عدد رقم 6 لسنة 2013
أعداد سابقة سنة:   عدد رقم:
 
    أرسل المقالة لصديق   أضف المقالة للمفضلة Share
عظمة الله  


سبق وتكلمنا في الأعداد السابقة عن خليقة الله آملين أن ندرك شيئًا عن عظمة هذا الإله المجيد، فتكلمنا عن محيطات الأرض وكيف أن جميع الاكتشافات التي قام بها الإنسان، أهَّلته لاكتشاف 5% فقط من المحيطات المتواجدة في هذا الكوكب الصغير، كما أنه إذا تم إذابة عدد 1.3 مليون أرض (لنستفيد من الفراغات البينية) فسوف نستطيع إدخال كل هذا العدد في الشمس. تلك الشمس التي تُعتبر نجم صغير بالمقارنة مع باقي النجوم، مثل النجم (كانيس ماجوريس) Canis Majoris الذي يعادل حجم الشمس 2000 مرة! ويُقدَّر عدد النجوم في مجرتنا فقط (مجرة درب اللبانة) بحوالي 300 بليون نجم، هذا وإن عدد المجرات التي اكتُشفت يزيد عن 170 بليون مجرة!!!

وسوف تزداد دهشتنا عندما نتأمل في طريقة الخلق، فقدرة هذا الإله العجيب لم تكلفه سوى كلمة فقط ليوجد هذا الإبداع العظيم، فنحن نفهم بالإيمان «أن العالمين أتقنت بكلمة الله» (عب 11: 3)، فكان يكفي أن الله يقول فيكون، وأن يأمر فيصير (مز33: 9). مع العلم أن كل ما تكلمنا عنه هو عبارة عن جزء صغير جدًا من الخليقة، إذ هذا ما نستطيع رؤيته فقط، أي أننا تكلمنا فقط عن «ما يُرى»، ولكن يبقى «ما لا يُرى» في خليقة الله، والتي وصفها بولس بـ «العروش ... السيادات ... الرياسات ... السلاطين» (من الرتب الملائكية)، وما أكثر جهلنا بهذه المخلوقات، فنحن لا نعرف عددهم ولا قدراتهم، ولكن القليل الذي نعرفه هو أنهم «مقتدرون قوة» (مز103: 20)، وأنهم «رياح ... ولهيب نار» (عب1: 7)، حتى أن ملاكًا واحدًا قتل 185 ألف جندي من أقوى جيوش الأرض آنذاك (2مل19: 35).

وإذا فرضنا أننا استطعنا إدراك كل ما سبق، فإن هذا لن يؤهلنا لإدراك مقدار عظمة الله، لأن الله لم يُظهر كل عظمته في هذه الخليقة، بل اكتفى بكلمة منه لكي يُوجِد كل هذا من العدم. ولكننا إذا أردنا رؤية عظمة الله فعلاً، دعونا نذهب إلى مقاصده، إلى ما سُرَّت مشيئته أن تفعله، وهي أن نرى أخيرًا ”مدينة عظيمة نازلة من السماء من عند الله،  لها مجد الله“ (رؤ21: 10، 11)، أي أنها ليست فقط مجيدة، بل لها ذات مجد الله!!! إذ أن الغرض من هذه المدينة هو «مدح مجده» (أف 1: 12)

ولكن تُرى كيف أوجد هذه المدينة؟! لقد أوجدها من أردأ ما عرفته الأرض، من الأثمة الفجار؛ من المزدرى وغير الموجود! ولهذا لا نتعجب إذا رأينا الله يتكلف من أجلها أغلى ما عنده، ولا نتعجب حينئذ عندما نرى ”رجل مشورات الله“ يدهش ويكتئب، بل يصرخ ويبكي أيضًا وهو يدفع الثمن ويكمل هذا العمل العجيب على الصليب!  حتى نكون نحن في النهاية ”كنيسته“ أروع إعلان لعظمة هذا الإله، بحيث يظهر بكل وضوح عظمة صلاحه وقدرته وحكمته ومحبته وقداسته ونعمته وغناه، وأقل من هذا لا يمكن أن يليق بهذا الإله المجيد.

                                                    قام بهذا البحث: 

© جميع حقوق الطبع والنشر محفوظة - كنائس الأخوة بجمهورية مصر العربية
للإقتراحات والآراء بخصوص موقعنا على الأنترنت راسلنا على webmaster@rshabab.com