلهة، وأثبتنا بالدليل والبرهان أن الكتاب المقدس بعهديه يشهد عن وحدانية الله.  "اسمع يا إسرائيل: الرب إلهنا رب واحد" (تثنية 4:6). 
وفي هذا العدد بمشيئة الرب نستكمل كلامنا حول رد الشبهات عن لاهوت المسيح: 
هل صرح المسيح بأي طريقة من الطرق بأنه هو الله؟ ألم يؤكد كثيرًا على بشريته وإنسانيته وعبوديته لله عندما قال في يوحنا 8 : 40 "وَلكِنَّكُمُ الآنَ تَطْلُبُونَ أَنْ تَقْتُلُونِي، وَأَنَا إِنْسَانٌ قَدْ كَلَّمَكُمْ بِالْحَقِّ الَّذِي سَمِعَهُ مِنَ اللهِ. هذَا لَمْ يَعْمَلْهُ إِبْرَاهِيمُ؟

الكلمة صار جسدًا:
   يعلمنا الكتاب المقدس أن المسيح له المجد موجود أزلاً بحسب لاهوته. "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله" (يوحنا1:1).  لكنه في ملء الزمان اتخذ لنفسه جسدًا وصار إنسانًا.  "والكلمة صار جسدًا (بشرًا)، وحل بيننا" (يو1: 14).
   ومن هنا نعلم ونؤمن أن للمسيح طبيعتين كاملتين، فهو الله في كل ما هو الله بنسبة 100% وهو إنسان كامل بنسبة 100% دون خطية.  وهذا ما كان يرمز إليه تابوت العهد في خيمة الاجتماع قديمًا، والذي كان يرمز ويشير لشخص المسيح.  فلقد كان مصنوعًا من خشب السنط الذي لا يفسد إشارة لناسوت المسيح الخالي من الخطية، كما أنه كان مغشى بالذهب النقي الذي يشير للاهوت المسيح.
   وفي حياة المسيح ظهر في مواقف كثيرة عمل الطبيعتين البشرية والإلهية.  فعند قبر لعازر بكى يسوع بطبيعته البشرية الرقيقة، لكنه بلاهوته أقام لعازر من الموت.  وعند هيجان البحر كان كإنسانٍ نائمًا في مؤخر السفينة، ولكنه وهو الله أمر البحر والريح أن يسكت فصار هدوء عظيم. 
   وينبغى أن نقول في بدء كلامنا على لاهوت المسيح: إن المسيح وهو الله لم يكن محتاجًا ليبرهن للناس عن لاهوته، فلاهوته ظاهر في كل شيء، وإنما كان يعمل جاهدًا أن يقنع الناس أنه وهو الله اتخذ له جسدًا كالبشر.  لذلك برهن المسيح  كثيرًا على  ناسوته ليكشف غرض تجسده.  فلو أن ملكاً أراد أن ينزل متخفيًا لرعيته ليقف على أحوالهم فإنه قطعًا لن ينزل بينهم بهيئته الملكية ليبرهن لهم أنه الملك، وإنما سيتخفي في هيئة رجلٍ عادي ويبرهن لهم أنه منهم. 

   وبالرغم من كل هذا لم يغفل الكتاب عن أن يبرهن لنا لاهوت المسيح بكل الطرق قولاً وفعلاً كما سنرى في بعض النقاط التالية:

أولاً - المسيح هو الله بشهادته عن نفسه:
أعلن المسيح ألوهيته بنفسه عندما قال: «أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ»(يو5: 17).  ولقد فهم اليهود أنه يقصد بذلك ألوهيته، " فَمِنْ أَجْلِ هَذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ بَلْ قَالَ أَيْضاً إِنَّ اللَّهَ أَبُوهُ مُعَادِلاً نَفْسَهُ بِاللَّهِ (يو18:5).
قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ» ( يو 8: 58)، وهو هنا يستخدم الفعل اليوناني (إيجو أيمي) والتي تعني الكائن دائم الوجود، والتي تقابل في العبرية (أهيه)، وهو اسم الله كما أعلنه لموسى (خروج3: 14).  وأيضًا فهم اليهود أنه يقصد لاهوته "فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ.  أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازًا فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هَكَذَا".

ثانيًا - المسيح هو الله بشهادة الكتاب المقدس عنه:
فلقد ذكر الكتاب عن  المسيح أنه الله حوالي  10 مرات منها " في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وكان الكلمة الله" (يو1:1).  "وأما عن الابن كرسيك يا الله إلى دهر الدهور" (عب 8:1).  ثم  "ويُدعى اسمه عجيبًا مشيرًا إلهًا قديرًا أبًا أبديًا رئيس السلام" (إش9 :6). 

ثالثًا - المسيح هو الله لأن له أسماء الله مثل:
الله: " في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله" (يو1:1)
الرب: ذكر عنه ذلك الاسم أكثر من 650 مرة في العهد الجديد منها 170 مرة في الأناجيل الأربعة، وبالارتباط بهذا الاسم: رب المجد (1كو 2 :8)، (يع 2 :1). 
أهيه – يهوه: "أهيه الذي أهيه" (خر14:3) ، "قبل أن يكون ابراهيم أنا كائن" (يوحنا 58:8). 
عمانوئيل (إش14:7)، والذي يترجم "الله معنا" (متى23:1).
"القدوس المولود منك يُدعى ابن الله" (لوقا35:1).

رابعًا - المسيح هو الله لأن له صفات الله مثل:
كُلي القدرة على المرض (يو 5 :8) وعلى الطبيعة (مر4 :39-41) وتحويل الماء إلى خمر (يو2 :3)
كُلي العلم ليعرف الأشخاص دون أن يتقابل معهم: مثل بطرس (يو 1 :42)، زكا (لو 19 :5).  و يعرف ما في القلوب: "فعلم يسوع فكر قلبهم" (لو46:9). 
كلى التواجد : "ها أنا معكم كل الأيام إلى انقضاء الدهر" (متى 28 :20) ، "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم" (متى 18 :20) 
4 - أزلي أبدى: وقال قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن" (يو8 :58)  و "الكائن الذي كان والذي يأتي" (رؤ1: 8).
5 ـ لا يتغير: " ولكن أنت أنت وسنوك لن تنتهي " (عب 11:1-12) "يسوع المسيح هو هو أمسًا واليوم وإلى الأبد" (عبرانين8:13). 

خامسًا - المسيح هو الله لأن له أعمال الله مثل:
الخلق  "الكل به وله قد خلق" (كو16:1، 17؛ عب 1 :2؛ يو3:1)
إقامة الموتى:  "كما أن الآب يقيم الأموات ويحيى كذلك الابن أيضًا يحيى من يشاء" (يو21:5).
الخلاص: "هذا هو بالحقيقة المسيح مخلص العالم" (يوحنا42:4) ، (إش43: 11 و 45: 22).
غفران الخطايا: "ثِقْ يَا بُنَيَّ. مَغْفُورَةٌ لَكَ خَطَايَاكَ" (متى 9 : 2).
الدينونة: "لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ" (يو5: 22)


استفسارات   
ربما تعترضني عزيزي القارئ قائلاً: وكيف تبرهن أعمال المسيح من غفران للخطايا ودينونة للعالمين على لاهوته؟
وللرد نقول: بما أن الخطية في أصلها وفعلها موجهة ضد الله مباشرة (مز51: 4)، إذًا الذي من حقه أن يغفر الخطايا هو الله نفسه (مرقس2: 7)، وبما أن المسيح صرح بلسانه للمفلوج "مغفورة لك خطاياك"،  إذًا فالمسيح يبرهن على كونه هو الله غافر الخطايا.
كذلك في دينونة البشر.  فبما أنه في دينونة الله للبشر سيدين الله سرائر الناس ( أي أسرارهم) لأنه هو الله كلي العلم، فإذًا المسيح هو الله لأنه هو الذي سيدين البشر في دينونة الأحياء ودينونة الأموات.

استفسار آخر: ربما تقول لي عزيزي القارئ: نعم نحن نؤمن أن المسيح أجرى المعجزات الخارقة ولكن كان هذا بإذن الله وأمره.
وللرد نقول: يمكن لله أن يكلف الأنبياء بأداء أدوار مهمة كتبليغ كلمته ورسالته للبشر.  لكن هناك أعمال سيادية مرتبطة بوجود الله لا يمكن للأنبياء أخذ تفويض من الله لأدائها مثل الخلق والدينونة.  لأنه لو صح ذلك ليمكن للكون أن يستغنى عن الله وقت أن يقوم من ينوب عنه بأداء هذه الأعمال، وإن استغنى الكون عن الله لحظة ما كان هو الله.  وبما أن المسيح عمل أعمال الله السيادية التي لا يمكن تفويض أحد للقيام بها إذًا فهذا يؤكد ألوهيته. 

وسنكمل حديثنا بمشبئة الرب في العدد القادم حول تجسد المسيح ردًا على هذا السؤال الهام:

 "هل كان من الضروري أن يتجسد الله؟ ألم يكن كافيًا أن يعفو عن خطايا البشر وهو في سماه؟

 إن كان لديكم  مشكلة أو مشاركة أو رأي أو استفسار، يمكنكم إرسالها إلينا، ونحن سنعرض ما نراه مناسبًا لفائدة الجميع.
برجاء ألا تزيد المشاركة عن خمسة أسطر أو80 كلمة.  ويمكنكم مراسلتنا على:
 البريد الالكتروني   ayad.zarif@gmail.com    
أو انضم إلى الجروب  lawkontmakany على الـ Facebook 
أو أرسل لنا رسالة قصيرة SMS إلى 01006650876

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com